icon
التغطية الحية

"حق الطفل في اللعب الآمن".. حملة توعية لمناهضة الاستغلال الجنسي للأطفال

2023.08.24 | 15:02 دمشق

آخر تحديث: 24.08.2023 | 15:19 دمشق

"حق الطفل في اللعب الآمن".. حملة توعية لمناهضة الاستغلال الجنسي للأطفال
"حق الطفل في اللعب الآمن" (مؤسسة نداء)
 تلفزيون سوريا- خاص
+A
حجم الخط
-A

أطلقت مؤسسة "نداء" التي تعنى بحماية الأطفال، حملة توعية لمناهضة الاستغلال الجنسي للأطفال والناشئين في الأندية الرياضية، تحت شعار "حق الطفل في اللعب الآمن".

و"نداء" مؤسسة أهلية مجتمعية غير ربحية، تعمل -تحت مظلة بنود اتفاقيات حقوق الإنسان وحقوق الطفل الدولية، على حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي بكل أشكاله، في مختلف البلدان العربية وأماكن انتشار العرب في المهاجر، مع التركيز على الأطفال السوريين المهجّرين والنازحين في مناطق الشمال السوري. وذلك من خلال طرح الخطط الوقائية والإرشادية والعلاجية، والقانونية أيضاً.

وذكرت المؤسسة التي أطلقت حملتها منذ منتصف آب الجاري، في بيان لها، أن الأخبار المتواترة عن حالات الاعتداء على الأطفال واستغلالهم جنسياً، تبيّن بأنه لا مكان آمن للطفل. كما تُظهر التقارير الدولية والإحصاءات الصادرة عن مؤسسات حماية الطفولة أرقاماً خطيرة جداً لنسب تعرض الأطفال والناشئين من الجنسين لمختلف أشكال الاستغلال الجنسي في قطاعات الرياضة المختلفة.

اطفال

الهدف من الحملة وآلياتها

وبحسب بيان المؤسسة، فإن هدف الحملة يتمثل في رفع مستوى الوعي المجتمعي عموماً بقضية التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، والتي تحدث في الأندية الرياضية المختلفة، وتوعية الأسرة بكيفية حماية أولادهم وأبرز الأمور التي ينبغي الانتباه لها عند التحاق الأبناء بأحد الأندية الرياضية، أو ممارسة نشاط رياضي جماعي.

كما تهدف أيضاً إلى تعليم الأطفال والناشئين كيفية حماية أنفسهم، بالإضافة إلى لفت نظر الجهات القائمة على قطاع الرياضة في المجتمع، وملاك المنشآت الرياضية باتخاذ الإجراءات اللازمة، من أجل حماية الأطفال بأعمارهم المختلفة ومن الجنسين، وذوي الاحتياجات الخاصة.

أما الآلية التي تعتمدها الحملة، فتقوم على إطلاق "هاشتاغ" خاص يتضمّن شعار الحملة الرئيسي (حق الطفل في اللعب الآمن) بالإضافة إلى شعارات أخرى ثانوية، تُرفق بكل منشوراتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وبالمواد الإعلامية والإعلانية الخاصة بها. مثال (من أجل بيئة رياضية صحية للأطفال - نحو رياضة آمنة لأطفالنا…) وغيرها.

الفئات المستهدفة

وتستهدف الحملة، بحسب البيان، كلاً من:

  • الأطفال والناشئين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 - 17 عاماً.
  • الأسرة: الوالدين والأشقاء.
  • المدارس: الإدارة، والمعلمون، وخاصة معلمي الأنشطة الرياضية.
  • القائمون على قطاع الرياضية رسمياً.
  •  ملاك الأندية الرياضية والمشرفون والعاملون في قطاع رياضة الأطفال.
  • الفضاء العام للمجتمع، وخاصة المؤسسات الإعلامية والإعلاميين الرياضيين.

وتستمر مدة الحملة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، بحسب ما تقتضي النشاطات وترتيب توقيتها.

فعاليات الحملة

وأوضح البيان أن الفعاليات الرئيسة التي ستغطيها المؤسسة خلال فترة الحملة، تشتمل على:

  •  نشر تقارير دولية معنية بهذا المجال، وترجمة غير المُترجم منها للعربية وتعميمها.
  •  نشر قصص من عالم الرياضة بهدف تعريف عامة الناس بما يحصل في هذا المجال، وفي مختلف أنواع الرياضات. بالإضافة إلى نشر مواد حقوقية، وبحوث ودراسات وكتب، متخصصة بهذا المجال.
  • تنظيم نشاطات (ورش عمل- محاضرات- ندوات...) للفئات المستهدفة، إما عن بعد (أونلاين)، أو فيزيائياً إن أمكن ذلك وأينما أتيحت الفرصة، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.
  • استقبال القصص الشخصية الخاصة بهذا المجال، وتقديم الاستشارات اللازمة.
  • التعريف بالجهات الدولية والإقليمية المسؤولة عن معالجة هذه القضية.
  •  نشر مواد توعية على مواقع التواصل للفئات المستهدفة، باستخدام كل الوسائل الممكنة والمتاحة (صور، عبارات توعية، رسائل توعية، تسجيلات مصوّرة، أفلام، إحصاءات، بروشورات…).
  • مشاركة وسائل الإعلام ودعوتهم للتركيز على هذه القضية، وخاصة الإعلام الرياضي والإعلام الموجه للأسرة والطفل، والترويج للحملة عن طريقها.
  • وضع توجيهات ومبادئ توجيهية خاصة بقطاعات الرياضة المختلفة (مسابح، ملاعب كرة قدم وكرة سلة...) ونشرها على شكل "بروشورات/ كتيبات" أو "فلايرز/ مطويات"، وإرسال ما يمكن إرساله منها إلى الجهات المسؤولة عن حماية الطفل والمعنية بقطاع الرياضة.

