icon
التغطية الحية

"ستيريا".. أول فريق "ستاند - أب" كوميدي في سوريا

2023.05.10 | 17:58 دمشق

فريق ستاند آب كوميدي في سوريا
يضم الفريق الذي أُطلق عليه اسم "ستيريا" للدمج بين كلمتي سوريا وهستيريا عضواً بينهم فتاة - AFP
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً عن أول فريق كوميديا ارتجالية في سوريا، يضم 35 عضواً بينهم فتاة، وأطلق عليه اسم "ستيريا" للدمج بين كلمتي سوريا وهستيريا.

وفي مقهى شعبي وسط العاصمة دمشق، تعلو قهقهة مع كل نكتة تطول تقنين الكهرباء أو شحّ المحروقات أو تداعي قطاعات منتجة، يرويها أعضاء الفريق، حيث لا محرّمات إلا السياسة والدين.

ويتناوب أعضاء الفريق على تقديم عروض أسبوعية داخل مقهى "ديز" ذي الأضواء الخافتة، ويحضرها عشرات الرواد الذين لا يكلّون من الضحك.

وقال شريف حمصي، 31 عاماً، إن "الوضع في البلاد هستيري، ونواجهه بالضحك الهستيري، في بلد مليء بالمشكلات والكآبة"، مضيفاً أن "الجميع هنا متفقون على رغبتهم العارمة بالضحك، ونسيان مشكلات يعجزون عن حلها، ولا يملكون حيالها سوى الضحك".

من جانبه، قال ملكي ماردنيلي، 28 عاماً، إنه "نستقي نكاتنا من حياتنا اليومية المفعمة بالمعاناة، ونتشاركها مع أشخاص عاشوا خلال 12 عاماً أنواع المصائب كلها".

الكهرباء والمحروقات والحالة المعيشية

وقبل كل عرض، يجتمع الفريق في منزل أحد أعضائه لتحضير مضمون العرض، ويقف أحدهم أمام رفاقه ويقول لهم "فكرت كثيراً ووجدت أن أكثر ما أعرف أنه مضحك في حياتي هو حياتي"، وينصحه رفاقه بأن يفتح قلبه ويخبرهم عن صبية أحبها، وما إن يبدأ حتى يدونوا ملاحظاتهم ويقترحوا عليه تعديلات.

ويفتتح شريف حمصي العرض الأسبوعي بالحديث عن ميزات العريس في سوريا، التي باتت تتخطى صفاته الحسنة لتطول مخزونه من محروقات وألواح طاقة، في حين تسيل دموع بعض الحاضرين من فرط الضحك حين يروي كيف يسّوق لنفسه أمام فتاة أعجبته، "تزوّجيني فمستقبلي مضمون، عندي مئتا ليتر من البنزين وطاقة شمسية لتوليد الكهرباء وثلاث قوارير غاز".

أما ملكي، فلا يهدأ الحاضرون حين يظهر أمامهم، ويردّد على مسامعهم دعابات باللهجة المحكية، على غرار "نحن بسوريا مكملين حياتنا كنوع من الفضول مو أكتر، يعني بس حابين نعرف شو حيصير معنا بالآخر".

وفي دعابة أخرى يقول "بأوروبا، ثلاثة أمتار ارتفاع الثلوج والكهربا جايي. عنا بس تغني فيروز رجعت الشتوية بينزل القاطع لحاله"، في إشارة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة بأكملها.

خطوط حمراء

يتناول الفريق بشكل أساسي يوميات السوريين مع المشكلات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية بعد 12 عاماً من حرب مدمّرة، تسبّبت بمقتل أكثر من نصف مليون سوري، وأتت على الاقتصاد ومقدراته والبنى التحتية، وشرّدت أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها، ولا يترددون في إلقاء دعابات حول تجاربهم الشخصية وعائلاتهم، لكنّهم يتفادون القضايا السياسية والدينية.

قبل سنوات، فقد أمير ديروان، 32 عاماً، شقيقته وابنها من جراء سقوط قذيفة هاون في دمشق، ودخل بعدها في حالة اكتئاب فاقمها الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا قبل شهرين وحصد عشرات آلاف القتلى في البلدين، موضحاً أنه "لم يخرج من الاكتئاب إلا بعد انضمامه إلى فريق ستيريا، الذي وفّر له منصة للحديث عن تجربته".

فريق ستاند آب كوميدي في سوريا
أول فريق "ستاند - أب" كوميدي في سوريا

وقال ديروان إن "الدعابات باتت وسيلة لمواجهة مخاوف نختزنها"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "صعوبات يواجهونها في مجتمع لا يتقبّل أن نتحدث عن المحظور، على غرار السياسة والدين والجنس".

وأضاف أنه "لا نقترب من الموضوع السياسي خصوصاً، لكن نلمح أحياناً إلى موضوعات جنسية ضمن خطوط حمراء نعرفها جيداً"، مشيراً إلى أنه "أتمنى أن يأتي يوم نستطيع فيه التحرّر فكرياً ومناقشة كل الموضوعات من دون مخاوف".

من دون مشكلات لا توجد كوميديا

أما الفتاة الوحيدة في المجموعة، ففي كل مرة تشارك فيها في أحد العروض، تعتري الحماسة ماري عبيد، 21 عاماً، حيث تلقي دعابة تلو الأخرى حول أزمة المواصلات التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة من جراء الشح الكبير في المحروقات، وتوقّف كثر عن استخدام سياراتهم الخاصة، مفضلين استخدام وسائل النقل العامة الشديدة الاكتظاظ.

فريق ستاند آب كوميدي في سوريا
أول فريق "ستاند - أب" كوميدي في سوريا

وقالت ماري لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "من دون مشكلات لا توجد كوميديا، وفي سوريا لدينا الكثير منها".

يصفّق الحاضرون بحماسة حين تردّد ماري دعابتها "تمتاز حافلة النقل الداخلي بأنها تتسع لـ 24 مليون نسمة، على الواقف، حفاظاً على التلاحم الوطني"، ويضحكون معها حين تروي تجاربها مع وضع الماكياج عند انقطاع الكهرباء.