icon
التغطية الحية

"رأفةً بي".. رواية الحب والحرب والاغتراب للكاتبة السورية سهير مصطفى

2023.03.10 | 22:18 دمشق

رأفة بي
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بأسلوبٍ سرديّ شيّق وسلس، تحاول الكاتبة السورية سهير المصطفى عبر عملها الروائي الأول "رأفة بي"، تسليط الضوء على الأعراف والعادات الموروثة عن الأجداد منذ القدم، وأثرها على مجتمعاتنا اليوم، من خلال حكاية "سارة الدمشقي".

و"سارة"، بطلة الرواية، صحفية سورية قررت أن تسرد قصة والدتها في أثناء غربتهما في مصر حيث شاء القدر لهما. تتقاطع الأحداث في زمنين، زمن الوالدة "نيفين" وزواجها التقليدي وحياتها القاسية مع زوجٍ أجبِر على دفن حبٍّ قديمٍ كان مشتعِلا ذات يوم والزواج بفتاةٍ صغيرةٍ حُرمَت أحلامها في إتمام دراستها اختارتها له العائلة، ليُمارس القسوة عليها ويُحيل حياتها إلى جحيمٍ إلى أن يشاء الله لها الخلاص.

يعتري قارئ الرواية خليط من المشاعر والأحاسيس، فيعيش حكايات العاشق المتيَّم في صفحاتها وكأنها واقِعٌ ملموس. يعيش الحب وبداياته الخاطفة للأنفاس والقلوب والألباب، وتأثير ذلك الحب الذي يقلب حياة المرء رأساً على عقب، فيرى المُحِب جمال الحياة من خلال عينيِّ محبوبه، بالرغم من الظروف الصعبة والقاسية المحيطة بهما.

وأيضاً، يعيش القارئ حالة انطفاء المشاعر، والبُعد، ومن ثم الفراق التدريجي الناتج عن خيبة جرَّت خلفها الكثير من الأحاسيس الميتة بسبب الإهمال.

في الحالة السورية، أصبح الحب في السنوات الـ10 الأخيرة شديد الارتباط بالحرب التي أحرقت البلاد والعباد والقلوب والآمال، والأحلام ايضاً. فكان من المفترض المرور على الحرب وتأثير خرابها على الأرواح قبل الأشياء، بعد أن صار الوطن ساحة لمعارك ضاعت فيها معالم الحب.

من أجواء الرواية

  • الحب كالحرب يا سيدي، لا يُنحَرُ بها إلا الأبرياء...
  •  منذ أن حلَّت الحرب في بلادنا وحياتنا بيدِ القدر، يقود سفينتنا على هواه، وما علينا سوى الاستسلام والتسليم بالقضاء بما كتبه الله
  •  مَن شهِد الموت يا إبراهيم تموت الدنيا في عينه.
  •  هي الأرواح تلاقَت، روحي أحبتكِ، ليس لي سلطةً على ذلك، فحب الروح للروح أقوى وأطهر من أي حب.
  •  وهل ينسى المرء حبًّا سكن في قلبه زمنًا؟ نضج وكبر معه، علَّق كل أحلامه وآماله عليه؟
  •  لكني خشيتُ في ذات الوقت وتساءلت: هل من المعقول بأنك تريد أن تنسى حبك معي؟
  •  لأن الحب يسكن في قلوبنا فهو كالبصمة التي لا تتكرر ولا تتبدل بأخرى، وإنَّ النسيان عصيٌّ على قلوب الصادقين. أحبك وفلسطين، ولأنني لم أستطع امتلاك قلبك، باتت عودتي حتمية، فلسطين القلب الذي يستحق أن يُحب، وهي الأرض التي لها الحق في أن تضم جسدي.

سيرة..

سهير محمد خير المصطفى، كاتبة قصصية وروائية سورية من مواليد مدينة حمص عام 1985. لها مجموعة قصصية بعنوان "حقيبة سفر" صادرة عن دار "آيلا" للنشر الحر، ومجموعة نصوص نثرية بعنوان "قيد الحواس" عن دار "أسرد" للنشر الالكتروني.

نالت الكاتبة لقب "كاتب الشهر" في مسابقة دار "ببلومانيا" عن شهر نيسان 2021، فأصدرت الدار أولى رواياتها "رأفة بي".