icon
التغطية الحية

"حكاية الطبل الدمشقي".. الشام في عيون عاشقيها

2023.11.25 | 00:37 دمشق

آخر تحديث: 25.11.2023 | 09:20 دمشق

الاا
+A
حجم الخط
-A

صدرت حديثاً عن دار "نون للنشر والطباعة والتوزيع" النسخة العربية لرواية "حكاية الطبل الدمشقي" (The Story of the Damascus Drum) للكاتب والروائي الاسكتلندي، كريستوفر ريان، الذي أراد أن يكشف عبر صفحاتها تفاصيل عشقه اللامحدود لـ "عين الشرق" وبوابته التاريخية، دمشق.

تُرجمت الرواية من لغتها الأم –الإنكليزية- إلى العربية على يد الصحافية السورية "ربى خدّام الجامع" بلغة أدبية جزلة وممتعة، تمكّنتْ من خلالها أن تقدّم للقارئ العربي نصّاً أدبياً مُصاغاً بصورة جمعت بين دقّة التوصيف وسلاسة السرد وبساطة المعنى. ولعل المنبت الدمشقي لمترجمة الرواية وإحاطتها الواسعة بمعالم مدينتها، كان لهما الأثر الكبير في إبراز تلك الجوانب.

وتتناول "حكاية الطبل الدمشقي" التي جاءت في 403 صفحات من القطع المتوسط، قصة التاجر الثري "داوود" ابن جزيرة أرواد الواقعة قبالة مدينة طرطوس على الساحل السوري. وتبدأ الأحداث بمحاصرة ثلة من قطاع الطرق لداوود وقافلته التي كانت تنقل ذهباً إلى دمشق، وتمكّن الأخير من البقاء على قيد الحياة، إلا أنه خسر كل شيء.

وأثناء تجوال داوود في البراري، التقى صدفة بشابة عذراء تدعى تقلا، كانت تعمل طاهية في دير السيدة صيدنايا، فانجذب كلاهما للآخر بلحظة حب، بيد أنها تركته نائماً وغادرت لتعود لبيت أهلها.

دمشق

تغوص الرواية بعد ذلك في سرد تفاصيل ومغامرات ممتعة ومشوّقة تتراوح بين الحقيقة والخيال، لتنقل القارئ إلى عوالم وأماكن ساحرة لا تليق إلا بدمشق، المدينة الأقدم في التاريخ، "والكلام وحده لا يفي مدينة المدائن المعروفة محلياً باسم (الشام) حقها... صنيعة الأزمان والشاهدة الأبدية على تجمع الشعوب؛ مدينة الرسل المقدسة، ومدينة ورثتهم وأحفادهم"، وفق وصف الكاتب.

أحداث الرواية

بعد اختفاء تقلا، يلتقي داوود بماعز ذكر عجوز اسمه "شمس"، كان قد هرب من قطيعه عند جبل قاسيون. وفي صيدنايا، أسدى شمس خدمة لأهل الدير وذلك حينما أقدم على تلقيح الإناث في قطيع الماعز لديهم، وبعدها فارق الحياة.

يتابع داوود بعد ذلك رحلته إلى دمشق حاملاً معه جلد شمس الذي صنع منه طبلاً. كان لذلك الطبل ميزات سحرية خاصة، جعلته دليلاً ومعلماً لداوود الذي غدا مفلساً، ولكنه كان يشهد فترة تحول كبيرة على الصعيدين المادي والمعنوي.

أما "صافي شيخ الحدادين"، وهو رجل أعمال ثري من بيروت وزعيم العصابة الذي خطّط لمهاجمة قافلة داوود، فقد غضب غضباً شديداً عندما علم بهروب داوود من الكمين الذي نصب له، فأرسل أربعة من رجاله ليقتفوا أثره ويقتلوه بمجرد الوصول إليه.

وفي رحلة هروبه من أفراد العصابة الأربعة، تجوّل داوود في أرجاء سوريا بمساعدة الطبل الدمشقي السحري، الذي استطاع من خلاله أن يسرد القصص في المقاهي، كما وجد فيه شيئاً من السلوى أثناء زيارته ضريح العالم الصوفي محي الدين بن عربي.

تتتالى بعد ذلك الأحداث المدهشة، متنقّلة بين مدينة دمشق التي عاد إليها داوود، وجبل قاسيون المطلّ على المدينة، ودير صيدنايا بريفها الشمالي، إلى أن تعود "تقلا" مجدداً إلى سطور الرواية لتشارك داوود دور البطولة فيها، وليخوضا تفاصيلها معاً وصولاً إلى خاتمة القصة التي أرادها الكاتب أن تنتهي بصورة احتفالية يغمرها السرور، على عكس روايات كثيرة باتت تتعمّد اليوم إثارة عنصر الصدمة لدى القارئ عند نقطة النهاية.