تقدّمت قوات "نظام الأسد"، ليل السبت - الأحد، في ريف السويداء الشرقي وسيطرت على معظم منطقة "تلول الصفا" بعد انسحاب "مفاجئ" لـ تنظيم "الدولة"، الذي خاض معارك "عنيفة" مع "النظام" استمرت لـ نحو ثلاثة أشهر.
وقالت شبكات محلية إخبارية، إن تنظيم "الدولة" انسحب بشكل مفاجئ مِن (تلول الصفا) شرق السويداء، بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة لها على مساحات واسعة مِن المنطقة، فجر أمس السبت، أبرزها "قبر الشيخ حسين، وقاع البنات، وسد هاطيل، ودوحة الصفا، وتل المراتي".
وأضاف شبكة "السويداء 24" على صفحتها في "فيس بوك"، أن قوات النظام سيطرت أيضاً على العديد مِن التلال التي تُشرف على منطقة "الصفا" بالكامل، مشيرةً إلى وجود اشتباكات محدودة مع تنظيم "الدولة" في بعض الأجزاء الغربية مِن المنطقة.
وأشارت الشبكة، إلى أن عناصر تنظيم "الدولة" انسحبوا مِن منطقة "الصفا" على دفعات خلال الأيام القليلة الماضية، واتجه غالبيتهم نحو بادية حمص وآخرون إلى نقاط ما يزال يسيطر عليها "التنظيم" في باديتي دمشق والسويداء، عقب تراجع دفاعهم مؤخّراً داخل "الصفا".
بدروه قال مصدر عسكري لـ"السويداء 24"، إن قوات "نظام الأسد" وميليشياتها أحكمت سيطرتها على معظم منطقة الصفا والتلال المطلة عليها، بعد هجمات "عنيفة" وقصف "غير مسبوق" طال مواقع "التنظيم" لـ مدة عشرة أيام تقريباً، لافتاً أن "التنظيم" انسحب تحت "الضغط العسكري".
وأكّدت الشبكة، أن العملية العسكرية في باديتي دمشق والسويداء لم تنتهِ بعد رغم سيطرة قوات النظام على "تلول الصفا"، لأن تنظيم "الدولة" ما زال يسيطر على مناطق عدّة في الباديتين مِن بينها "الحصا" وأجزاء مِن "الرحبة"، إضافةً لـ أنباء عن وجود خلايا تابعة له في منطقة "الكراع" شرق السويداء، التي يوجد فيها مئات الكهوف والجروف الصخرية.
ولفتت "السويداء 24"، أنها وثّقت منذ بداية العمليات العسكرية في بادية السويداء، مطلع شهر آب الماضي، مقتل 102 من عناصر تنظيم "الدولة"، ومقتل 210 عناصر مِن قوات "نظام الأسد" وجرح 280 آخرين، مؤكّدة مقتل خمسة عناصر لـ"النظام" وجرح تسعة خلال اليومين الفائتين.
بينما قالت مصادر محلية أخرى، أن سيطرة قوات النظام على منطقة "الصفا" تأتي بعد مرور أكثر مِن ثلاثة أشهر مِن المعارك المستمرة في منطقة صحراوية وعرة، تكبّد خلالها "النظام" أكثر مِن 500 قتيل بينهم 50 ضابطاً، ومئات الجرحى، إضافةً لـ عشرات القتلى والجرحى مِن الميليشيات المساندة لها وفصائل "المصالحات" التي قاتلت إلى جانبها.
قرابة ألف عنصر مِن تنظيم "الدولة" - حسب مصادر محلية - كانوا يتحصّنون في مناطق متفرقة مِن باديتي دمشق والسويداء، وذلك قبل بدايات العمليات العسكرية مطلع شهر آب الماضي، وكانت منطقة "تلول الصفا" أبرز حصونه شرق السويداء، حيث تركّزت فيها المواجهات، والتي استأنفها "نظام الأسد"، بعد الإفراج عن كامل مختطفي السويداء.
واندلعت المواجهات مجدّداً بين قوات "نظام الأسد" وتنظيم "الدولة" شرق السويداء، قبل نحو أسبوعين تقريباً، بعد إفراج "التنظيم" عن باقي مختطفي السويداء (19 امرأة وطفلاً) المحتجزين لديه منذ أواخر شهر تموز الماضي، وسط نفي وشكوك لرواية "النظام" بأن قواته عمِلت على "تحريرهم بـ عملية عسكرية".
وسبق أن أفرج تنظيم "الدولة"، في الـ 20 مِن شهر تشرين الأول الفائت، عن سيدتين وأربعة أطفال، بموجب "صفقة تبادل جزئية" مع "نظام الأسد" الذي أطلق مقابل ذلك 17 معتقلة (مع أطفالهن وعددهم ثمانية) كانوا في سجونه، ونقلوا إلى بلدة قلعة المضيق التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية غرب حماة.
يشار إلى أن تنظيم "الدولة" شنّ سلسلة هجمات متزامنة على مدينة السويداء وقرى ريفها الشرقي، أواخر شهر تموز الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 270 شخصاً وجرح المئات، واختطاف نحو (36 شخصاً جلّهم نساء) مِن قرية الشبكي، أعدم منهم شاباً وامرأة، في حين توفيت إحدى المختطفات بسبب سوء وضعها الصحي.
الجدير بالذكر، أن قوات "نظام الأسد" نقلت، أواخر شهر أيار الماضي، عناصر تابعين لـ تنظيم "الدولة" من آخر مناطق سيطرتهم جنوب العاصمة دمشق إلى شرق السويداء بعد اتفاق جرى بين الطرفين، وذلك قبل أسابيع من تنفيذ "التنظيم" هجوماً "مباغتاً" على المنطقة.