icon
التغطية الحية

"رفض خجول".. لماذا يتجنب بايدن الرد "الحازم" على نهج حكومة نتنياهو؟

2023.07.26 | 16:32 دمشق

آخر تحديث: 27.07.2023 | 13:50 دمشق

"رفض خجول".. لماذا يتجنب بايدن الرد "الحازم" على نهج حكومة نتنياهو؟
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • بايدن يتجنب ممارسة ضغوط على نتنياهو لإيقاف خطة "التعديلات القضائية".
  • خبراء يرون أن بايدن لا يريد الظهور بأنه "معادٍ لإسرائيل" قبيل الانتخابات الأميركية.
  • يكتفي بايدن بممارسة الضغوط المدروسة والحذرة للتوصل إلى توافق وإجماع إسرائيلي.

على الرغم من أن واشنطن عبرت عن "أسفها" لإقرار قانون "الحد من المعقولية" في إسرائيل، ومحاولات بايدن الضغط على نتنياهو للتوصل إلى حل وسط بشأن "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل، إلا أن الموقف الأميركي لا يزال "شكلياً" إزاء ما يحدث في إسرائيل التي تعيش أكبر أزمة في تاريخها.

ويقول خبراء في السياسة لوكالة "رويترز"، إن بايدن يخشى أن يُنظر إليه على أنه "معادٍ لإسرائيل" قبل انتخابات 2024، لذلك لم يتدخل بشكل حازم في الاضطرابات التي تشهدها إسرائيل.

كما أن بايدن يرفض المساس بالمساعدات العسكرية الأميركية المقدمة لإسرائيل والتي تمثل أكبر أوراق الضغط التي يمكن أن يستخدمها البيت الأبيض.

رفض خجول

في حين لا تخفي الإدارة الأميركية تحفظاتها ورفضها الواضح لخطة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة بقيادة بنيامين نتنياهو.

إثر ذلك، لا يزال بايدن يرفض توجيه دعوة لنتنياهو لزيارة الولايات المتحدة، على الرغم من مرور نحو سبعة أشهر على تولي الأخير منصبه، كما جرت العادة والعرف البروتوكولي بين واشنطن وتل أبيب، وبدلاً من ذلك دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الأسبوع الماضي.

وبعد ساعات من إقرار الكنيست مشروع قانون "الحد من المعقولية"، الإثنين الماضي، عبر البيت الأبيض عن "أسفه" عن تمرير القانون بأغلبية بسيطة من دون أن يكون هناك إجماع إسرائيلي.

أمس الثلاثاء، دعا وزير الدفاع الأميركي الحكومة الإسرائيلية، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي يؤاف غلانت، إلى التوصل إلى "توافق سياسي" وعدم اتخاذ إجراءات أحادية الجانب، ما يعني بروز مؤشر لتوتر محتمل بين الحليفين، الولايات المتحدة وإسرائيل، على خلفية التعديلات القضائية المثيرة للجدل والتي أحدثت انقساماً حاداً داخل إسرائيل يهددها بالخطر.

في المقابل، يبدو أن نتنياهو يرفض الرضوخ للمطالب الأميركية "الخجولة" بإيقاف هذه التشريعات التي من شأنها الحد من استقلالية القضاء والتي يصفها معارضوه بأنها "انقلاب على الديمقراطية" ومحاولة لليمين المتطرف بصبغ إسرائيل بلون واحد.

في حين تمتلك الولايات المتحدة، وهي أهم حليف لإسرائيل ومزودها الرئيسي بالسلاح، أوراق ضغط عديدها أهمها ورقة المساعدات العسكرية.

تصل قيمة المساعدات العسكرية إلى 3.8 مليارات دولار أميركي سنوياً، ولكن ترفض واشنطن استخدام هذه الورقة.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدينيت باتيل، أمس الثلاثاء، "هذا لن يحدث ولن يكون هناك خفض في المساعدات العسكرية، والسبب هو أن التزامنا قوي وثابت تجاه إسرائيل".

