icon
التغطية الحية

دعوى قضائية ضد مدرسة ماليزية تعرض فيها طفل سوري لمعاملة سيئة.. ما قصته؟

2023.07.31 | 14:47 دمشق

آخر تحديث: 31.07.2023 | 15:07 دمشق

محكمة مدنية في كوالالمبور
محكمة مدنية في كوالالمبور
Malaysia Kini- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

رفع والد طفل سوري من ذوي الاحتياجات الخاصة دعوى قضائية على مدرسة في كوالالمبور، عاصمة ماليزيا، بتهمة الإهمال بسبب سوء المعاملة التي تعرض لها الطفل على يد أحد التلاميذ في تلك المدرسة.

يبلغ الفتى السوري من العمر 14 عاماً، وقد شُخصت لديه متلازمة كوهين، وهي عبارة عن اضطراب وراثي نادر يسبب إعاقة عقلية وحركية تتراوح درجتها بين المتوسطة والشديدة واضطراب كرب ما بعد الصدمة واضطراب فرط النشاط مع ضعف الانتباه، إلى جانب إصابته بالربو ومشكلات هضمية أخرى، ولهذا تقدم الدكتور مازن الكسار المرج بأمر استدعاء للمسؤولين عن هذه المدرسة لحضور جلسات المحاكمة منذ العام الماضي.

ومن المقرر للقضية أن تعرض على المحكمة غداً، وبحسب ما ورد في الادّعاء فيها فإن لاجئين زعما أنَّ مدرسة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة ارتكبت حالة إهمال بحق طفل مسجل فيها خلال الفترة الواقعة ما بين 3 تشرين الأول وحتى 7 تشرين الثاني من عام 2021، إذ خلال الأسبوع الأول من التسجيل في المدرسة، كان الفتى متحمساً للدوام فيها، وهذا ما جعله يبدي سلوكاً إيجابياً في البيت، كما أنه لم يكن في صف الفتى أكثر من طالبين أو ثلاثة، ولكن بعد مرور عشرة أيام على الدوام في المدرسة تراجع سلوك الفتى وظهرت عليه أمور لم تكن موجودة من قبل مثل زيادة في تقشر جلد أصابعه وأسفل قدميه، كما لم تقدم له المدرسة كفايته من الطعام، إلى جانب عودته بقدمين متسختين من المدرسة، وإبدائه لسلوك مختلف وعنيد لم يكن من عادته نهائياً.

ثم صار الفتى يصرخ ويصيح وهو يقلد بقية الأطفال في المدرسة، وذلك بعدما زاد عدد الطلاب في الصف فوصل إلى ستة أو سبعة، ثم وصلت الأمور لذروتها عندما تعرض الفتى للضرب على يد أحد زملائه في الصف يوم 8 تشرين الثاني من عام 2021.

تضارب في سرد الأحداث

ولكن، من خلال رسائل واتساب عديدة تبادلها مازن، 60 عاماً، مع أحد المسؤولين في المدرسة، اختلف الطرفان بشأن رواية الأحداث، إذ زعم المسؤول في المدرسة أن الفتى كان يعاني من رضوض هو المتسبب بها، وذلك بعدما ضرب زميلاً له في الصف ثم ضرب رأسه بالحائط.

في حين ذكر الطبيب مازن أنه لاحظ وجود خدوش حُمر على صدر ابنه تشبه الخدوش التي تُحدثها الأظافر، وذلك عقب زيارتهما للطبيب في يوم الحادثة نفسه، وهذا ما دفع الأب للادعاء بأنه في اجتماع له مع أحد ممثلي المدرسة يوم 9 تشرين الثاني، ذكر الممثل أن الخدوش التي لاحظها على ابنه سببها حقيبته المدرسية، إلا أن الأب لم يصدق ذلك، وقال إن ممثل المدرسة وصفَ ابنه بطريقة مهينة تحطّ من قيمته وتشبهه بالحيوان، فكان ذلك صادماً بالنسبة له، كونه الشخص الوحيد الذي يعتني بابنه طوال سنين طويلة، ولم يحدث شيء من هذا القبيل لابنه من قبل، وأضاف أن المدرسة لم تقدم أي دليل عبر مقطع فيديو مصور يثبت وقوع حادثة الضرب في 8 تشرين الثاني.