 التعاون مع الجهات العاملة في هذا القطاع، من أجل تنظيم النشاطات الخاصة بهذا المجال على مدار العام.

اختتام الحملة ومخرجاتها

تُختتم فعاليات الحملة بتقرير شامل عن النشاطات التي تم تنظيمها، وإحصاءات حول مخرجات الحملة، والإشارة إلى الصعوبات التي واجهت تطبيقها، وإطلاق استبيان خاص بجمع بيانات حول جانب معين من جوانب الاستغلال الجنسي للأطفال، وفق ما ورد في البيان.

الأطفال وحمايتهم في الشمال السوري

يذكر أن مؤسسة "نداء" قد نظمت العديد من الأنشطة والفعاليات الخاصة بحماية الأطفال في مناطق ومخيمات الشمال السوري. ففي الـ29 من كانون الثاني 2023، تم تنظيم ورشة عمل للأطفال تحت عنوان (حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي)، وذلك في أحد المخيمات العشوائية بمنطقة دير حسان بمحافظة إدلب.

تحرش
من نشاط المؤسسة في دير حسان

وتضمن النشاط حينذاك تقديم صور غير ملونة ومرفقة بعبارات توعية، على شكل كتيب أشبه بدفتر رسم من تصميم وإنتاج المؤسسة، كان قد أُعد من قبل لهذا الغرض، وتُجسّد الصور شخصيات الطفلين ( نجم وشمس) في مواقف مختلفة، وهي الشخصيات الكرتونية المعتمدة لدى المؤسسة، لتوعية الأطفال بأساليب الاعتداء الجنسي التي ربما يتعرضون لها. كما تخلل النشاط رواية قصة قصيرة بطريقة تفاعلية، وتمثيل مسرحية قصيرة أيضاً من قبل الأطفال المشاركين.

وقبل ذلك، نظمت المؤسسة في الـ24 من تشرين الثاني 2022 جلسة توعية للآباء وورشة عمل لأطفالهم داخل أحد مخيمات الشمال السوري، وذلك من خلال حملة (الطفولة أمانة) التي تزامنت مع فعاليات اليوم العالمي لمنع الاستغلال الجنسي للأطفال.

اعتداء
من نشاط توعية الآباء والأطفال

وضمن أنشطة نفس الحملة، نظمت "نداء" بالتعاون مع مدرسة فيثاغورث للإبداع في مدينة إدلب، نشاطاً ترفيهياً توعوياً لجميع أطفال المدرسة. وذلك ضمن فعاليات حملة "الطفولة أمانة".

كما أقامت "نداء" فعاليات متنوعة لتوعية الأمهات وأطفالهن في مدينة الباب ومحيطها، بريف حلب الشمالي، وذلك على خلفية وقوع حالات تحرش واعتداء جنسي على الأطفال في تلك المنطقة.

اطفال
من نشاط مدينة الباب

"نداء".. التأسيس والهدف

في حديث خاص لموقع تلفزيون سوريا، سلّطت الكاتبة والأكاديمية السورية، خولة حسن الحديد، الضوء على دوافع تشكيل مؤسسة "نداء" وأنشطتها، فقالت: "من واقع عملي وتخصصي، كانت تصلني استشارات كثيرة من عائلات تعرض أطفالها للتحرش أو الاعتداء الجنسي، من بينها حالات لبالغين تعرضوا في صغرهم لمثل هذه التجربة ولم يتعافوا من آثارها".

وأردفت: "عند ذلك، بدأت أبحث أكثر في هذا الموضوع، ووجدت معلومات هائلة ونسب عالية في كل المجتمعات، وبعد تشاور مع عدد من الأخصائيين النفسيين والتربويين العاملين في سوريا وخاصة بالشمال، وجدت أن نسبة حالات الاعتداء والتحرش هناك ليست قليلة، فأطلقتُ المؤسسة بشكل شخصي أولاً عبر الإنترنت، ثم دعوت للانتساب إليها مجموعة من الأصدقاء والزملاء من تخصصات مختلفة، نفسية وتربوية وإعلامية وحقوقية، وبدأنا العمل منذ نحو 3 سنوات".

وأضافت الحديد التي ترأس اليوم مجلس إدارة المؤسسة: "جميعنا يعمل بصورة تطوعية، وبعد نشاطنا بنحو عام تقريباً حصلنا على ترخيص دولي من أستراليا، حيث يوجد هناك أعضاء في المؤسسة. ثم واصلنا العمل الذي يستهدف المجتمعات العربية والمواطنين العرب أينما كانوا، مع التركيز بصورة خاصة على السوريين بسبب ظروفنا الاستثنائية، ونظمنا نشاطات في كل من سوريا وألمانيا وفرنسا وغيرها".

بالنسبة للحملة الحالية، تقول الحديد إنها "جزء من عمل المؤسسة الاعتيادي، حيث نطلق بين الحين والآخر حملة توعية إلى جانب عملنا المستمر. هذه ثالث حملة، الأولى كانت خاصة بتوعية الأسرة والطفل، والثانية كانت بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاستغلال الجنسي للأطفال الذي أطلقته الأمم المتحدة لأول مرة، وتوجهنا بها للفضاء العام للمجتمع، والآن توجهنا لقطاع الرياضة بسبب الأرقام المخيفة التي تمكّنا من الحصول عليها في هذا القطاع، هذا إلى جانب عملنا بتقديم الاستشارات النفسية والتربوية والقانونية، وتقديم علاج وإرشاد نفسي للضحايا من قبل المتخصصين بالمؤسسة".