icon
التغطية الحية

خلال عام 2022.. 149 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات بينهم أطفال سوريا

2023.01.09 | 16:39 دمشق

طفلة تعاني من ظروف صعبة في سوريا - المصدر: الإنترنت
طفلة تعاني من ظروف صعبة في سوريا - المصدر: الإنترنت
Forbes - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

ارتفع عدد الأطفال الذين باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال عام 2022 بنسبة تجاوزت 20% مقارنة بأعدادهم في عام 2021، حيث بلغ عدد المحتاجين منهم 149 مليوناً، وذلك بحسب ما ورد في التقرير الذي يقدم لمحة عامة عن الشؤون الإنسانية في العالم، فإنه يمكن لهذه الزيادة أن تسهم في ظهور نزاعات جديدة أو إطالة أمدها، كما قد تتسبب بظهور حالات جوع ولابد وأن تؤثر على أزمة المناخ.

تعليقاً على تلك البيانات، أوردت منظمة أنقذوا الأطفال بأن أشد الدول تضرراً هي أفغانستان والكونغو، بعدما حددت المنظمة في تحليلها أشد سبع حالات طارئة إضراراً بالأطفال خلال عام 2022.

Life In Kabul On First Anniversary Of Taliban Takeover

طفل يتلقى علاجاً بسبب سوء التغذية ضمن جناح الأطفال في مشفى أنديرا غاندي

العيش على الخبز فقط

في أفغانستان، قدر عدد الأطفال الذين باتوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية خلال عام 2022 بنحو 14 مليون طفل، وذلك بحسب التحليل الذي قدمته منظمة أنقذوا الأطفال والذي ذكرت فيه بأن: "أفغانستان بقيت طوال فترة طويلة من إحدى أسوأ الأماكن بالنسبة للطفولة، إلا أن الوضع قد ساء أكثر خلال السنة الماضية، حيث أصبح الأطفال يأوون إلى فراشهم جياعاً ليلة إثر ليلة. كما أصبح الملايين منهم عرضة لخطر سوء التغذية الشديد، وغيره من الأمراض التي تهدد حياتهم. وصارت العائلات تتخذ إجراءات قاسية لتحافظ على حياتها، حيث أصبحت ترسل أولادها للعمل أو تتركهم ليعيشوا على الخبز فقط". ومما فاقم وضع الأطفال سوءاً إهمالهم على المستوى السياسي، وعدم تأمين تمويل للاستجابات الإنسانية المقدمة لهم.

وفي جمهورية الكونغو، يقدر عدد الأطفال الذين باتوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية خلال عام 2022 بنحو 13.9 مليون طفل، إذ أعلنت منظمة أنقذوا الأطفال بأن: "تصعيد النزاع دفع أكثر من 390 ألف شخص للنزوح من بيوتهم خلال الأشهر القليلة الماضية فقط، مما فاقم من أزمة الجوع هناك، حيث أصبح 3.3 ملايين طفل تحت سن الخامسة يعاني من سوء التغذية، و45% من وفيات الأطفال تحت سن الخامسة ترجع لمرض سوء التغذية".

تأتي إثيوبيا بعد الكونغو بوجود 13.2 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وبعدها يأتي اليمن بوجود عشرة ملايين طفل بحاجة لتلك المساعدات، ثم الباكستان بوجود 8.8 ملايين طفل يحتاج لهذه المساعدات، وكذلك السودان، بوجود 8.8 ملايين طفل يحتاجون لهذه المساعدات، تأتي بعدها سوريا بواقع ستة ملايين طفل بحاجة ماسة إلى خدمات أساسية وعلى رأسها الغذاء والمياه النقية والمأوى والصحة العقلية والنفسية وغير ذلك من المساعدات. وهذا ما أكدته منظمة أنقذوا الأطفال بقولها: "بات الوضع الآن أصعب من أي وقت مضى على الوكالات الإنسانية وذلك فيما يتصل بوصولها لمن هم بحاجة في مختلف أصقاع العالم، إذ ثمة نقص في التمويل، مع عدم القدرة على الوصول للمناطق المتضررة، والبيئة التي تقيد منظمات المجتمع المدني، والقيود التي تفرضها العقوبات وقانون مكافحة الإرهاب".

أطفال أوكرانيا وحرب بوتين

وفي الوقت الذي يمكن فيه عزو حالة تدهور وضع الأطفال عالمياً للنزاع وانتشار الجوع وأزمة المناخ، لابد لنا من التفكير بدوافع تلك الأمور لنضمن معالجتها كما يجب. إذ شهد عام 2022 عدداً أعلى من النزاعات مقارنة بأي سنة أخرى أتت بعد الحرب العالمية الثانية. ولقد أثرت تلك النزاعات بشكل بالغ على وضع الأطفال في العالم، وذلك لأنهم يمثلون الفئة الأشد ضعفاً خلال أي نزاع، إلا أنهم يتحولون إلى هدف ضمن الحروب التي يشنها غيرهم في أغلب الأحيان. إذ في أوكرانيا مثلاً، استهدف جيش بوتين الأطفال بفظائعه وجرائمه، والتي شملت اختطاف أطفال أوكرانيين ونقلهم رغماً عنهم إلى روسيا حيث يتم تبنيهم من قبل عائلات هناك بشكل مخالف للقانون. وطالما بقيت حرب بوتين مستعرة، لابد وأن يبقى أطفال أوكرانيا يعانون من خطر التعرض لأي جريمة، وعلى رأسها قتلهم أو إصابتهم، أو خطفهم وغيرها الكثير.

مع تزايد عدد الأطفال الذين باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية بشكل كبير، بعد تضررهم بسبب النزاعات وأزمة المناخ وحالة الجوع التي ضربت العالم بأسره، من الضروري ألا تتم الاستجابة للاحتياجات الإنسانية فحسب، بل أيضاً لابد من معالجة الأسباب التي أدت لظهور تلك الأزمات، وذلك لأن الاستجابة للدوافع التي أدت لظهورها هي السبيل الوحيد لوقف معاناة الأطفال وآلامهم بعد تزايدها خلال عام 2022.

المصدر: Forbes