icon
التغطية الحية

دراسة تركية: السوريون يشكون من "الحماية المؤقتة" لكنهم سعداء ولا يشعرون بالتمييز

2022.03.21 | 21:12 دمشق

svddk_jvdh.jpg
اللاجئون السوريون في تركيا (Ekonomistler Platformu)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

شارك خبير تركي متخصص في شؤون اللاجئين نتائج دراسة أعدها حول مدى رضا اللاجئين السوريين عن حياتهم في تركيا.

وأظهرت الدراسة المعنونة "البارومتر السوري -2020: إطار لتحقيق التماسك الاجتماعي مع السوريين في تركيا" التي أعدها مدير مركز أبحاث اللجوء والهجرة (IGAM) في أنقرة، مراد أردوغان، أن معظم السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم إلى تركيا سعداء ولا يريدون العودة إلى ديارهم، وبأنهم لا يشعرون بالإقصاء أو التمييز في تركيا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم.

وبحسب صحيفة "Yeni Şafak" فإن التقرير الذي أشار فيه أردوغان إلى أن السوريين عموماً راضون عن حياتهم في تركيا، قد حظي بدعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا ومن المقرر أن يصدر اليوم الإثنين.

واستند التقرير في نسخته الثالثة إلى استطلاعات الرأي التي أجريت وجهاً لوجه، حيث أجرى الباحثون دراسات استقصائية مع 2259 مواطناً تركياً في 26 ولاية اختارها معهد الإحصاء التركي بشكل منفصل، وتم مسح ما مجموعه 1414 عائلة لتلقي معلومات حول ما يقرب من 7000 سوري مسجّل ضمن "الحماية المؤقتة" في 15 ولاية. 

نصف السوريين لا يرغبون في العودة

وقال أردوغان، مستشهداً ببيانات النسخة السابقة من الدراسة: "في عام 2017، كان معدل أولئك الذين قالوا إنهم لا يريدون العودة إلى سوريا بأي حال من الأحوال 16 بالمئة فقط، ثم ارتفعت هذه النسبة إلى 34 بالمئة في عام 2019 ولاحقًا إلى 58 بالمئة".

ويعتقد أردوغان أن هناك أسبابًا أساسية لذلك، أحدها أن الحرب في سوريا أصبحت مزمنة ولا يوجد أمل في حل قريب، وأن وجود عدة سلطات هناك حال دون رغبتهم في العودة، كما أن انعدام الأمن من العوامل المهمة أيضاً إلى جانب ظروف العمل التي تعتبر أكبر مشكلة للسوريين.

ووفقًا للإصدار الأخير من "البارومتر السوري" هناك قضيتان تشغلان حيزاً كبيراً من اهتمامات السوريين، وتزيد من قلقهم في تركيا، الأول هو وضع السوريين المؤقت، لأنه يمثل عقبة كبيرة أمامهم للتفكير في المستقبل، حيث تمنح تركيا السوريين وضع الحماية المؤقتة.  

والأمر الآخر المثير للقلق، بحسب أردوغان، هو ظروف عمل السوريين، فهم بشكل عام يعتمدون على أنفسهم، لكن ظروف عملهم صعبة: "عندما نسأل السوريين ما أكبر مشكلاتهم في تركيا؟ فإنهم دائماً يقولون ظروف العمل".

وذكر أردوغان، أنه على الرغم من أن السوريين يحاولون إقامة علاقات أوثق مع المجتمع التركي، إلا أن المجتمع التركي لا يزال بعيداً: "عندما نسأل المجتمع التركي عما إذا كان السوريون قد تكيفوا على العيش مع الأتراك، فإنهم يشكّون في ذلك. بينما عندما نسأل السوريين أنفسهم، فإن 80-90 بالمئة منهم يرون أنهم تكيفوا مع تركيا".

انخفاض الميل للعودة الطوعية

وقال أردوغان إن السوريين "يبنون حياتهم الخاصة" في تركيا: "نرى أن الميل إلى العودة الطوعية منخفض جداً" مشيراً إلى أن بعض السوريين الذين يقولون بأنهم سيعودون إلى سوريا إذا حل السلام فيها، لن يكون أمر الرجوع سهلاً بالنسبة لهم، حيث يوجد فرق بين القول والتنفيذ.

وعبر أردوغان بأن المجتمع التركي قد غير نظرته بشكل جذري نحو السوريين، فبعدما كانوا يرونهم ضحايا ومضطهدين هاربين من الحرب، أصبحوا يرونهم في الآونة الأخيرة مشكلة بعد مشكلة الاقتصاد والإرهاب: "لقد فهمنا هذا إلى حد ما من خلال أسئلة أخرى، ولكن في آخر مسودتين، سألنا الجمهور عن هذا بشكل مباشر".

كما أشار أردوغان إلى وجود تناقض في الطرح، حيث يعيش الأتراك والسوريون جنبًا إلى جنب في البلد نفسه منذ أكثر من عقد من الزمان: "نحن نعيش بسلام نسبياً، لذا فإن توقعات الجمهور التركي وما يجري بالفعل تختلف عن بعضها البعض".

وفي وقت سابق، نشرت "مؤسسة الديمقراطية الاجتماعية" في تركيا (Sosyal Demokrasi Vakfı - SODEV)، بحثاً حول آراء المواطنين الأتراك باللاجئين السوريين الموجودين في بلادهم منذ ما يقارب عشر سنوات نتيجة الحرب الدائرة في سوريا.

جزء كبير من السكان لديهم مشاعر سلبية تجاه السوريين، حيث يذكر جزء كبير من المشاركين أن عدد السوريين الذين يعيشون في تركيا يزيد على 5 ملايين، بينما في الواقع بلغ عدد السوريين الذين يعيشون في تركيا وفقاً للإحصائيات الرسمية 3 ملايين و723 ألف لاجئ سوري.

وقال 66.1 في المئة إنه يتعين على اللاجئين السوريين في تركيا "العودة إلى بلدانهم"، بينما يعتقد 16.8 في المئة أنه ينبغي إعادة توطينهم في مناطق آمنة. وذكر 7.1 في المئة أنهم يؤيدون التوزيع المتوازن للاجئين على أساس البلد والمدينة.