ولهذا امتنع مازن عن إرسال ابنه للمدرسة يوم 9 تشرين الثاني من العام نفسه، ثم سحب ابنه رسمياً بعد مرور خمسة أيام، وجهز تقريراً ضد المدرسة قدمه لمخفر الشرطة في 16 تشرين الثاني من عام 2021، ذهب فيه إلى أن الطبيب الذي عاين ابنه أبلغه فيما بعد بأن المدرسة أرسلت له في وقت لاحق من الشهر نفسه خطاباً زعمت فيه أن الطفل تسبب بأذيَّة عرضيَّة لنفسه بواسطة آلة حادة كانت موجودة على الطاولة.

وذكر الأب أن ابنه منذ وقوع الحادثة أصبح يخضع للمراقبة ومن خلالها تبين أنه صار يتذكر ومضات مما حدث، كما تعرض لكوابيس حول ما جرى معه في المدرسة، على الرغم من عدم ارتياده لها بعد الحادثة.

ومن خلال الدعوى التي رُفعت أمام محكمة مدنية، يطالب الأب بتعويضات عامة وخاصة ومشددة لصالح ابنه تجعل من المدرسة عبرة لمن لم يعتبر، بالإضافة إلى تصريح يفيد بأن هذه المدرسة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة أخلّت بواجبها في الرعاية.

المدرسة تنكر المزاعم

في معرض دفاعها عن نفسها، أنكرت المدرسة المزاعم التي وردت في الدعوى، وذكرت أنها كانت تقدم الحصة الغذائية المخصصة للطالب خلال فترة الغداء مثله مثل بقية الطلاب، في حين يتعيّن على الأهل تحضير حصتين غذائيتين تضمان وجبتين خفيفتين لأولادهم عند ذهابهم للمدرسة.

كما زعم القائمون على المدرسة أنهم أبلغوا والد الصبي مراراً وتكراراً عن السلوك الغريب والعدوانية التي يبديها ابنه منذ أول أسبوع لدوامه في المدرسة، وبأنهم بذلوا أقصى ما بوسعهم لينصحوا الأب الطبيب بعدم التخلي عن الفتى أو اليأس من حالته، كما ادّعوا بأن الأب اعترف بلسانه بأن ابنه مشاغب.

اقرأ أيضا: انتشار التنمر والعنف وازدياد الحالات النفسية في المدارس السورية

وذهبت المدرسة أيضاً للادعاء بكل ما يخالف ما ذكره مازن، وهو أن الصبي بتاريخ 8 تشرين الثاني 2021 شوهد وهو يبدي سلوكاً عدوانياً واندفاعاً غير منضبطٍ، إذ بعد غداء ذلك اليوم بفترة قصيرة، حاول الفتى ضرب أحد أقرانه لكونه يجلس بجانبه، وعند ذلك حاول المدرس منع الصبي وحثّه لفظياً على عدم القيام بذلك، ولكن في غضون ثوان معدودات، ضرب الفتى رأسه بالحائط احتجاجاً على ما قاله له معلمه وتعبيراً عن سخطه، مع محاولته عدم الالتزام بما قاله له، وعندئذ استدعت المدرسة الأب بخصوص الحادثة.

وزعمت المدرسة أنها عندما بحثت بأمر العلامات التي ظهرت على صدر المراهق تبين لها أنها علامات ظهرت بسبب آلة أو شيء غير موجود في المدرسة أصلاً، وأن تلك العلامات لا تعتبر دليلاً على أنها مورست عليه عمداً بوساطة تحريك أداة حادة على جلده أو أي عضو بشري يمكن أن يسببها.

وادعت المدرسة أن سلوك الفتى في اليوم التالي، الموافق لـ9 تشرين الثاني 2021، ساء كثيراً، إذ انتابته نوبات غضب كما شدَّ معلميه من شعرهم وأخذ يصفع زملاءه على رؤوسهم، فضلاً عن ضربه لمعلمه ورفضه الانصياع للتوجيهات عبر رميه لقارورة المياه التي معه هي وحقيبته، ورميه للألعاب ضمن المساحة المخصصة لجميع التلاميذ، وتحطيمه لبعض منها مع تمزيقه لبعض الكتب.

يذكر أن ماليزيا استقبلت 182,960 لاجئاً وطالباً للحماية بحسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) حتى شهر مايو 2022، بينهم 3,770 لاجئاً من اليمن و3,320 من سوريا و3,160 من الصومال و1,200 من العراق و780 لاجئاً من فلسطين، في حين يعتبر لاجئو الروهينغيا المجموعة الكبرى بين اللاجئين بتعداد يبلغ 104,330 لاجئاً.

المصدر: Malaysia Kini