icon
التغطية الحية

حملة حتى آخر خيمة.. عشرات العائلات تحزم أمتعتها لمغادرة الخيام إلى منازل | صور

2022.01.24 | 15:22 دمشق

img_20220124_122344-logo.jpg
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

بعيون تملؤها دموع الفرح، وقلوب مفعمة بالأمل، يحزم قاطنو إحدى المخيمات قرب مدينة اعزاز شمالي حلب أمتعتهم لمغادرة الخيام إلى غير رجعة، بعد أن أطلق فريق ملهم التطوعي حملة تبرعات باسم "حتى آخر خيمة" لنقل العائلات إلى منازل تنهي معاناتهم ومأساتهم.

وبدأت حملة "حتى آخر خيمة" لجمع التبرعات عبر بثّ مباشر للفريق من داخل مخيم يقع على أطراف مدينة اعزاز، بهدف إزالة المخيم بشكل كامل ونقل 17 عائلة تقيم فيه كمرحلة أولى إلى منازل أعدّت لاستقبالهم.

وحظيت الحملة بتفاعل كبير من جانب السوريين داخل البلاد واللاجئين خارجها، حيث تجاوز  عدد المتبرعين 4140 متبرع، في حين بلغ المبلغ الإجمالي 400 ألف دولار.

 

الخالة نديمة رفضت مغادرة المخيم من دون البقية.. لماذا؟

مع بداية العاصفة نشرت صفحة فريق ملهم تسجيلاً مصوراً لـ الخالة نديمة وهي تدعو وتبتهل إلى الله عندما تراكمت الثلوج على سقف خيمتها، وعاد الفريق لنقل الحاجة نديمة إلى منزل بعد أن وصلت تبرعات إليها بعد نشر الفيديو، لكن الحاجة نديمة رفضت مغادرة المخيم وحدها.

وسردت الحاجة نديمة حكايتها مع أهالي المخيم، بأنها تعاني من تحسس رئوي ولذلك جمع أهالي المخيم لها ثمن مدفأة في هذا الشتاء، ولذلك شددت على أنها لن تخرج من المخيم بدونهم.

 

نقل 100 عائلة إلى منازل

قال مدير فريق ملهم التطوعي، عاطف نعنوع، إن الفريق يعمل في كل شتاء على نقل عوائل من الخيام إلى وحدات سكنية، لكن الفريق جهّز في فصل الصيف الماضي منازل نظامية، وسينقل عددا من العوائل القاطنة في الخيام إلى تلك المنازل عبر هذه الحملة التي ستساعد على بناء مزيد من المنازل مستقبلاً.

وأضاف نعنوع في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن عدد العوائل في المخيم الذي أطلقوا منه الحملة يبلغ 17 عائلة، وسيتم نقل أكثر من 100 عائلة من مخيمات أخرى.
وبسبب التفاعل الكبير مع الحملة بعد ساعات قليلة من إطلاقها، قرر  فريق ملهم التطوعي رفع الهدف من الحملة، وذلك حتى جمع تبرعات تغطي نفقات نقل 250 عائلة من الخيام  إلى منازل كريمة تؤويهم من الثلوج والأمطار.

 

منازل بمواصفات جيدة

أفاد نعنوع بأن المنازل التي سيتم نقل الأهالي إليها تتمتع بمواصفات جيدة، وهي عبارة عن أبنية طابقية وليست وحدات سكنية مثل الموجودة في تجمع عزيز السكني، كون الفريق حدّث تصاميمه المعمارية وبنى منازل مع أساسات وبنية تحتية وصرف صحي.

ولفت إلى أن كلفة المنزل الواحد تتجاوز 4000 دولار مع البنية التحتية، ويمكن أن تتم توسعته في وقت لاحق.

هل سيتم تمليك المنازل؟

بحسب مدير فريق ملهم، فإن بعض المشاريع في الفريق تعتمد على أموال الزكاة، بالتالي تمليك المنزل للعائلة التي ستقطن فيه هو أساس هذه التبرعات، ولكن الفريق لا يملّك العائلات إلا بعد فترة من سكنهم في المنازل لإجراء بعض الدراسات والقيام بالإجراءات القانونية اللازمة، وتقييم سلوك العائلات خلال 6 أشهر أو عام.