لماذا يخشى بايدن التدخل الحاسم؟

يقول خبير شؤون الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، إن بايدن غير مهتم بالدخول في مواجهة مباشرة مع نتنياهو، لأنه لا يريد الظهور بأنه "معادٍ لإسرائيل"، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".

وبحسب ميلر، وهو أحد الذين شاركوا في الوساطة الأميركية في اتفاقيات أوسلو واتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن في تسعينيات القرن الماضي، فإن بايدن يتجنب معركة علنية مع قادة إسرائيل لأنها مكلفة له سياسياً.

ويرى الخبير السياسي الأميركي، أن بايدن "عالق" الآن، وأحد الاعتبارات الرئيسية التي ربما تدفعه إلى اعتدال رده على نتنياهو هي الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى العام المقبل، أملاً بالفوز بولاية ثانية.

كما يخشى الرئيس الأميركي وفريقه "الديمقراطيون" من الانتقادات التي سيوجهها خصومهم الجمهوريون ووسمه بأنه "معادٍ لإسرائيل"، مما قد ينفر الناخبين المستقلين وكذلك المانحين اليهود.

يذكر أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية منذ وصول بايدن إلى الحكم سادها كثير من أجواء التوتر مع وجود حكومة نتنياهو، التي توصف بأنها "الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل" على عكس العلاقة الحميمة بين ترامب ونتنياهو قبل ثلاثة أعوام.

وتشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الجمهوريين يتهمون بايدن بالتدخل "السافر" في الشؤون الداخلية لإسرائيل، ويستغلون هذا الأمر لاستمالة أعضاء التيار المسيحي الإنجيلي، وهم مؤيدون واضحون جداً لإسرائيل.

قال النائب السابق للرئيس الأميركي، مايك بنس، أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة، قبل تصويت الكنيست على قانون "الحد من المعقولية"، الإثنين الماضي، إن إصرار الديمقراطيين، المستمر منذ عقود، على إدارة السياسة الداخلية لإسرائيل عن كثب.. خطأ".

ما الذي يدعو بايدن للتدخل؟

في المقابل، يتعرض بايدن لضغوط من أعضاء المعسكر التقدمي في الحزب الديمقراطي، المناهض لإسرائيل، والذين يطالبون بإعادة النظر بالمساعدات التي تقدمها واشنطن لتل أبيب وألا تكون بلا قيود.

يذكر أن أعضاء من المعسكر التقدمي رفضوا حضور الكلمة التي ألقاها هرتسوغ، الأربعاء الماضي، أمام الكونغرس وغادروا القاعة.

كما أن الرئيس الأميركي بحاجة إلى المساعدة الإسرائيلية في مواجهة النووي الإيراني، لا سيما وأن تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي هو في مصلحة أميركية، وفقاً ما أعلنت واشنطن مراراً.

ولكن الاحتجاجات في إسرائيل تظهر عصياناً عسكرياً من حيث رفض آلاف الجنود والضباط الامتثال لخدمة الاحتياط، الأمر الذي يؤثر على استعداد الجيش الإسرائيلي لحرب مستقبلية ضد إيران.

كما يملك بايدن ورقة ضغط أخرى وهي جهود الوساطة التي تبذلها بلاده لتقريب العلاقات بين إسرائيل والسعودية، رغم تعثرها الحالي، ومطالب الرياض بعدم تجاوز القضية الفلسطينية.

على ضوء ذلك، يبدو أن بايدن سيتصرف بطريقة مدروسة وحذرة، والضغط على نتنياهو للإيفاء بوعوده بالسعي للتوصل إلى اتفاقات مع المعارضة بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كما أن نتنياهو وبايدن كلاهما يتجنب الوصول إلى عداوة علانية لأنها ليس من مصلحة أحد.