icon
التغطية الحية

حماة.. عصابة أطفال في السلمية تحمل اسم دورة في جيش الأسد وترهب الأهالي

2021.07.27 | 16:50 دمشق

33994768_1983825478357760_5958144852540522496_n.jpg
مدينة السلمية في محافظة حماة (سانا)
حماة - خاص
+A
حجم الخط
-A

حالة الفلتان الأمني التي يعاني منها أهالي مدينة السلمية تنتج عنها كل يوم ظاهرة جديدة مختلفة عن سابقتها أو مكملة لها ابتداءً من الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها الميليشيات الطائفية بحق المدنيين ومروراً بإطلاق النار العشوائي بمناسبة أو بلا مناسبة وليس انتهاءً بمظاهر كثيرة غيرها.
أما المشهد الذي يحضر منذ مدة في شوارع المدينة هو انتشار عصابة أطفال تضم العشرات من أطفال الشوارع تطلق على نفسها لقب الـ "102" تيمنا باسم الدورة "102" في جيش الأسد وهي الدورة الأكبر تعداداً والأطول مدةً في الخدمة بتاريخ الجيش السوري.
أطفال العصابة الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 14 والـ 17 عاماً ينفذون أفعالهم بأسلوب مشابه للأفلام الغربية، حيث يوجدون على شكل مجموعات صغيرة في الطرقات أو في الحدائق العامة يتعاطون المخدرات ويشربون الحشيش في أحد المقاهي المعروفة في المدينة.
كما يعتدون بشكل منظم على المارة أو على أطفال آخرين من أقرانهم وبطريقة تجعل من الصعب تقديم الشكوى بحقهم، حيث يجتمعون بأعداد كبيرة ويهاجمون الأشخاص المستهدفين في الشوارع المعتمة، وبشكل مفاجئ ينهالون بالضرب عليهم ثم يهربون بسرعة حيث لا يتعرف الضحايا على من يعتدي عليهم.

منشق عن العصابة يروي قصته معها

تلفزيون سوريا استطاع الوصول لأحد الأطفال الذين كانوا من ضمن هذه العصابة وقد أفاد بأنه انضم إليها في البداية عندما كان الأفراد يساعدون بعضهم في الأمور الحياتية وبشكل إيجابي بعيداً عن العنف وتعاطي المخدرات وقد كانت بمنزلة الملجأ الوحيد له بعد انفصال أبويه حاله حال الأغلبية، والذين ينتمون إلى أسر مفككة.

لكن رويداً رويداً بدأت المجموعة تكبر وتتحول بشكل غريب وملحوظ إلى عصابة أطفال تتغاضى عنها السلطات الأمنية، خصوصاً مع تعاطيهم سجائر الحشيش في المقاهي العامة وعلى مرأى الجميع، وهو السبب الرئيسي الذي دعاه إلى تركها والابتعاد عن أفرادها.
المضايقات التي أثارت استهجان الأهالي كان آخرها اعتداء أفراد العصابة بالأسلحة البيضاء على شاب صغير بالعمر وهو ابن أحد الأطباء المعروفين في المدينة، الأمر الذي دفع الأهالي إلى مطالبة الأمن الجنائي إلى وضع حد لتلك التجاوزات التي تكررت كثيرا دون وجود رادع حقيقي لأولئك الأطفال.

والجدير بالذكر أنه لا يوجد أي جهود لحكومة النظام ومؤسساته أو منظمات المجتمع المدني التابعة له والمقربة منه، لاحتضان مثل هؤلاء الأطفال وغيرهم وإعادة تأهيلهم وإنقاذهم من هذا الواقع الأسود المتفاقم في مختلف المدن الخاضعة لسيطرة النظام، حيث تنتشر عمالة الأطفال والتسرب من المدارس والتسول.