icon
التغطية الحية

حماة.. المعلمون يشترون من رواتبهم الضئيلة مستلزمات المدارس

2021.03.21 | 05:55 دمشق

14441113_1234738396568626_8227571748875198611_n.jpg
إحدى مدارس الأونروا في مدينة حماة (فيسبوك)
+A
حجم الخط
-A

يحاول معلمون في مدينة حماة، والذين احتفلوا بعيدهم هذا العام يوم الخميس الفائت بشكل خجول، تأمين مستلزمات المدارس والصفوف، لتعويض النقص الحاصل بسبب الإهمال الحكومي والفساد الذي يضرب كل أركان "الدولة".

وتعاني المدارس الحكومية في مدينة حماة وخاصة هذا العام الذي وصل الاقتصاد السوري إلى أسوأ حالاته، من ضعف كبير في الخدمات المقدمة من قبل وزارة التربية في حكومة النظام، بالإضافة لانعدام الميزانية في المدارس، وهذا الواقع لم يترك للمعلمين مجالاً إلا تحمّل كل المصاريف لاستمرار عملية التعليم.

وفاقم الحالة المأساوية في مدارس المدينة، كثرة أعداد الطلاب في الصف الواحد، نتيجة النزوح الكبير منذ سنوات هرباً من قصف النظام وضعف فرص إكمال التعليم في مناطق سيطرة المعارضة، بحكم أن شهادة النظام هي المعترف عليها دولياً.

العودة إلى خرابات وليس مدارس

وقالت إحدى المعلمات لموقع تلفزيون سوريا: "قبل إعادة فتح المدارس قالت الوزارة إن المدارس تم تجهيزها وتعقيمها، وتم رصد ميزانية لها، ورفدها بالمقاعد والأدوات اللازمة لاستمرار العملية التعليمية، ولكن عندما عدنا للمدارس وجدنا واقعاً معاكساً للتصريحات ومزرياً، فالمدارس تفتقر للمقاعد الكافية والأقلام ومستلزمات النظافة وحتى للأبواب والشبابيك".

وأضافت: "كان علينا نحن المعلمين تصليح هذا الخراب الذي يدعى مدرسة، فقمنا بدفع رواتبنا لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وتنظيف الصف كل أسبوع من قبل المعلمين لعدم رفد المدرسة بمستخدم، بالإضافة للأقلام التي نحتاج يومياً إلى عدد من خراطيش الحبر.

وأوضحت المعلمة أن سعر خرطوش الحبر الواحد يبلغ اليوم 200 ليرة سورية، أما سعر القلم فيبلغ اليوم 1500 ليرة سورية، في حين يبلغ راتب المعلم 54 ألف ليرة سورية.

مديرية التربية اقترحت إطلاق حملة جمع تبرعات من الأهالي

وعندما طالب المعلمون في معظم المدارس من مديرية التربية تأمين الأدوات والمستلزمات، ردت الأخيرة بأنه لا توجد ميزانية كافية، وعرضوا مقترحاً على إدارات المدارس بإطلاق حملة تبرعات من قبل الأهالي للمدرسة.

الوزير يزور مدرسة خاصة ويهمل الحكومية

زار وزير التربية في حكومة النظام دارم طباع يوم الخميس الفائت الذي صادف عيد المعلم مدرسة البيان الخاصة، دون الالتفات لواقع المدارس الحكومية المزري وتقدير الجهود المبذولة من قبل معلميها، ما تسبب بحالة غضب كبير بين المعلمين في المدارس الحكومية لعدم تقدير جهودهم التي يبذلونها

وانهالت التعليقات من قبل المعلمين على صفحة مديرية تربية حماة، واتهموا الوزير بأنه يذهب للمدارس الخاصة "من أجل التصوير والمظاهر".

 

سيبلسيبلسيبلشسي.jpg

 

وقالت إحدى المعلمات لموقع تلفزيون سوريا: "سيادة الوزير لم نره إلا على شاشات التلفاز لالتقاط الصور في المدارس الخاصة، فتارة يذهب لمدرسة المرأة العربية الخاصة وتارة يذهب لمدرسة البيان الخاصة التي كلفت مليارات الليرات، فخدع الناس بالمظاهر الكاذبة لأن المعلم في المدارس الخاصة مؤمن له التدفئة والراحة والأدوات والوسائل والأقلام والصف النظيف، بينما في المدارس الحكومية فلا الصف صف ولا المدرسة مدرسة، والمعلم يأخذ راتبه كصدقة من قبل الدولة لأن ما يبذله المعلم أثناء ممارسته لواجبه أكثر من الراتب التي تعطيه إياه الدولة بكثير".

وتابعت: "الصف يحتوي 45 طالباً رغم انتشار فيروس كورونا، ويأتي وزير التربية المحترم ليتحدث عن التباعد الاجتماعي! عن أي تباعد يتحدث وفي المقعد يجلس 3 طلاب متلاصقين لا يوجد بينهما أي مسافة؟ أين الإجراءات الوقائية؟ ولا وجود لوسائل التعقيم في المدارس؟!

وقال أحد المعلمين لموقع تلفزيون سوريا: "أصبح التدريس مهنة صعبة للغاية فالمدرس يضطر ليصرف على المدرسة من راتبه من أجل بقائه في وظيفته.. كنا سابقا نحسد المعلم على مكانته وراتبه الذي كان نوعا ما يكفيه لآخر الشهر، بينما اليوم فالمعلم يعمل بعد الدوام ليصرف على المدرسة والبيت.. أنا أعمل سائق تكسي".

"المعلم لم يعد رسولاً ، بل أصبح شوفير تكسي"

وأضاف: "حكومتنا تتباهى بمجانية التعليم في سوريا وتغض النظر عن الأموال التي يصرفها المدرس لتأمين اللوازم المدرسية.. لم يعد المعلم رسولاً، بل أصبح شوفير تكسي وبائع بقدونس ونجارا وحدادا في بلد لا تحترم المعلمين ولا تقدرهم".

أما فيما يخص نقابة المعلمين، قالت فدوى وهي معلمة علوم لموقع تلفزيون سوريا: "النقابة ليس لها وجود إلا بالاسم فنحن طالبناهم مرارا وتكرارا بالنظر لحالنا ومطالبة الوزارة بحقوقنا، إلا أننا لم نلق آذانا صاغية، بل قالوا لنا إن الوضع سيئ ويجب عليكم كمعلمين الوقوف مع الوطن وقائد الوطن في وجه المؤامرة التي هدفها تدمير التعليم على حسب قولهم".

وختم بالقول: "الإجازات الصحية ممنوعة ومعظم المدرسين أصيبوا بفيروس كورونا بسبب العدوى من الطلاب، ولكن لم يكن هنالك إغلاق للصفوف أو اهتمام بصحة المعلم، بل على العكس تم إجبار المعلم بالوقوف في صفه ووضع الكمامة فقط وتم رفض إعطائه إجازة صحية لمدة أسبوع إلا عند إجرائه فحص كورونا في مشفى حماة الوطني الذي لا توجد فيه مسحات بالأصل ".