icon
التغطية الحية

دراسة: التدخل النفسي أثبت فاعليته بين اللاجئين السوريين في تركيا

2022.01.12 | 15:50 دمشق

اللاجئون السوريون في تركيا - المصدر: الإنترنت
اللاجئون السوريون في تركيا - المصدر: الإنترنت
+A
حجم الخط
-A

أثبت التدخل النفسي للمساعدة الذاتية الذي طورته منظمة الصحة العالمية والذي بات يعرف باسم: Self-Help Plus فعاليته في منع ظهور الاضطرابات النفسية بين صفوف اللاجئين السوريين في تركيا.

وذلك بحسب دراسة نشرتها مجلة الطب العقلي العالمي اعتمدت على أول تجربة قائمة على عينة عشوائية للوقاية من الاضطرابات النفسية والتي أجريت بين صفوف اللاجئين السوريين الذين يعانون من محنة نفسية من دون أن يتم تشخيص حالة اضطراب نفسي لديهم.

وخلصت الدراسة إلى أن احتمال الإصابة باضطراب نفسي بعد مرور ستة أشهر على التدخل يعادل النصف تقريباً بالنسبة للذين أجريت عليهم الدراسة ممن خضعوا لتدخل Self-Help Plus وذلك لدى مقارنتهم بمن خضعوا لـ"موجه عرضي".

وكان معظم البالغين الذين خضعوا لتلك التجربة التي تم استكمالها في حزيران 2020 والذين بلغ عددهم 642 شخصاً من سوريا، في حين أتى البقية من العراق، ومن مناطق السلطة الفلسطينية واليمن.

وكان متوسط أعمار المشاركين 31 عاماً، كما كان 63% منهم من النساء. وقد حصل نصف المشاركين على تدخل Self-Help Plus وعلى تعزيز الرعاية كالمعتاد (وهو تدخل يتألف من دعم اجتماعي يقدم بشكل روتيني إلى جانب رعاية)، في حين حصل النصف الآخر على تعزيز الرعاية كالمعتاد فقط.

صيغة قدمها ميسرون مدربون ضمن بيئة الجماعة

يعتمد تدخل Self-Help Plus على تقبل العلاج والالتزام به، وهو شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي، ويتألف من دورة تشتمل على تسجيلات صوتية مسجلة سلفاً، يقدمها ميسرون مدربون غير مختصين ضمن بيئة الجماعة ويتم استكمالها بكتيب مصور للمساعدة الذاتية تم تعديله وفقاً للجماعة الثقافية المستهدفة. تقدم المادة الصوتية معلومات حول طريقة التعامل مع التوتر وتوجيهات للمشاركين من خلال تدريبات فردية ونقاشات جماعية صغيرة. ويشتمل كتيب المساعدة الذاتية على كل المحتوى والأفكار الأساسية، وقد تم تقديم تلك الدورة على مدار خمس جلسات مدة كل منها ساعتان وذلك بما يتلائم مع بنية التدخل ضمن التجربة التي جرت في تركيا.

وفي التجربة التي جرت في تركيا بدعم من المفوضية الأوروبية، ضعف احتمال إصابة المشاركين في تدخل Self-Help Plus بأي اضطراب نفسي خلال فترة المتابعة التي تمتد لستة أشهر مقارنة بالمجموعة التي حصلت على تعزيز الرعاية كالمعتاد (22% مقابل 41%). كما تبين بأن نسبة الحد من المخاطر كانت متقاربة بين معظم حالات التشخيص الشائعة للاضطرابات النفسية والتي تشمل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق. وتماشياً مع ذلك، أظهر المشاركون في تدخل Self-Help Plus تحسناً بالنسبة لأعراض الاكتئاب، والنتائج النفسية التي تم تحديدها بشكل ذاتي، وفي نوعية الحياة ونمطها وذلك طوال فترة المتابعة التي امتدت لستة أشهر.

إمكانية توسيع نطاق التدخل ليشمل فئات أوسع من اللاجئين

بناء على حجم التأثير الملاحظ في هذه الدراسة، يمكن تقديم تدخل Self-Help Plus لمجموعات كبيرة تضم 30 مشاركاً في وقت واحد وذلك من قبل ميسرين غير مختصين بعد خضوعهم لتدريب لفترة قصيرة.

وتشير نتائج التجربة إلى إمكانية توسيع التدخل ليصبح استراتيجية صحية عامة تهدف إلى الوقاية من الاضطرابات النفسية ضمن شريحة واسعة من السكان اللاجئين الذين تعرضوا لمحنة بصورة متواصلة. وبما أن التدخل لم يعالج محددات مشكلات الصحة النفسية لدى اللاجئين، لذا لا بد من أن يتم تطبيقه إلى جانب مناصرة شديدة لحماية هؤلاء الذين يواجهون شدة، وكذلك الأمر بالنسبة للخدمات التي تتوجه لتلبية احتياجاتهم الصحية النفسية والجسدية والاجتماعية بصورة أوسع.

الحاجة الماسة لدعم الصحة العقلية بين صفوف السكان اللاجئين

في عام 2020، أصبح عدد النازحين قسرياً في العالم هو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، ومن بينهم هنالك 26 مليون نسمة هربوا من بلادهم بسبب العنف أو الاضطهاد.

وكانت أكبر فئة من هؤلاء اللاجئين هي فئة السوريين، إذ بلغ عددهم 6.6 مليون نسمة. ومن المقدر أن هنالك نحو 3.6 مليون لاجئ سوري يعيش في تركيا حالياً، وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن معدلات الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وغير ذلك من الاضطرابات النفسية بين صفوف الأشخاص الذين تعرضوا للنزاع خلال السنوات العشر الماضية تصل إلى 11% بالنسبة لمن يعانون من الاكتئاب، و15% لمن يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، و22% لمن يعانون من أي اضطراب نفسي آخر.

 

المصدر: منظمة الصحة العالمية