icon
التغطية الحية

خمس إشاعات ترافقت مع تهديد أردوغان بعملية عسكرية في سوريا

2022.05.25 | 16:53 دمشق

f-turkus-a-20190910.jpg
القوات التركية والأميركية بالقرب من بلدة أقجة قلعة التركية (رويترز)
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

تصدّر تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشنّ عملية عسكرية جديدة في سوريا، المواقع الإخبارية وعناوين الصحف، وبات حديث الساعة بالنسبة للسوريين لا سيما النازحين الذين ينتظرون العودة إلى ديارهم بفارغ الصبر، لكنّ أخباراً مغلوطة غزت مواقع إخبارية ومنصات تواصل اجتماعي من دون أن تلقي بالاً لمشاعر المهجرين المنتظرين لأي بارقة أمل.

وقال أردوغان إنّ بلاده ستبدأ قريباً باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأتها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كيلومتراً، على طول حدودها الجنوبية مع سوريا.

وستكون المناطق التي تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، على رأس أولويات العمليات العسكرية، بحسب أردوغان، في إشارة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مؤكداً أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن.

وأردف: "سنتخذ قراراتنا بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس"، كما أكد أنه سيجري المحادثات اللازمة لضمان سير الأمور على ما يرام.

كيف فسر الجيش الوطني السوري تهديد أردوغان؟

لم يصدر تعليق رسمي من الجيش الوطني السوري على تهديد أردوغان بعملية عسكرية جديدة في سوريا، على اعتبار أنه شارك في وقت سابق إلى جانب الجيش التركي بثلاث عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة و"قسد".

الناطق باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود استبعد في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن تكون تصريحات الرئيس التركي مؤشراً مباشراً لبدء عملية عسكرية ضد "قسد" في الشمال السوري.

وأضاف "حمود" أن المعركة في حال بدأت، ربما تكون على طول خط الجبهة بين الجيش الوطني السوري وقسد، مشيراً إلى عدم وجود منطقة ذات أهمية أكثر من منطقة أخرى.

وأفاد بأن الجيش الوطني السوري بانتظار ما سينتج عن مسار التفاوض، في ظل وجود سلسلة تفاهمات بين الولايات المتحدة وتركيا، وقرب عقد جولة جديدة من مؤتمر أستانا، حول سوريا، مشدداً على أن تصريحات أردوغان لا تعني بالضرورة أن المعركة ستبدأ خلال أيام.

 الجيش الوطني: روسيا قلّصت قواتها في تل رفعت

أكد الناطق باسم الجيش الوطني، أن الوجود الروسي تقلّص بشكل كبير في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وأصبح وجود روسيا في المدينة مقتصراً على مجموعات استشارية فقط.

ووفقاً للمتحدث، فإن الوجود الروسي في معظمه يتركز في بلدة العريمة على الطريق الدولي (M4) شرقي مدينة الباب بريف حلب، وفي شرق الفرات، وتحديداً في بلدة عين عيسى شمالي الرقة، وبلدة تل تمر بريف الحسكة.

ويعتقد "حمود" أن التحركات العسكرية الروسية هذه، وعمليات الانسحاب من بعض المواقع، غايتها سياسية أكثر مما هي عسكرية، لكن يمكن أن يستغل الجيش الوطني ذلك من خلال تبدل نقاط السيطرة على الأرض.

إشاعات ترافقت مع التهديدات التركية

مع إعلان الرئيس التركي عزم بلاده إطلاق عملية عسكرية في سوريا، بدأت عدة صفحات بالترويج للإشاعات والتحدث عن تحركات عسكرية ضخمة من جانب الجيش الوطني السوري استعداداً لبدء العملية، وقد رصد موقع تلفزيون سوريا عدة شائعات وعمل على التأكد من صحتها من مصادر ميدانية، أبرزها:

  •  تداولت مصادر إعلامية أنباء عن دخول عشرات الآليات والمعدات التركية الضخمة من معبر الراعي بريف حلب نحو مدينة الباب، إلا أن مصادر محلية أكدت لموقع تلفزيون سوريا أن رتلاً تركياً دخل من المعبر مؤلف من عدة عربات، وهو إجراء وتحرك روتيني شبه يومي في المعبر، نافيةً دخول معدات عسكرية ضخمة توحي ببدء عمل عسكري.
  •  تم تداول صور لمنشورات ورقية ألقاها الطيران التركي في بلدة منّغ بريف حلب الشمالي تدعو المدنيين إلى الابتعاد عن المقار العسكرية لأن "قرار تطهير المنطقة من قسد لا رجعة فيه"، إلا أن الصور المتداولة للمنشورات قديمة.
غعهغعهفغعه.jpg
  •  نُشرت أنباء عن بدء الجيش التركي بإزالة الجدار الإسمنتي الحدودي المقابل لمدينة عين العرب شرقي حلب، لكن مصادر في الجيش الوطني نفت ذلك.

