قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، "إن التأجيل المتكرر لاجتماع اللجنة الدستورية السورية يعيق تقدم الحوار"، مشيراً إلى أن موسكو "تنطلق من ضرورة إقامة حوار سوري داخلي بناء، في إطار اللجنة الدستورية بالدرجة الأولى".
وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، أوضح لافروف أنه "لسوء الحظ، نشهد مؤخراً تأجيلا متكررا للاجتماعات، في محاولات لتحقيق منهجية عقد اجتماعات مثالية، ومن الواضح أن ذلك لا يساعد في المضي قدماً"، مضيفاً أن سيطرح هذه القضية في اجتماعه مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن.
ووفق الوزير الروسي، فإن موسكو "تنطلق من الحاجة إلى إقامة حوار سوري داخلي بنّاء، في إطار اللجنة الدستورية بشكل أساسي"، مؤكداً على "ضرورة العمل باستمرار، دون تشتيت الانتباه بالتفاهات، والتركيز على المسألة الرئيسية"، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
وأشار إلى أن "الأهم في الفترة الحالية هو إجراء حوار مباشر بين الوفود السورية، وتشجيعها على التوصل لاتفاق حول موضوع الإصلاح الدستوري دون تدخل خارجي، وفي أي إطار زمني"، مشدداً على "ضرورة الحفاظ على تناسق عمل اللجنة الدستورية دون انقطاع مصطنع، بحيث تجتمع جلساتها وجلسات لجنة صياغة الدستور بشكل دوري".
نظرة أكثر واقعية تجاه سوريا
من جانب آخر، قال لافروف إن "لدى روسيا سبب للاعتقاد بأن الولايات المتحدة تطوّر صورة أكثر واقعية لما يحدث في سوريا، وكيف ينبغي أن تبني أفعالها فيما يتعلق بالتسوية"، مشيراً إلى أن "التصريحات الأميركية بين عامي 2011 و 2012، حول أن أيام النظام معدودة لم تعد تُسمع".
وأضاف وزير الخارجية الروسي إلى أنه "ليست الولايات المتحدة فقط، بل دول المنطقة لديها أيضاً رؤية أكثر واقعية"، موضحاً أن "المزيد والمزيد من الدول في المنطقة العربية وجيران سوريا والدول الأعضاء في الجامعة العربية تدرك أنه من الضروري العمل مع الممثلين الشرعيين وقادة سوريا".
وأعرب لافروف عن ترحيب بلاده بهذا الاتجاه، مؤكداً على أنه "كلما اتخذ ذلك شكل اتفاقات عملية، والبحث عن حلول عملية، كان ذلك أفضل للشعب السوري ولشعوب المنطقة بأسرها".
علاقة "قسد" مع واشنطن "لعبة خطيرة للغاية"
وعن علاقة واشنطن مع "قوات سوريا الديمقراطية"، قال وزير الخارجية الروسي إن "المغازلة التي نراها في السياسة الأميركية مع بعض الهياكل الكردية، بهدف التحريض على الانفصال، هي لعبة خطيرة للغاية".
ووصف لافروف وجود القوات الأميركية شمال شرقي سوريا بأنه "غير مقبول"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "احتلت الضفة الشرقية لنهر الفرات بشكل كامل، وهي تحرم النظام في دمشق من الوصول إلى الموارد الهيدروكربونية والموارد الغذائية وخاصة الحبوب".
وأوضح أن روسيا "تعمل بشكل مستمر على هذه القضايا من خلال قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة العسكرية والدبلوماسية".
الغرب يعيق عودة اللاجئين
وعن قضية اللاجئين، اتّهم وزير الخارجية الروسي الدول الغربية بأنها "تعمل على إبطاء عملية إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بشكل مصطنع"، مؤكداً على "عزم روسيا على مواصلة جهودها الخاصة لحشد مساعدة المجتمع الدولي من أجل عودة اللاجئين السوريين".
وأضاف أنه "نحن متفقون على أهمية تقديم المساعدات الدولية إلى دمشق لغرض إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع، وليس فقط الاستجابة الإنسانية، بل أيضاً تنفيذ مشاريع الإصلاح المبكر للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، كما يقتضي قرار مجلس الأمن 2585".
وأجرى وزير الخارجية الروسي مع نظيره في حكومة النظام، أمس الإثنين، محادثات حول "اللجنة الدستورية السورية"، وذلك خلال زيارة رسمية لوفد من النظام إلى العاصمة الروسية موسكو.
وذكرت وكالة "تاس" أن لافروف والمقداد بحثا عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف. "استناداً إلى معطيات الجولة السادسة في تشرين الأول الماضي، والتي فشلت في تحقيق أي نتائج ملموسة بسبب استمرار الخلافات الرئيسية وانعدام الثقة".
وسيجري لافروف، اليوم الثلاثاء، محادثات مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لسوريا، غير بيدرسن، لمناقشة التقدم في مسار اللجنة الدستورية، بحسب ما أوردته الوكالة الروسية.