icon
التغطية الحية

رسالة للأمهات في سوريا.. محكمة أممية تشدد الحكم على مسؤولين في عهد ميلوسيفيتش

2023.05.31 | 20:25 دمشق

آخر تحديث: 31.05.2023 | 21:41 دمشق

مذبحة سربرنيتسا
قالت رئيسة جمعية الأمهات في سريبرينيتسا إن قرار المحكمة رسالة للأمهات في سوريا وأوكرانيا للنضال من أجل العدالة - AP
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ثبتت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي حكم الإدانة بحق اثنين من رؤساء الاستخبارات في عهد الرئيس الصربي السابق، سلوبودان ميلوسيفيتش، وشددت بسجنهما من 12 إلى 15 عاماً، في آخر محاكمة كبرى بتهم جرائم الحرب في نزاع البوسنة والهرسك في ثمانينات القرن الماضي.

ورفض قضاة المحكمة الطعون التي قدمها رئيس الاستخبارات السابق، يوفيكا ستانيسيتش، ومساعده فرانكو سيماتوفيتش، في إدانتهما الصادرة في العام 2021، ورفع القضاة عقوبتهما من 12 إلى 15 عاماً.

واعتبرت المحكمة أن ستانيسيتش، 72 عاماً، ومساعده سيماتوفيتش، 73 عاماً، كانا "ضمن خطة إجرامية تهدف إلى التطهير الإثني لغير الصرب، في أقسام كبرى من البوسنة وكرواتيا"، ما أدى إلى إلغاء تبرئتهما من هذه التهمة التي كانت صدرت في محاكمة سابقة.

ووفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، يأخذ هذا الحكم أهمية كبرى، لأنه للمرة الأولى يربط رسمياً الفظاعات التي ارتكبت في البوسنة برئيس صربيا ميلوسيفيتش، الذي توفي وهو قيد الاعتقال في لاهاي في العام 2006.

وفي مؤتمر صحفي في ختام الجلسة، قال المدعي العام، سيرج براميرتز، إن القرار الصادر "مهم فعلياً"، مضيفاً أنه "القرار الوحيد الذي لدينا بالضلوع المباشر لمسؤولين من بلغراد مدانين في إطار عمل إجرامي مشترك".

رسالة للأمهات في سوريا وأوكرانيا

وقالت رئيسة جمعية الأمهات في سريبرينيتسا، التي تناضل من أجل العدالة لضحايا مذبحة العام 1995، منيرة سوباسيتش، إن الحكم "يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات التي لا تزال تشهدها منطقة البلقان"، مضيفة أنه "من دون الحقيقة، ليس هناك عدالة، ومن دون عدالة ليس هناك ثقة، ومن دون ثقة ليس هناك مصالحة".

وأشارت سوباسيتش إلى أن قرار المحكمة "رسالة أيضاً للأمهات في سوريا وأوكرانيا، للنضال من أجل العدالة وستحقق نتائج".

مذبحة سريبرينيتسا

وتصنف مذبحة سربرنيتسا كإبادة جماعية شهدتها البوسنة والهرسك في الفترة من 11 إلى 22 تموز 1995، خلال الحرب التي دارت في البوسنة والهرسك، وتعتبر أسوأ مذبحة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

نفذت المذبحة وحدات من جيش جمهورية صرب البوسنة، التي كانت تحت قيادة راتكو ملاديتش، بمشاركة وحدة "العقارب: شبه العسكرية الصربية، وقتل في هذه المذبحة 8372 من المسلمين البوشناق، معظمهم من الرجال والشيوخ والأطفال، وذلك بعد أن سلمت القوات الهولندية العاملة هناك الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.

وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث الضحايا من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم، ودأبت السلطات، في 11 تموز من كل عام، على نقل رفات مجموعة من الضحايا، الذين تُحدّد هوياتهم، ودفنهم في مقبرة "بوتوتشاري" التذكارية.

في نيسان من العام 2013، اعتذر الرئيس الصربي، توميسلاف نيكوليتش، رسمياً عن المذبحة، لكنه تفادى وصف الواقعة بالإبادة الجماعية.

وفي 8 تموز 2015، استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو"، بناء على طلب من جمهورية صرب البوسنة، للاعتراض على قرار للأمم المتحدة يعتبر مذبحة سربرينيتشا إبادة جماعية، فيما تبنى كل من البرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي قرارات تؤكد وصف المذبحة بأنها إبادة جماعية.

في 22 تشرين الأول 2017، حكمت المحكمة الجنائية الدولية على قائد الجيش الصربي، الجنرال راتكو ملاديتش، بالسجن المؤبد، ودانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية خلال حرب البوسنة.

يشار إلى أن حروب البلقان أوقعت نحو 130 ألف قتيل، وتسببت بنزوح ملايين الأشخاص، ولا يزال التوتر مستمراً في المنطقة، لا سيما في كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أصبح دولة مستقلة.