  •  انتشار أنباء عن وصول وزير الدفاع التركي إلى الحدود السورية استعداداً لإطلاق عملية عسكرية، في حين أكدت مصادر رسمية تركية، أن وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس الأركان يشار غولر، وقائدي القوات البرية موسى آفسفار، والجوية حسن كوجوك آقيوز توجهوا إلى الحدود مع العراق بعد مقتل عدة جنود أتراك في عملية "المخلب ـ القفل".
  •  تم تداول أخبار عن رفع الجيش الوطني للجاهزية وإرسال أرتال عسكرية نحو خطوط التماس مع "قسد"، إلا أن موقع تلفزيون سوريا لم يرصد تحركات غير اعتيادية بهذا الخصوص حتى لحظة كتابة التقرير.

تمهيد إعلامي تركي ورد أميركي

بدأت وسائل إعلام رسمية تركية بالتلميح إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، لم تلتزما بسحب عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية لتركيا.

ونقلت وكالة "الأناضول" الحكومية عن مصادر أمنية مطلعة، أن تنظيم "قسد" الذي يسيطر على ثلث مساحة سوريا، ما يزال موجوداً في المناطق التي من المفترض أن ينسحب منها، بل ويواصل تهديد المنطقة الآمنة.

وقالت المصادر إن التنظيم يستخدم مدن تل رفعت (على بعد 18 كيلومتراً من الحدود التركية) ومنبج (على بعد 30 كيلو متراً) وعين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية كنقاط لاستهداف المدنيين في مدن جرابلس واعزاز ومارع وعفرين وتل أبيض ورأس العين الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن أي هجوم جديد في شمال سوريا سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، وسيعرّض الحملة على تنظيم الدولة "داعش" للخطر.

ورداً على سؤال بشأن تصريحات أردوغان الأخيرة حول التحضير لإتمام مشروع المنطقة الآمنة شمالي سوريا، قال برايس "إن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد المحتمل للأنشطة العسكرية في شمال سوريا، وتتوقع أن تلتزم تركيا، وهي عضو مثلها في حلف شمال الأطلسي، بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر تشرين الأول 2019 بخصوص العمليات العسكرية الهجومية في سوريا".

مدن سورية في بنك الأهداف التركي

كشف موقع تلفزيون سوريا في تقرير خاص في شهر تشرين الأول 2021 عن المدن المرجح أن تكون ضمن أهداف الجيش التركي، في حال عزمت أنقرة فعلياً بعلى البدء بعمل عسكري، وهي:

  • تل رفعت: تقع تل رفعت جنوب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وتخضع لسيطرة قسد منذ عام 2016، وتنتشر داخل المدينة قوات قسد ونظام الأسد والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية.

وتعتبر المدينة أشبه بغرفة عمليات تدير وتوجه المواقع العسكرية في البلدات والقرى المجاورة لها، ومنها تنطلق معظم الهجمات على مدن عفرين واعزاز ومارع.

وتشكل السيطرة على تل رفعت أهمية كبيرة للجيش التركي، لكون ذلك سيبعد قسد عن الحدود التركية، ويمنع الهجمات على الجيش التركي، فضلاً عن دور العملية بعودة عشرات آلاف المهجرين من تل رفعت إلى مدينتهم.

 

  • منبج: كانت مدينة منبج بريف حلب الشرقي من أبرز الأهداف بالنسبة للجيش التركي في عام 2019، لكن الوجود الأميركي فيها حينذاك حال دون سيطرة تركيا عليها.

وفي حال تمكنت أنقرة من السيطرة على منبج، فستكون على بعد خطوات قليلة من السيطرة على مدينة عين العرب.

  • عين العرب: تقع مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، بالقرب من الحدود مع تركيا، وتهدف تركيا للسيطرة على المدينة، من أجل إبعاد قسد عن حدودها، وفي الوقت نفسه، لوصل مناطق سيطرة المعارضة السورية غرب الفرات، بمناطق المعارضة شرق الفرات (نبع السلام).

وتعد "عين العرب" معقلاً لكثير من قيادات "قسد" ومسقط رأسهم، ومنها خرج العديد من الشبان إلى جبال قنديل للانضمام إلى "حزب العمال الكردستاني"، وبذلك لها رمزية كبيرة لدى "الحزب" و"قسد" على حد سواء.

  • عين عيسى: تقع مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بمحاذاة الطريق الدولي حلب - الحسكة (M4)، وتكمن أهمية السيطرة على المدينة بالنسبة لأنقرة، بتعزيز حضورها على الطريق الدولي، ومنع الهجمات على منطقة "نبع السلام"، من قبل مواقع قسد في عين عيسى.
  • تل تمر: تقع مدينة تل تمر على الطريق الدولي حلب - الحسكة أيضاً، وتتبع إدارياً لمحافظة الحسكة، وفيها عدة مقارّ ونقاط للقوات الروسية، وفيها قواعد لقسد تنطلق منها القذائف الصاروخية نحو منطقة "نبع السلام"، لذلك فإن سيطرة تركيا على المدينة، تعني الحد من الهجمات على مناطق نفوذها شرق الفرات.

وبحكم موقعها الجغرافي فإن تل تمر عقدة مواصلات رئيسية في محافظة الحسكة وبين المحافظة وريف الرقة الشرقي، وفيها بدأ انتشار قوات النظام والقوات الروسية عام 2019 بعد عملية نبع السلام، وفيها أكبر تجمع قروي آشوري على ضفاف نهر الخابور.