icon
التغطية الحية

سوري في سراييفو يفتتح أول محل حلويات عربية في البوسنة والهرسك

2022.12.30 | 07:23 دمشق

سيريانا في البوسنة
سامر الحلاق مالك حلويات "سيريانا"
سراييفو - عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

لعله من غير المتوقع أن تصل الحلويات السورية إلى البوسنة والهرسك شرقي القارة الأوروبية، حيث لا يوجد كثير من السوريين القاطنين فيها.

تعد الحلويات السورية من أبرز الحلويات العربية، ورغم اقترابها من الحلويات التركية ذات الشهرة الأوسع عالمياً، فإن هناك العديد من الاختلافات في الطعم والمكونات وطريقة التقديم.

تشبه الحلويات البوسنية إلى حد كبير الحلويات التركية، فهي كثيرة السكر والقطر في مقابل الحلويات السورية التي تعد درجة حلاوتها أقل وتعتمد على السمن الحيواني (السمن العربي) الذي يعطيها مذاقاً ورائحة فريدة.

الحلويات السورية بالبوسنة

وفي مغامرة جريئة أقدم سامر الحلاق على تأسيس مطبخ ومعمل صغير لصناعة الحلويات السورية في العاصمة البوسنية سراييفو، بهدف استقطاب البوسنيين والسوريين المقيمين في البلاد، إلى جانب السياح الخليجيين والعرب الذين يزورون البوسنة خصوصاً في الصيف.

وقال سامر الحلاق (أبو سليمان) في حديث خاص مع موقع "تلفزيون سوريا" الذي زار محله في سراييفو، إنه أول من افتتح محلاً لصناعة الحلويات العربية في البوسنة والهرسك للمرة الثانية، كانت الأولى عام 1998، والثانية بعد 22 عاماً في 2020.

وأضاف الحلاق أنه يعمل في مهنة الطبخ والحلويات منذ 32 عاماً، حيث بدأ بتعلم المهنة منذ صغر سنه وعمل في أفضل محال الحلويات الشامية في المرجة والميدان.

وفي عام 1998 كانت شركة كويتية تود أن تؤسس معملاً لصناعة الحلويات في البوسنة والهرسك بعد نحو 3 أعوام من انتهاء الحرب، فبحثوا عن "معلم حلويات" سوري عبر إرسال مندوب إلى دمشق، إذ "تم الاتفاق معي وسافرت لأول مرة إلى سراييفو وبقيت نحو 5 سنوات، ولكن بسبب سوء الوضع الاقتصادي بعد الحرب لم ينجح المشروع".

وبعد أكثر من 12 عاما في العمل بالحلويات والطبخ بين سوريا ولبنان والسعودية، عاد الحلاق إلى سراييفو عام 2013 للعمل في فندق "بريستول" ذي الخمس نجوم المملوك لأحد كبار المستثمرين السعوديين في البوسنة والهرسك سليمان الشدي، وبقي في العمل لعدة سنوات.

وقال الحلاق إنه تسلّم في الفندق كل مسؤولية صناعة الحلويات الشرقية والغربية والمعجنات إلى جانب الولائم الضخمة والمناسف المجللة باللحوم والخراف المشوية التي يفضلها الزوار الخليجيون حين يأتون إلى البوسنة.

مطبخ سيريانا في البوسنة

المطبخ الشرقي والهوية السورية

وقديماً كانت صناعة الحلويات متربطة ارتباطاً وثيقاً بالطبخ الشرقي، إذ جرت العادة قديماً أن يطلب الآغاوت والباشوات من أغنياء المنطقة خلال الولائم والعزائم المختلفة إعداد طبق حلوى عبارة عن صينية (كنافة) أو (نمورة) التي اشتهرت في ذلك الزمن بأنها وجبة التحلاية بعد الغذاء، حيث كانت القشطة مادتها الأساسية وهنا كان يجمع البغجاتي (صانع الحلويات) بين إعداد الطعام وصنع الحلويات".

وبعد أن استقال الحلاق من عمله في الفندق، قرر تأسيس شركة "سيريانا" وبدأ عمله بمطعم صغير، ولكن مع تفشي جائحة كورونا عام 2020 أغلق مطعمه وبدأ بتأسيس معمل الحلويات واستقدم المعدات من سوريا وتركيا.

وكلمة "سيريانا" في اللغة البوسنية تعني سوريا، وبذلك يشير اسم المطبخ ومعمل الحلويات إلى السوريين المقيمين في البوسنة والهرسك معبراً عن هوية ثقافية إيجابية. 

وأشار الحلاق إلى أن البوسنة لا تمتلك مطبخاً خاصاً بها، إنما هي متأثرة بشكل كبير بالمطبخ التركي والحلويات التركية وهناك اختلافات بسيطة بين البلدين.

ولفت إلى أن البوسنيين يحبون الحلويات بشكل عام، ويأكلونها بكثرة بسبب برودة الجو وحاجة الناس إلى امزيد من الحريرات للشعور بالدفء.

سامر حلاق
سامر حلاق
حلويات سيريانا
حلويات سيريانا في سراييفو

من الولائم إلى الحلويات المتنوعة

ولفت إلى أن البوسنيين يقبلون على شراء حلويات "سيريانا" وأعجبوا بنوعيتها ومذاقها، ولكن الضعف الاقتصادي لدى الشعب البوسني عموماً يجعل المشروع خاسراً في حال الاعتماد عليهم وحدَهم.

وأكّد الحلاق أن الجالية العربية والسورية إلى جانب السياح الخليجيين يرتادون محله ويشترون من حلوياته، إلى جانب تكفل مطبخه بالعديد من العزائم والولائم التي تُطلب منه.

وقال معلم الحلويات السوري، إن معظم السفارات الخليجية تعتمد عليه في مناسباتها بخصوص تجهيز الطعام والحلويات، حيث يعدّ لهم الخراف المشوية والمناسف الضخمة ما زاد من شهرته في البوسنة وجعله مقصداً لرجال الأعمال.

ويقدم "سيريانا" معظم أنواع الحلويات الشرقية، من "البقلاوة والعوامة والكنافة والنابلسية وعش البلبل، والمبرومة والنمورة وزنود الست، والهريسة، والمعمول، والغريبة والبرازق" وغيرها بحسب التواصي.

ويحمل الحلاق الإقامة الدائمة في البوسنة التي تمكنه من الحصول على الجنسية البوسنية بعد عدة سنوات.

وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا أثر على السوق البوسني عموماً، إذ ارتفعت أسعار مواد صناعة الحلويات مثل الفستق الحلبي الذي يصل سعر الكيلوغرام إلى 70 مارك بوسني (35 يورو) والسمنة العربي أصبح سعر الكيلوغرام 42 مارك (21 يورو)، ومؤخراً زاد سعر  الطحين إلى الضعف والغاز إلى الضعف.

واختتم حلاق حديثه بأن البوسنة والهرسك جميلة جداً وأهلها طيبيون ولكنها صعبة اقتصادياً ويحتاج الشخص فيها إلى العمل بجهد كبير حتى يحقق النجاح والاستقرار المالي، داعياً السياح العرب إلى زيارة صالة الحلويات عنده. 

حلويات سيريانا في البوسنة