icon
التغطية الحية

"صداع في رأس الزمن" رواية لأجيال سورية لم تر وطنها

2022.06.11 | 16:13 دمشق

sda_alzmn_-_tlfzswn_swrya.jpg
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

رواية توثيقية تجسّد بأحداثها المختلفة معاناة الشعب السوري الذي أشعلت وسائل التدمير الوطنية والغازية النار فوق حياته وحضارته.. لا فرق بين مركز ثقافي أو مكتبة، فرن أو مدرسة، كنيسة أو مسجد. رواية أبرزت معاناة الهجرة والطريق الطويل بين بلدة "الأحقاف" الفراتية في سوريا وميونيخ الألمانية مروراً بثلاثيتها المقدسة (الليل، البلم، البحر).

بهذه الكلمات يلخص الناشر رواية الكاتب السوري عواد جاسم الجدي "صداع في رأس الزمن" التي صدرت أخيراً عن دار Inter Assist الألمانية.

أحداث الرواية

وتدور أحداث الرواية التي جاءت في 378 صفحة من القطع الوسط، في ريف الفرات الشرقي، وتتمحور على طريق التهجير الواصلة بين بلدة "الأحقاف" على ضفة الفرات اليسرى وألمانيا الاتحادية التي قصدها مئات الآلاف من السوريين؛ هرباً من براميل الموت وحمم الدمار والقتل التي توزعها (طائرات الوطن) بالتساوي إذ لا فرق بين إنسان وحيوان، طفل أو امرأة أو شيخ عجوز (في سوريا غير المستثناة).

وتجسد الرواية "نوعاً جديداً من الشيزوفرينيا الإنسانية، إنها (التربلفرينيا) الروائية أن يجتمع ثلاثة أشخاص في شخص، يبقى الطفل جميل العينين رغم الحزن الذي يسكنهما فلا يترك وطنه ولا يرحل، ويهاجر أسامة ابن الجرف مكرهاً يرافقه (البويهيمي الرمادي) الرفيق المناضل يسدي له النصح ويزين له العودة لحضن الوطن الذي ما زال دافئاً، وبعد مفاجأتين من العيار الثقيل لا يحتمل أسامة هول الصدمتين فيقرر العودة" يضيف الناشر.

ويتساءل: ما الذي حدث ليقف البويهمي الرمادي عند المعبر بجانب الجدار الإسمنتي الكبير الذي شيده "الأنصار" خوفاً من تدفق المهاجرين؛ ليمنع أسامة من العودة إلى الفرات والضفاف والتفاصيل التي تجذرت في داخله ولم ترحل؟

"صداع في رأس الزمن" وثيقة تاريخية لأجيالٍ تعرف أنها من سوريا، لكنها لم ترَ ذلك الوطن، عالج فيها الكاتب قضايا الوطن وصوّر فيها مراحل الشقاء بدءاً من الخروج من حدود الوطن، إلى المعاناة في تركيا، وطريق الوصول إلى ألمانيا، وما في هذه الرحلة الطويلة من شقاء، سواء في البحر أو البر.

عواد جاسم الجدي

  • كاتب وأكاديمي من مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي. حائز على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية من بولندا 1990، وشغل منصب نائب عميد كلية التربية بجامعة الفرات.
  • أستاذ جامعي وباحث علمي وكاتب له أكثر من 140 بحثاً ومقالة ودراسة.
  • يقيم حاليا في ألمانيا، ويعمل أستاذاً في جامعة غيسن الألمانية.