icon
التغطية الحية

حماس تصر على شرط وقف الحرب قبل التفاوض.. الصفقة المرتقبة تدخل عنق الزجاج

2023.12.21 | 16:14 دمشق

آخر تحديث: 23.12.2023 | 14:58 دمشق

عروض إسرائيل"السخية" وشروط حماس "الصعبة".. الصفقة المرتقبة تدخل عنق الزجاجة
رئيس حركة حماس يحيى السنوار، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تل أبيب قدمت عروضاً لصفقة تبادل أسرى جديدة بمزايا أعلى.
  • مطالب الفصائل الفلسطينية تصعب قبول تل أبيب للعروض الإسرائيلية.
  • زعماء حماس والجهاد يصرون على وقف الحرب كشرط أساسي للمفاوضات.
  • نتنياهو يحاول إظهار موقف قوي أمام حماس برغم تحول في السياسة الإسرائيلية.
  • المحادثات بين الأطراف تتوقف عند شروط محددة، مثل وقف الحرب وإطلاق سراح قادة فلسطينيين.
  • تحول إسرائيلي في السياسة يأتي لتفادي فشل الحملة العسكرية في تحقيق الأهداف المعلنة.

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب قدمت مقترحات للمضي بصفقة تبادل أسرى جديدة تتضمن عروضاً ومزايا أعلى من الصفقة السابقة، ولكن مطالب الفصائل الفلسطينية التي حملتها وفود حماس والجهاد الإسلامي إلى الوسطاء القطريين والمصريين تجد تل أبيب صعوبة في قبولها.

وتصر الفصائل الفلسطينية على شروط تصفها إسرائيل بأنها "صعبة" مقابل "العروض السخية" التي تقترحها في الصفقة المرتقبة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، إن المحادثات بشأن صفقة تبادل جديدة وصلت إلى طريق مسدود، لأن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يصر على وقف الحرب كشرط مسبق للمفاوضات، بينما تبدي إسرائيل إنها مستعدة لهدنة مؤقتة فقط، بوقف إطلاق نار مرحلي.

وتحاول تل أبيب أمام هذا المأزق، المتمثل في الفشل العسكري والميداني والاستخباري في تحرير مختطفيها، وأمام عقبة السنوار خلق سلسلة من الضغوط الدولية واستغلال الفجوة في المواقف بين المكتب السياسي لحماس والقيادة في القطاع، وفقاً للصحيفة.

تحول في الموقف الإسرائيلي

خلافاً لما يجري خلف الكواليس من سعي تل أبيب الحثيث لإتمام صفقة جديدة يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعتيم عليه بطرح معادلة "الاستسلام أو الموت" لحماس، في الوقت الذي تبادر فيه حكومة الحرب الإسرائيلية بتقديم تنازلات تفاوضية.

وقال نتنياهو، أمس الأربعاء، نحن مستمرون في الحرب حتى النهاية بالقضاء على حركة حماس وتحقيق الانتصار، ومن يعتقد أننا سنتوقف فهو منفصل عن الواقع، لن نتوقف حتى نحقق كل الأهداف التي حددناها، القضاء على حماس، وتحرير المختطفين.

في حين قالت "يديعوت أحرونوت"، إن إسرائيل غيرت سياستها في الأيام الأخيرة تجاه قضية المختطفين وأخذت زمام المبادرة بعرض مقترحاتها لصفقة جديدة بدلا من انتظار مطالب حماس والخطوط العريضة التي اقترحها القطريون والمصريون.

وبحسب الصحيفة، فإن المبادرة الإسرائيلية تواجه موقفاً متشدداً من جانب قيادة حماس في غزة بقيادة يحيى السنوار وحركة الجهاد الإسلامي.

ماذا طلبت حماس؟

تطالب حماس والجهاد الإسلامي بوقف كامل ودائم لإطلاق النار - أي وقف الحرب - وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخطوط التي سيتم الاتفاق عليها لاحقاً، وعندها فقط تبدأ بالتفاوض حول صفقة تبادل شاملة على مبدأ "الكل مقابل الكل"، أي تبييض سجون الاحتلال والإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين مقابل جميع المختطفين الإسرائيليين في قطاع غزة.

ومن جانب آخر، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"  أيضاً أن حركة "حماس" تصر على أن تشمل صفقة تبادل الأسرى المقبلة الإفراج عن 3 قادة فلسطينيين بارزين.

