icon
التغطية الحية

صحيفة ذا تايمز: إيران تورط الأردن في حرب الشرق الأوسط

2024.01.29 | 14:22 دمشق

آخر تحديث: 29.01.2024 | 14:22 دمشق

الملك عبد الله وخارطة تظهر موقع الغارة التي استهدفت قاعدة أردنية يستخدمها جنود اميركيون
الملك عبد الله وخارطة تظهر موقع الغارة التي استهدفت قاعدة أردنية يستخدمها جنود اميركيون
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تسببت الغارة التي نفذتها مسيرة وقتلت ثلاثة جنود أميركيين يوم أمس الأحد بإقحام دولة جديدة بشكل مباشر في تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس.

وكان الأردن ذات يوم في طليعة الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه نجح في تحقيق السلام مع إسرائيل وجعل صوته مسموعاً فقط من خلال الدبلوماسية.

الأردن.. حليف قديم لأميركا والغرب

دخل الأردن في التحالف الغربي في الشرق الأوسط، بما أنه شريك مقرب من السعودية ودول الخليج كما أنه يعتمد عليها من الناحية الاقتصادية، أما جيشه فقريب على الدوام من الولايات المتحدة وبريطانيا، ولذلك تستخدم قوات كلا البلدين القواعد العسكرية الأردنية كلما استدعت الضرورة.

زادت وتيرة هذا التعاون بسبب اشتراك الأردن بحدود مع العراق وسوريا وليس بسبب الأحداث في فلسطين، فقد نفذ التحالف الذي تقوده أميركا عمليات في كلا البلدين، إذ قام في البداية بمد يد العون للقوات الصديقة التي تحارب تنظيم الدولة أو ما بقي من فلوله في المنطقة، ولكن التحالف عمل بصورة أساسية على إبقاء موطئ قدم استراتيجي له في تلك الدول التي كانت ستصبح تحت الهيمنة الإيرانية إن لم يقم التحالف بذلك.

ولهذا السبب يعتبر البيت الأبيض هذه الغارة رجساً من عمل الميليشيات المدعومة إيرانياً، فقد سبق أن تعرضت أهداف أميركية في العراق وسوريا لهجمات مماثلة لكنها لم تكن فتاكة بهذه الدرجة، والهدف منها هو دفع أميركا إلى الانسحاب، بيد أنها تسببت برد أميركي استهدف مقار تلك الميليشيات.

تمسك إيراني بمحور المقاومة

تتسم المنطقة التي تقع شمالي الحدود الأردنية مباشرة بحساسية كبيرة، فهي تمثل جزءاً أساسياً من الطريق الذي يصل بين إيران ويمر بالعراق فسوريا حتى يصل إلى لبنان، ومن خلال هذا الطريق تقوم طهران بإرسال شحنات الأسلحة والدعم الفني إلى حزب الله وبرنامجه الصاروخي. ولهذا يفترض بالوجود الأميركي على كلا جانبي الحدود الأردنية-السورية أن يقوم بمراقبة عمليات النقل تلك.

على الرغم من أن ما حدث يمكن أن يفسر على أنه تصعيد إيراني كبير، على اعتبار أنها أعطت الموافقة بشن هذه الغارات، بيد أن هذا التصعيد بقي ضمن حدود السيطرة، فقد خذلت إيران وكذلك حزب الله حركة حماس عندما لم تفتحا جبهة ثانية ضد إسرائيل في الشمال.

غير أن حزب الله تبادل رشقات صاروخية مع إسرائيل، لكنه صرح وبكل وضوح بأنه ولبنان لا يرغبان في خوض حرب موسعة وشاملة.

ولكن عبر استهداف الوجود الأميركي في المنطقة، صار بوسع إيران أن تقول إنها متمسكة بـ "محور المقاومة" ضد إسرائيل والولايات المتحدة من دون استفزازهما ودفعهما نحو مواجهة شاملة.

تجدر هنا الإشارة إلى رد الفعل الأردني والتصريحات المتبادلة بين عمان وطهران، إذ كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، هو الأعلى صوتاً من بين الدبلوماسيين العرب المتحالفين مع المحور الغربي في استنكاره لما تفعله إسرائيل وشجبه لحربها على غزة.

بيد أن إيران تدرك بأن أحد أسباب تلك الإدانة يعود إلى عدم تقبل الشعب الأردني لسياسات الملك عبد الله الموالية للمحور الغربي، بما أن نصف سكان الأردن تعود أصولهم لفلسطين. وهنا قد تطلب إيران من رعايا الملك الأردني أن يفكروا مرة أخرى بالجانب الذي يرغبون لبلدهم أن ينحاز إليه في حال توسع النزاعات في الشرق الأوسط.

 

المصدر: The Times