icon
التغطية الحية

زيارة عون لبشار الأسد.. ترطيب للأجواء ومحاولات للالتفاف على "حزب الله" رئاسياً

2023.06.07 | 08:30 دمشق

زيارة عون لبشار الأسد.. ترطيب للأجواء ومحاولات للاتفاف على "حزب الله" رئاسياً
زيارة عون لبشار الأسد.. ترطيب للأجواء ومحاولات للاتفاف على "حزب الله" رئاسياً
+A
حجم الخط
-A

قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، الثلاثاء، بعد لقائه بالرئيس اللبناني السابق ميشال عون، بأن "التقارب العربي - العربي سينعكس إيجاباً على لبنان وسوريا"، في إشارة إلى إعادة تعويم النظام أخيراً في جامعة الدول العربية.

وتعد زيارة عون إلى دمشق الأولى منذ عام 2009، في حين تثير قضية التطبيع بين لبنان ونظام الأسد جدلاً سياسياً في لبنان، على الرغم من إعادة النظام الى جامعة الدول العربية الشهر الماضي بعد أكثر من عشر سنوات من إبعاده عن صورة الجامعة، وتأتي زيارة عون إلى دمشق بالتزامن مع إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عزمه على زيارة دمشق مع وفد وزاري لبناني.

خلفيات للزيارة

 وثمة اعتقاد أنها زيارة مفاجئة والتي جرى ترتيبها خلال المرحلة الماضية عبر موفد عون إلى دمشق الوزير السابق بيار رفول، وهي في إطار مساعي الرئيس السابق لترطيب الأجواء مع دمشق، وخاصة في ظل انزعاج سوري من عدم قيام عون بزيارة الأسد خلال عهده الرئاسي على الرغم من الوعود التي أطلقها الأخير بزيارة دمشق وإعادة تطبيع العلاقات رسمياً على الرغم من معارضة قوى سياسية لبنانية حينئذ على رأسها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحزبا القوات والاشتراكي.

بالمقابل يضع مراقبون زيارة عون إلى دمشق في إطار سياسي لبناني، إذ تأتي زيارة عون عقب الإعلان عن اتفاق قوى المعارضة والتيار الوطني الحر على مرشح لرئاسة الجمهورية وهو جهاد أزعور في وجه مرشح حزب الله وصديق الأسد -سليمان فرنجية-.

 كما تأتي زيارة عون إلى دمشق بعد انتهاء ولايته الرئاسية، وسط اختلاف في التوجهات بينه وبين حزب الله إزاء الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وتشير المعلومات إلى وجود أسباب كثيرة يهدف إليها عون في هذه الزيارة. أهمها تأكيده على عمق العلاقة بينه وبين النظام السوري ومحور "الممانعة" وكذلك عبر الإشارة إلى أن معارضة تياره لانتخاب سليمان فرنجية لا تعني الخصام مع النظام السوري أو الافتراق عن الحزب وايران وسوريا.

إنما أسباب رفض تياره المضي بفرنجية تتعلق بحسابات لبنانية بحتة على رأسها حالة الخلاف الحاصلة بين عون وصهره جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومن خلفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وأطراف سياسية يعتبرها عون أدت إلى إفشال عهده الرئاسي، ويسعى عون للاستفادة من العلاقة المتوترة بين الأسد وبري، على خلفية رفض الأخير دعم النظام خلال مرحلة الثورة والحرب.

وفي السياق، تحدثت بعض المعلومات عن أن عون أراد إقناع الأسد أو توسيطه في المشكلة بينه وبين حزب الله للاتفاق على مرشح آخر، لتشير مصادر أخرى أن الأسد لا يريد التدخل في الملف اللبناني وتفاصيله. وقد أحال عون إلى الاتفاق مع حزب الله.

كذلك وفي جانب الزيارة إلى سوريا، وانطلاقاً من مجموعة معطيات سياسية، فإن أحد أهداف الزيارة هي أن باسيل يريد الحفاظ على العلاقة مع حزب الله، بكونه يعلم أنّ أيّ تبدل في الخيارات لن يكون سهلاً ولن يتلقّفه أحد من جانب المعارضة بهذه السهولة، خصوصاً بعد انقلابه على التفاهمات مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل يوم تمّ التوافق على ميشال عون رئيساً للجمهورية، لذلك لا خيار أمام باسيل اليوم وغداً إلّا "حزب الله" والنظام في دمشق.

ويعتبر مصدر سياسي لبناني رفيع أن خروج باسيل عن حزب الله، سيجعله يخسر في السياسة حصصاً ومكاسب ومقاعد برلمانية، وخاصة في ظل حالة الانقسام التي يعاني منها التيار العوني بشأن خيار باسيل الرئاسي والتحالف مع المعارضة والتقاطه معها على جهاد أزعور، ما قد يفتح الباب أمام تمرد حزبي على قرار باسيل، وكان أحد أشكالها استعانة باسيل بشخص عون للتدخل والضغط على النواب المتمردين عليه في كتلته البرلمانية، كي لا تتمادى الأمور أكثر، لذا أراد من زيارة عون لدمشق إظهار أنه يختلف مع حزب الله مرحلياً وليس استراتيجياً.

موقف الأسد: راجعوا نصر الله

في إطار متصل يشير مصدر مطلع على مضمون اللقاء بين عون والأسد، أن عون شرح للأسد ضرورة التوقف عند الإجماع المسيحي الكبير على اسم المرشّح لرئاسة الجمهورية وهو جهاد أزعور، وهو ابن شقيقة الوزير السابق جان عبيد والذي كان يرتبط بسوريا والنظام بشكل كبير وكان صديقاً شخصياً لحافظ الأسد، مؤكداً على أهمية الحفاظ على حقوق ودور المسيحيين في عملية صنع القرار بكون فرنجية يعارض التوجه العام المسيحي، ودمشق حرصت منذ عهد الأسد الأب بالدفاع عن المسيحيين وحماية مكتسباتهم.

ويشير المصدر أن الأسد من جهته، شدد أمام عون، على أن النظام لن يتدخّل بالشأن اللبناني الداخلي طالما لم يطلب منه ذلك بشكل رسمي، ونصح الأسد ضيفه بمناقشة الأمور الداخلية مع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، بكونه الموكل الوحيد بالملف اللبناني.

ويذكر المصدر أن الأسد أبدى لعون انزعاجه من مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الملف الرئاسي، بكون موقفه يشكل تمادياً وتخطّياً للخطوط الحمراء بين الحلفاء في ظل وقوفه ضد خيار الحزب ودمشق الرئاسي، على اعتبار أن ترشيح لجهاد أزعور للرئاسة لن يفتح للأخير الطريق نحو قصر بعبدا، لا بل أنّ أوراق أزعور رغم إحاطته بدعم سياسيّ كبير، لن يجعله يجتاز بوابة القصر كرئيس للجمهورية طالما أن الحزب لا يريده ويرفضه.

وأشار الأسد لعون أنه ونصر الله يضمنان أن فرنجية لن يسعى لتطويق باسيل أو إلغائه سياسياً بأي شكل، لأن وجود باسيل وتياره في السلطة هو حاجة سياسية مهمة للنظام في دمشق وللحزب في لبنان، وخاصة أن حزب الله دعم باسيل في الانتخابات الأخيرة بكل قدراته الشعبية والسياسية على حساب باقي الحلفاء، لأنه اعتبر أن ما جرى منذ 2019 وحتى اليوم هو استهداف مباشر لباسيل بكونه حليف لحزب الله.