icon
التغطية الحية

بايدن ونتنياهو.. علاقة غير ودية تتأزم على وقع الاحتجاجات الإسرائيلية

2023.03.29 | 16:52 دمشق

جو بايدن يرفض "ادعاءات" تدخل واشنطن في شؤون إسرائيل الداخلية
بايدن ونتنياهو (تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

لطالما كانت العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن غير ودية، ويعرف نتنياهو بأنه غير مرحب به في البيت الأبيض، لكن المظاهرات في الشارع الإسرائيلي أظهرت خلافاً علنياً بينهما.

أمس الثلاثاء، حذر بايدن نتنياهو من المضي بدفع التعديلات القضائية "المثيرة للجدل"، ودعاه للتخلي عنها.

وقال بايدن إن إسرائيل لا يمكنها الاستمرار في هذا الطريق، وآمل أن يتوصل نتنياهو إلى تسوية عادلة.

وأضاف أنه لا ينوي دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض في المستقبل القريب.

في المقابل، رد نتنياهو بالقول إن إسرائيل "لن تتخذ قرارات بناء على ضغوط خارجية، حتى من أعز أصدقائنا"، قاصداً بايدن.

الخلاف بين بايدن ونتنياهو

هذه المرة الأولى يعلق فيها الرئيس الأميركي شخصياً على الأزمة الداخلية الإسرائيلية، ولكن الرد جاء سريعاً من نتنياهو "لا تتدخل بشؤوننا الداخلية".

وقال نتنياهو في تغريدة على حسابه في "تويتر"، تعليقاً على رفض البيت الأبيض استضافته، "لقد عرفت الرئيس جو بايدن منذ أكثر من 40 عاماً، وأنا أقدر التزامه طويل الأمد تجاه إسرائيل".

وأضاف، "التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة غير قابل للكسر ويتغلب دائماً على الخلافات العرضية بيننا".

جرت العادة والعرف البروتوكولي بين واشنطن وتل أبيب أن يستضيف الرئيس الأميركي مع كل تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل رئيس الوزراء الجديد خلال الأسابيع الأولى من توليه منصبه.

وكان نتنياهو، العائد إلى السلطة مجدداً، أدت حكومته السادسة اليمين الدستورية، في 29 من كانون الأول/ديسمبر الماضي، تضم ائتلافاً حكومياً من 6 أحزاب اليمين الديني المتطرف، وتوصف بأنها "الأكثر يمينية وتطرفاً" في تاريخ إسرائيل.

بدوره، رد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، على تحذيرات بايدن بالقول، "إسرائيل لم تعد نجمة على العلم الأميركي، نتوقع أن يفهم بايدن هذه النقطة".

وأضاف بن غفير، الذي تقاطعه الإدارة الأميركية بسبب سياساته المتطرفة، أن على الأميركيين أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمثل أصوات الناخبين الذين انتخبوها.

منذ شهرين ونصف، تشهد إسرائيل أكبر أزمة سياسية داخلية في تاريخها تتمثل باستمرار الاحتجاجات للضغط على حكومة نتنياهو للتراجع عن خطته بتمرير مشروعات قوانين من شأنها أن تحد من سلطة القضاء واستقلاليته.

وتضغط الولايات المتحدة على حكومة نتنياهو للعدول عن خطته، لأنها لا تتماشى والقيم الديمقراطية التي تدافع عنها إدارة بايدن.

وتصاعدت الاحتجاجات، هذا الأسبوع، وباتت تأخذ زخماً أكبر ومنحى يهدد بانهيار في المشهد السياسي الإسرائيلي.

إثر ذلك، اضطر نتنياهو، الإثنين الماضي، لإعلان تعليق "مؤقت" للتعديلات القضائية لإفساح المجال أمام حوار مع المعارضة، لكنه قال إنه "لن يتنازل عنها".

البيت الأبيض يدير ظهره لنتنياهو

كان الجدل حول إمكانية دعوة بايدن لنتنياهو إلى زيارة البيت الأبيض قد برز منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو.

على الرغم من مرور ثلاثة أشهر لم يتلق نتنياهو دعوة من بايدن، لكنهما تحادثا هاتفياً أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يتم الإعلان عن لقاء قريب بينهما لكنه لم يحصل.

وعلى وقع الاحتجاجات في إسرائيل التي يحاول فيها اليمين المتطرف الحاكم فرض سياسات يعتبرها المعارضون بأنها "انقلاب على الديمقراطية"، سرعان ما تراجع بايدن سخصياً عن إعلان استضافة مرتقبة لنتنياهو.

وصباح الثلاثاء، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدز، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه "ستتم دعوة نتنياهو قريبا إلى البيت الأبيض".

لكن واشنطن سرعان ما نفت، في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، وجود أي خطة مدرجة على الأجندة بشأن زيارة نتنياهو، وفق تصريحات لنائبة متحدث البيت الأبيض أوليفيا دالتون.

وذكرت دالتون أنه "لا توجد خطة بهذا الشأن حتى الآن".

وأفادت بأن نتنياهو "سيقوم بزيارة الولايات المتحدة في وقت ما أسوة بباقي القادة الإسرائيليين، إلا أن هذه الزيارة ليست مطروحة في الأجندة حاليا".

تصريحات "غير مسبوقة"

وصفت العديد من الصحف الإسرائيلية انتقادات بايدن لإسرائيل بأنها "غير مسبوقة".

واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ما قاله بايدن بشأن عدم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض "تصريح لم يبدر مثيل له إلى الذاكرة منذ سنوات عديدة".

وقالت الصحيفة، اليوم الأربعاء، "تفاجأت إسرائيل كثيرا بتصريح الرئيس بايدن، باعتباره أخطر تصريح للإدارة الأميركية بشأن الإصلاحات القضائية، صدر بصوت الرئيس الأميركي".

وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن الأميركيين باتوا يدركون اليوم أكثر مما قبل أن نتنياهو يتحكم به حلفاؤه من اليمين المتطرف.

ولا يقتصر الخلاف بين بايدن ونتنياهو على الموقف من الاحتجاجات في إسرائيل، يذكر أن الإدارة الديمقراطية اختلفت مع نتنياهو بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وأعلنت مرارا تأييدها لحل الدولتين مع الفلسطينيين.

كما يعود الخلاف إلى أيام "العصر الذهبي" لنتنياهو في عهد صديقه الحميم سلف بايدن الجمهوري دونالد ترامب، الذي كرس السياسة الخارجية لخدمة مشاريع إسرائيل التطبيعية، في حين أظهر بايدن عدم الاهتمام بنتنياهو خلافاً لما منحه لزعماء الحكومة الإسرائيلية السابقة.