الإفراج عن البرغوثي

وأشارت الصحيفة إلى أن "حماس" تصر على "أن تشمل الصفقة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادي في حركة حماس عبد الله البرغوثي".

يذكر أن إسرائيل رفضت أن تشمل القادة الفلسطينيين الثلاثة في صفقة التبادل في عام 2011 والتي شملت تبادل الجندي جلعاد شاليط بأكثر من ألف أسير فلسطيني.

وتشير استطلاعات الرأي العام الفلسطينية إلى أن مروان البرغوثي (64 عاما) هو الأكثر شعبية فلسطينيا من قادة "فتح" لرئاسة السلطة الفلسطينية بعد الرئيس محمود عباس وهو معتقل منذ 2002 ومحكوم بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما.

واعتبرت الصحيفة أن الإفراج عن مروان البرغوثي "قادر على تغيير وجه السلطة الفلسطينية".

ولكن الفارق شاسع، وفقاً لـ "يديعوت أحرونوت"، بين المطالب الفلسطينية والعروض الإسرائيلية التي تقترح عرضاً يتضمن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وربما أكثر قليلا، وزيادة المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين الأمنيين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، بما في ذلك "الملطخة أيديهم بالدماء" وبمعدل أكبر مقارنة بالصفقة السابقة (واحد مقابل ثلاثة).

ولم تحدد الصحيفة أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين تنوي إسرائيل الإفراج عنهم.

لماذا تبادر إسرائيل؟

يأتي هذا التحول المفاجئ في الموقف الإسرائيلي المبادر، والساعي وراء إتمام صفقة جديدة، للتغطية على الفشل العسكري والميداني والاستخباراتي والسياسي في تحقيق الأهداف المعلنة من هذه الحرب (القضاء على حماس وتحرير المختطفين).

لم تنجح إسرائيل بعد 75 يوماً من الحرب الشاملة على قطاع غزة في تحقيق أي من الهدفين المعلنين، وعلى العكس تقف حماس اليوم نداً ومن موضع قوة توقع الخسائر بصفوف الجيش الإسرائيلي على أرض الميدان وفي أروقة السياسة تفرض شروطها.

وبالنسبة لتحرير الأسرى، لم تنجح سياسة الأرض المحروقة في إخضاع الفصائل الفلسطينية بإطلاق المختطفين الإسرائيليين إلا عبر التفاوض، مثلما حدث في الصفقة السابقة، كما أن عشرات الآلاف من أطنان المتفجرات التي ألقيت على القطاع قتلت عدد من المختطفين وأعادتهم بتوابيت.

كما تحاول حكومة الحرب الإسرائيلية عبر مبادرتها وعروضها "إعادة مختطفيها أحياء"، في محاولة للظهور أمام أهالي المختطفين بأنها مهتمة بحياتهم وليس قتلهم بـ "نيران صديقة" كما حدث يوم الجمعة الماضي عندما قتل الجنود الإسرائيليون ثلاثة محتجزين في شمالي القطاع على الرغم من أنهم كانوا يرفعون رايات بيضاء وطلبوا المساعدة باللغة العبرية "أنقذونا".

عقبة السنوار

ترى إسرائيل أن يحيى السنوار وشقيقه محمد يقفان عقبة أمام التقدم في مفاوضات الصفقة الجديدة، وتحاول إحداث اختراق بين القيادة السياسية للحركة في الخارج وبين القيادة الفعلية على الأرض.

وفي هذا السياق، تركزت العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي بعد الصفقة الأخيرة على محور خان يونس وسط القطاع، مسقط رأس السنوار ومحمد الضيف، لإخضاعهما على قبول شروط التفاوض أو البحث عن صورة انتصار (رأس السنوار) إرضاءً للشارع الإسرائيلي الغاضب بعد فشل الحرب بتحقيق أهدافها المعلنة.

كما تلجأ إسرائيل إلى سلسلة من الضغوط للخروج من مأزق إطلاق سراح المختطفين عبر الضغط على الولايات المتحدة بحيث تضغط على الوسطاء الإقليميين في مصر وقطر، بحيث يضغطون بدورهم على القيادة السياسية لحماس، والتي ستضغط على القيادة في غزة لإتمام الصفقة المتعثرة.