icon
التغطية الحية

رسائل سياسية وعسكرية.. ما قصة "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية في القدس؟

2022.05.29 | 18:27 دمشق

1.jpg
مسيرة الأعلام في القدس عام 2021 (رويترز)
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

داخل المسجد الأقصى وفي محيطه، رفع المستوطنون الإسرائيليون علم كيان الاحتلال ورقصوا، ثم سجدوا في باحاته لأول مرة، صباح اليوم الأحد.

ومنذ ساعات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية، فيديوهات لاعتداءات المستوطنين على مدنيين وأطفال وصحفيين في البلدة القديمة بالقدس، تبعتها فيديوهات أخرى لفلسطينيين يتصدون للأعمال الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون بحماية الشرطة الإسرائيلية.

ووصلت مسيرة الأعلام الإسرائيلية عند باب العامود في القدس المحتلة، وفق مراسلة تلفزيون سوريا، التي أكدت إصابة 24 فلسطينيا بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والتعرض للضرب بينهم طواقم صحفية، في محيط وداخل البلدة القديمة.

وتأتي هذه المواجهات خلال المسيرة التي ينظمها المستوطنون سنوياً في "يوم القدس"، الذي يحتفل فيه الكيان الاسرائيلي باحتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967.

نشأة سياسية واستفزاز غير مسبوق

الحاخام يهودا حزاني، نظم المسيرة لأول مرة عام 1968، احتفالاً بذكرى احتلال الكيان الإسرائيلي للشطر الشرقي من المدينة، والتي اعتبرها اليهود بمنزلة توحيد لمدينة القدس تحت السلطة السياسية والدينية "لدولة إسرائيل اليهودية".

تزايد عدد المشاركين في هذه الاحتفالية عاماً بعد عام، حتى بات يقدر عددهم بأكثر من 30 ألف مستوطن، يسيرون مخترقين البلدة القديمة، ويرفعون شعارات معادية للعرب والمسلمين، ويعتدون على محال الفلسطينيين وبيوتهم، قبل وصولهم إلى وجهتهم النهائية، حائط المبكى.

القدس4.JPG
المستوطنون يقتحمون باحات الأقصى ـ رويترز

وعلى الرغم من التوترات الشديدة هذا العام، على خلفية الهجمات المسلحة التي قام بها فلسطينيون داخل الكيان الإسرائيلي، ورد الاحتلال الذي أودى بحياة العديد من المدنيين الفلسطينيين، فضلاً عن اغتيال مراسلة الجزيرة، الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، قررت حكومة الاحتلال، السماح للمسيرة بالعبور من الحي الإسلامي في البلدة القديمة، ما اعتبر استفزازا غير مسبوق.

 

مسيرة الأعلام رسالة سياسية وعسكرية

الاحتفال الذي نشأ في عام 1968، أخذ طابع الاستعراض العسكري للكيان الاسرائيلي حتى عام 2000، بحسب زياد ابحيص، الباحث في شؤون القدس.

ومن بعد عام 2000 تحولت مسيرة الأعلام لاستعراض قوة الاحتلال وإحدى ممارسات تهويد القدس، ومن هنا تبرز أهمية عبور المستوطنين من الأحياء الإسلامية، في رسالة رمزية للإخضاع السياسي.

لقدس 1.JPG
قوات الاحتلال تحمي المستوطنين قبل اقتحام المدينة القديمة ـ رويترز

وفعليا، بدأت مسيرة الأعلام في مطلع سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها لم تكن تمر من باب العامود، إذ كانت تمر من خلال باب الخليل، الأقرب من أبواب القدس القديمة، إلى القدس الغربية، بحسب وكالة الأناضول.

ولاحقا، تمت إطالة مسار المسيرة لتمر من باب الأسباط، أحد أبواب البلدة القديمة، ولكن الشرطة الإسرائيلية منعت في السنوات 2010-2016 هذا المسار، بسبب تكرر المواجهات مع الفلسطينيين فتم إلغاء هذا المسار نهائيا.

وبرز اسم هذه المسيرة بشكل أكبر في العام الماضي، إذ تم تأجيلها عن موعدها لعدة أسابيع قبل أن تتم تحت إجراءات أمنية مشددة، عقب تهديد فصائل فلسطينية بإطلاق الصواريخ من غزة التي تشهد اليوم تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: "إن الطائرات الحربية الإسرائيلية ستحلق في سماء قطاع غزة طيلة فترة مسيرة الأعلام في القدس وبعدها".