تبرعات من كل بلدان العالم

أكد نعنوع أن التبرعات ضمن حملة "حتى آخر خيمة" تمت من مختلف بلدان العالم، سواء الدول العربية (الجزء الأكبر من فلسطين) أو الدول الغربية، إضافة إلى المغتربين السوريين في العالم، وأشخاص أجانب أيضاً، وكذلك من السوريين داخل البلاد.

تفاعل غير متوقع

أعرب نعنوع عن دهشته من كمية التفاعل الإيجابي مع الحملة والمشاركة بها، حيث تم جمع 400 ألف دولار خلال 15 ساعة فقط، مؤكدا أنهم سيرفعون سقف الحملة لكي تشمل مخيمات أخرى.

فكرة "أبو فلة" ملهمة

قبل أيام أطلق اليوتيوبر حسن سليمان المعروف باسم أبو فلة، حملة لمساعدة اللاجئين، عبر جمع 10 ملايين دولار، إلا أنه استطاع جمع نحو 11 مليون دولار، وذلك بعد 12 يوماً من إطلاق الحملة.

وأكد "أبو فلة" قبل الحملة، أنه سيحبس نفسه في غرفة زجاجية وسط مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، ليبث من هناك المحتوى الخاص بالحملة عبر قناته في يوتيوب، وسيستمر في بث حي ولن يغادر الغرفة الزجاجية حتى يجمع مبلغ 10 ملايين دولار.

وأشار عاطف نعنوع إلى أن فكرة أبو فلة كانت ملهمة لهم لإطلاق هذه الحملة، خاصة أن الفريق كان يعمل على جمع التبرعات الإلكترونية بطريقة عفوية، مضيفاً أن أبو فلة عزز من هذه الفكرة، لكي لا تتم التبرعات بطريقة روتينية.

هدف جديد لفريق ملهم وتحديات كبيرة

وفقاً لنعنوع، إن هدف فريق ملهم بعد انتهاء هذه الحملة يتمثل بمشروع جديد عبر بناء مزيد من المنازل، وتسليمها لعائلات أخرى خلال العام المقبل.

وأكد أن الفريق قرر خوض تجربة البث المباشر من داخل خيمة رغم الكثير من التحديات، مثل الكهرباء والإنترنت والأمن، إلا أنهم مصرون على مواجهة مختلف التحديات والمخاطر، على أمل تغيير واقع العائلات.

عائلات تحزم أمتعتها

بدأت العائلات في المخيم الذي انطلقت منه الحملة بحزم أمتعتها ومغادرة الخيام نحو المنازل، بعد أعوام من المعاناة والصبر.

والتقى موقع تلفزيون سوريا بالسيدة نديمة حسن عزو (75 عاماً) التي كانت سبباً في إطلاق الحملة، بعد أن ظهرت بفيديو تبكي خلاله وتناشد لإنقاذها إثر تهدم خيمتها بسبب الثلوج.

وقالت "عزو" إن فريق ملهم التطوعي التقط لها مشاهد وهي تبكي وتصرخ بسبب سوء الأحوال الجوية، موضحة أنها ممتنة للفريق بعد استجابته لمناشدتها وإطلاقه حملة لنقل النازحين إلى منازل.

بدوره قال عبد الله حسن العمر (81 عاماً) إنه مهجر من بلدة معصران بريف إدلب الجنوبي، ويعاني في الخيمة من صعوبات بالغة أدت إلى نقله للمشافي والأطباء بشكل متكرر كونه لا يتحمل البرد الشديد.

وأضاف العمر أن حياتهم ستتغير نحو الأفضل بعد نقلهم إلى المنازل، وأكد أن فرحته لا تكتمل إلا بالعودة إلى منزله في معصران.

الجدير بالذكر أن مخيمات الشمال السوري تشهد أجواء شديدة البرودة في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وتساقط الثلوج الكثيف الذي أغرق المخيمات وقطع الطرق المؤدية إليها.

ويبلغ عدد المخيمات الكلي شمالي سوريا 1489 يقيم فيها مليون و512 ألفاً و784 نازحاً، وتتضمن 452 مخيماً عشوائياً يقيم فيها 233 ألفاً و871 نازحاً، وفق تقرير لفريق منسقو الاستجابة.