icon
التغطية الحية

سوريّات.. ضحايا العنف الأسري في مصر

2018.12.03 | 15:12 دمشق

الصورة(إنترنت)
فراس حاج يحيى - مصر- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

شهدت مدينة السادس من أكتوبر في العاصمة المصرية القاهرة حادثة انتحار مفجعة في الأسابيع الماضية، حيث ألقت سيدة سورية نفسها من الطابق الخامس بسبب اعتداء والدها عليها بالضرب.

مصادر خاصة أوضحت لـ موقع تلفزيون سوريا التفاصيل التي سبقت انتحار السيدة، وقالت المصادر إن السيدة متزوجة وتقيم مع والدة زوجها، وعند زيارتها لأهلها خرجت لشراء بعض الحاجيات من محل بقالة، لكنها تأخرت بالعودة وفور وصولها إلى منزل عائلتها حصلت مشادة كلامية بينها وبين والدها ليقوم بضربها.

وتضيف المصادر أن خوف السيدة الشديد ربما دفعها للهرب من والدها فسقطت من الطابق الخامس ليتم بعدها إجراء التحقيقات الجنائية اللازمة، وإطلاق سراح الأب ودفن السيدة أصولاً في مقابر السوريين في مدينة السادس من أكتوبر.

 

الأطفال أيضا ضحايا 

ليست هذه الحادثة الأولى للعنف الأسري ولن تكون الأخيرة على ما يبدو مع غياب الوعي، والتوعية والرقابة القانونية والاجتماعية والدينية على هذه الظواهر، وسنسرد هنا بعض القصص عانت أو مازالت تعاني من هذا العنف سواء الجسدي أو النفسي.

تنعكس نتائج العنف الأسري غالبا على الأطفال، وتتحدث قصتنا الثانية عن طبيب سوري تم سجنه بعد أن قتل زوجته منذ 5 أعوام في منطقة مساكن عثمان بمحافظة الجيزة، وتوضح قريبة الزوج الذي مازال في السجن، وقد طلبت عدم ذكر اسمها " أنه وبعد أن تم إيداعه في السجن ودفنت زوجته بقي لديه طفلان دون أي مأوى، وتم نقلهما إلى مأوى للأيتام وهما هناك حتى الآن، وأنا أقيم في سوريا، وقد حاولت عدة مرات التقدم للحصول على فيزا بالسفارة المصرية بدمشق لأزورهم وأخرجهم من الميتم ولكن للآن لم أحصل على التأشيرة".

وفي محافظة الإسكندرية يروي لنا "أسامة" وهو موظف في إحدى المنظمات الإغاثية السورية، قصة سيدة سورية كانت تتعرض لضرب مبرح من زوجها، وهي وحيدة وبعيدة عن أهلها، ويتابع لـ موقع تلفزيون سوريا  "على ما يبدو  أن زوجها كان يضربها ضرباً مبرحاً، ويحبسها بالمنزل  ويقفل عليها الباب قبل خروجه، وعلمنا بقصتها بعد أن  أرسلت رسالة إلى صفحة المؤسسة على الفيس بوك من حساب يحمل اسم امرأة توضح لنا مشكلتها، وحاجتها للمساعدة وأرسلت لنا بعض الصور لآثار الضرب على وجهها، وكانت صور يصعب تصديقها، ومن بعدها تواصلنا مع مفوضية اللاجئين في الإسكندرية وزودناهم بتفاصيل الحالة، وبدورها تمكنت المفوضية من الوصول إلى السيدة بعد التأكد من المعلومات كونها مسجلة لديهم وتحت حمايتهم، وعبر سوريين مقيمين في ذات المنطقة تم إخراج السيدة، ونقلها إلى المشفى وتأمين سكن مؤقت لها بعدما تعرضت له من ضرب وحشي، وإيذاء من قبل الزوج والذي كان يستغل وجود زوجته وحدها دون أي أقارب من أهلها، ويهددها أنه سيرميها في الشارع عند كل مشكلة تحصل بينهما" .

القصة الثالثة ترويها لنا أم محمد وهي سيدة سورية مقيمة في مدينة العاشر من رمضان وتقول " لدي ابنتان، وقد تزوجتا من مصريين، الأول يعامل ابنتي بكل مودة وطيبة، ويعاملنا كأننا أهله أما زوج ابنتي الثانية فيمنعها من زيارتنا أو التواصل معنا، ويعاملها بكل قسوة، ومنذ أربع سنوات لم يسمح لي برؤيتها وقد سافرت لأراها منذ أسابيع، ولكن عندما  رآني زوجها  قام بطردي ومنعني من رؤيتها، وعندما تدخلت ابنتي راجية له السماح لي بالبقاء لليوم التالي فقط قام بضربها وطردها من المنزل، وأخذ منها أطفالها وبعد تدخل الجيران عادت إلى المنزل لأنها تريد البقاء مع أطفالها ولا تستطيع العيش دونهم، ومنذ ذلك الوقت لا أتصل بها ولا تتصل بي، ولا أعرف عنها شيئاً فقد حرمت من أهلها لتبقى مع أطفالها ولا أعلم ماذا يجب علي أن أفعل الآن".

 

عنف جسدي ونفسي

للوقوف على ظاهرة العنف الأسري بين السوريين في مصر، التقى موقع تلفزيون سوريا بالمحامية المصرية مها أحمد، وهي محامية بالاستئناف العالي ومتخصصة بالدفاع عن حقوق وقضايا المرأة، وبرأيها  أن " السبب الرئيسي لانتشار العنف الأسري هو غياب الرادع أو العقوبة القانونية لهذه الأفعال والانتهاكات ضد المرأة، فلا يوجد مادة محددة في القانون المصري تجرم العنف الأسري، وإنما فقط عبارة عن أحكام عامة ولو تمت هذه الحوادث بين الزوجين على الأغلب يتم حفظ المحضر وهذا بصفة عامة سواء  بين اللاجئين أو المصريين".

وعن انتشار هذه الظاهرة تضيف "في الغالب أن انتشار ظاهرة العنف الأسري ضد المرأة تكون من الأب أو الأخ أو الزوج، ولعل أبرز أسبابها بين اللاجئين عامة هو اختلاف الثقافات بين الدول والشعوب، والاضطرابات النفسية الكبيرة التي ترافق هؤلاء اللاجئين والضغوط الشديدة في المجتمعات الجديدة، والصدمة بالواقع الجديد وعدم التأقلم معه، مع غياب الثقافة والوعي مما يولد نتائج كارثية على صعيد العلاقات الأسرية كالعنف الأسري، والضرب والإيذاء والزواج المبكر والحرمان من التعليم".

وتشير إلى أن الحل لضبط ظاهرة العنف الأسري، يكون بوضع نص قانوني صريح وصارم يجرم العنف الأسري ضد المرأة سواء كان من الزوج أو الأب، وتتابع "على سبيل المثال فإن انتحار الشابة السورية بالسادس من أكتوبر سببه باعتقادي الضغوط النفسية التي تتعرض لها من أهل بيتها، لذا من المهم وجود اختصاصي نفسي يتابع الحالات التي تتعرض للعنف، مع أخذ تعهد بعدم التعرض على المعتدى عليها بأية وسيلة من وسائل العنف سواء العنف الجسدي أو النفسي مثل (الضرب- الحرمان من التعليم- الزواج المبكر وغيرها من أنواع العنف)".