icon
التغطية الحية

ذات رئة وضعف في الوقاية هكذا يتعامل النظام مع كورونا

2020.04.15 | 18:29 دمشق

2020-04-02t094928z_842128040_rc29wf9snkkp_rtrmadp_3_health-coronavirus-palestinians-camps.jpg
مخيم اللاجئين الفلسطينيين في جرمانا بريف دمشق (رويترز)
تلفزيون سوريا - سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

مازال نظام الأسد مصرا على سياسة إخفاء المعلومات المتعلقة بعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد. سياسة النظام الشمولي، قد تكون نقطة انطلاق لتفشي الفيروس في كل أنحاء البلاد التي تعاني من انهيار القطاع الصحي وضعف التجهيزات اللازمة للكشف عن الإصابات بالفيروس، حيث يسجل النظام الإصابات بعد قدومها إلى المستشفيات، في حين تعتمد دول العالم على سياسة فحص مدروسة للوقوف على مدى انتشار الوباء، ويتماهى النظام في ذلك مع الصين المتهمة بإخفاء معلومات أدت لتحول كورونا إلى وباء يجتاح العالم ويهدد الاقتصاد العالمي. ومؤخرا كشفت دراسة ألمانية أن عدد الإصابات الحقيقية بفيروس كورونا، أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلن عنها عالميا والتي تجاوزت المليونين، حسب ما ذكره تقرير نشره موقع دويتشه فيله الألماني.

 

الإصابات تعلن عن نفسها

بحسب الدراسة التي أجرتها جامعة غوتنغن الألمانية، فإن 6 بالمئة فقط من عدد الإصابات الفعلي تم التعرف عليها في العالم، وتقول النتائج إن العدد الحقيقي للمصابين حول العالم يصل إلى "عشرات الملايين"، وهو أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلن عنها من الدول المختلفة، والذي وصل مجموعها حتى ظهر اليوم إلى أكثر من مليوني حالة، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكينز الأميركية.

الأرقام تتفاوت بين الدول بشكل كبير، ففي ألمانيا يرجح العلماء أن نسبة 15.6 في المئة فقط تم اكتشافها من مجموع الإصابات الفعلية، بينما تصل النسبة في الولايات المتحدة لتصل لـ 1.6 في المئة فقط وفي بريطانيا لـ 1.2 في المئة من مجموع الإصابات.

أما في إيطاليا بؤرة الوباء في أوروبا فتتوقع الدراسة أن نسبة 3.5 في المئة فقط من الحالات الحقيقية تم اكتشافها، بينما تقل النسبة في إسبانيا لتصل إلى 1.7 في المئة. وتوضح الدراسة أن العامل الحاسم هنا هو الوقت الذي بدأت فيه الدولة بإجراء فحوصات فيروس كورونا وعدد الفحوصات التي أجرتها، والسؤال في الحالة السورية هو هل يجري نظام الأسد فحوصات لكشف الكورونا وكم فحصا أجرى؟ النظام يسجل عدد الإصابات فقط وبالتالي ليس لديه القدرة على متابعة جميع الإصابات وانتقالها من مكان لآخر لذلك أعلن عن حظر التجوال بين المدن وأغلق المدارس والجامعات وأوقف معظم النشاطات الفنية والثقافية والرياضية.

 

تزوير بيانات الصحة العالمية

تناقلت وسائل إعلام النظام والموالية له الشهر الماضي بيانا لمنظمة الصحة العالمية تعلن فيه قرب إعلان سوريا بلدا ناجيا من فيروس كورونا قبل أن تبدأ الإصابات بإعلان نفسها في مناطق النظام، وإثر ذلك أكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا صحة لما تتداوله بعض وسائط التواصل الاجتماعي في سوريا حول "التوقع بإعلان سورية بلداً ناجياً من وباء كوفيد 19 خلال فترة 21 يوما"، كما شددت أنه لا وجود لما يسمى بـ " لجنة التنسيق التابعة لمنظمة الصحة العالمية" في سوريا.

ليؤكد لاحقا ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، نعمة سعيد عابد، أن سوريا من الدول الأكثر عرضة لتفشي فيروس كورونا المستجد بسبب الحرب والنظام الصحي الهش، كما حذرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من انفجار الوضع الصحي في سوريا.

ويتكتّم النظام على الأعداد الحقيقية لـ إصابات كورونا في مناطق سيطرته إذ أعلن حتى اليوم عن 29 إصابة فقط، رغم تأكيد العديد مِن التقارير أن هناك مئات الإصابات وحالات وفيات في معظم المناطق التي يسيطر عليها النظام يتم تسجيلها على أنها فشل كلوي، أو ذات رئة.

 

مناطق النظام.. فقر وكورونا

أعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق أن 70 في المئة من العاملين في المجال الصحي غادروا سوريا، ونشرت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية البريطانية " LSE "  دراسة عن استعداد القطاع الصحي في سوريا لاستيعاب حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بناء على المعلومات المقدمة من النظام والمعارضة ومنظمة الصحة العالمية.

وأشارت الدراسة إلى أن معظم المحافظات السورية في القطاع الصحي السوري العام والخاص، قادرة على استيعاب 6500 مصاب بفيروس كورونا فقط، منهم 325 مصابا في العناية المركزة. ووثقت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة مقتل 923 طبيبا منذ عام 2011.

وأشار أحد الأطباء العاملين في دمشق (طلب عدم ذكر اسمه) لـ موقع تلفزيون سوريا، إلى وجود حالات إصابة في سوريا لا تعلن عن نفسها بسبب خوفها من الحجر الصحي، ويضيف أنه في حال انتشار الوباء فإن القطاع الصحي لن يكون قادرا على استيعاب المرضى. ولفت إلى أن الفقر في مناطق سيطرة النظام يدفع الناس إلى التجمع وهو ما سيزيد من الإصابات بكورونا، حيث لا يستطيع جميع السوريين البقاء في بيوتهم، وعدم الخروج بحثا عن لقمة عيشهم.

ولفت إلى أنه حدثت إصابات بالفيروس دون أن يستطيع أطباء "الصدرية" في إحدى مستشفيات دمشق تشخيصها بسبب عدم وجود اختبارات الفحص، وتم تسجيلها وعلاجها على أنها "ذات رئة"، مشيرا إلى أن النظام جهز بعض الصالات الرياضية لحجر المرضى.

وتؤكد مصادر من العاصمة دمشق لـ موقع تلفزيون سوريا أن معظم السوريين غير قادرين على شراء الأقنعة الواقية والقفازات والمعقمات الطبية بسبب غلاء أسعارها، إذ وصل سعر القناع الطبي لـ 400 ليرة سورية والكحول الطبي لأكثر من ألف ليرة والقفازات لـ 200 ليرة، ما منع الناس من اتخاذ كامل الإجراءات الوقائية المتبعة في باقي دول العالم. 

 

كورونا ورفع العقوبات

يحاول نظام الأسد استثمار وباء كورونا لرفع العقوبات الدولية التي فرضت عليه خلال السنوات الماضية، وردا على ذلك قال المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري إن العقوبات الأميركية على نظام الأسد لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على دخول المواد الغذائية أو المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والإمدادات الطبية، إلى سوريا.

وأضاف جيفري أنه "منذ تطبيق عقوباتنا، قدمنا استثناءات للمساعدات الإنسانية في جميع مناطق سوريا. وفي الواقع، هناك برامج أميركية تعمل مع المنظمات غير الحكومية لتوصيل الأدوية والمواد الغذائية إلى جميع أنحاء سوريا تقريبًا، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها النظام".