icon
التغطية الحية

حزب الله يحرق "ذهب سوريا الأحمر" للسيطرة على طريق "M5"

2024.01.05 | 05:54 دمشق

أشجار الفستق الحلبي في مورك ـ (إكس)
أشجار الفستق الحلبي في مورك ـ (إكس)
تلفزيون سوريا ـ سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

رغم العروض "الخيالية" التي قدمت له، رفض أبو محمد خلال السنوات الماضية بيع بستانه والذي يضم نحو سبعين شجرة فستق حلبي في قرية لطمين، شمالي حماة.

ويؤكد أبو محمد أن آخر عرض قدم له مطلع العام 2023 من قبل تاجر من قرية قمحانة مرتبط بحزب الله اللبناني، بلغ 300 مليون ليرة سورية لشراء كامل البستان والذي تبلغ مساحته نحو 6 دونمات.

لكن أبو محمد رضخ مؤخرا للأمر الواقع وباع أرضه لنفس التاجر ولكن بسعر لا يتجاوز 180 مليون ليرة، بعد أن التهمت النيران أكثر من 27 شجرة من البستان، وأقدم مجهولون على قطع أكثر من 13 شجرة في الصيف الماضي، ما دفعه للخوف من أن تأتي النيران "المفتعلة" أو قطع الأشجار على ما تبقى من بستانه ويخسر أشجارا عمرها أكثر من 41 عاما، كان ورثها عن والده من دون فائدة.

ترغيب وترهيب لبيع بساتين الفستق الحلبي

تمكن موقع تلفزيون سوريا من مقاطعة شهادات لملّاك بساتين الفستق الحلبي في المنطقة المحيطة، ممن تعرضت أجزاء من بساتينهم لحرائق في فصول مختلفة من السنة وليس في موسم الصيف فقط، حيث تنتشر الحرائق الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وما ينتج عنها من جفاف يسهل اندلاع الحرائق.

أجمعت الشهادات على وجود عدد من تجار العقارات مرتبطين بحزب الله اللبناني يعملون على الاستيلاء على الأراضي المحيطة بالمنطقة الممتدة من صوران إلى خان شيخون وقد أبى أغلب المزارعين بيع أراضيهم إلا أن الحرائق التي طالت جزءا من بساتينهم أو معظمها، دفعت البعض لبيع أرضه "مرغما" كما يصف أحمد الخالد من قرية معركبة.

ويضيف أحمد الخالد لتلفزيون سوريا: "حاولوا في البداية معنا بأسلوب الترغيب بعرض سعر مرتفع ضعف ما تبلغ قيمته الأراضي في منطقتنا، لكن لا نتخلى عن أرزاقنا ونبيع بساتين الذهب الأحمر كما كان يطلق أجدادانا على الفستق الحلبي، لأننا باختصار لا نجيد مصلحة أخرى والأهم هذه أرضنا ونحن أحرار بالتصرف بها".

تشير التقديرات الإحصائية لوزراة الزراعة لدى النظام السوري إلى أن عدد أشجار الفستق الحلبي في سوريا يبلغ نحو 9 ملايين شجرة بينما عدد الأشجار المثمرة منها 790970 شجرة.

ويشار إلى أن سوريا تعتبر رابع دولة عالمياً بإنتاج الفستق الحلبي وتعد محافظة حماة أكثر المحافظات إنتاجاً حيث تغطي نحو نصف كمية الإنتاج. وذكر المهندس جهاد المحمد مدير مكتب الفستق الحلبي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن تقدير  إنتاج سوريا من مادة الفستق الحلبي لموسم 2023 يتجاوز  46 ألف طن.

بساتين الفستق وطريق "إم 5"

أبو تحسين موظف مدني سابق لدى نادي الضباط وهو من أبناء قرية سكيك يقول لموقع تلفزيون سوريا "أعتقد بأن أطماع حزب الله ومن خلفه إيران بالهيمنة على الأوتوستراد الدولي M5، ويحاول حزب الله استملاك ما يقارب 3 كيلو مترات على جانبي الأوتوستراد وهو ما يعمل عليه عبر وكلائه بالمنطقة من خلال ترهيب الناس بافتعال الحرائق وقطع أشجار الفستق الحلبي والتي يقدر عمرها بأكثر من خمسين سنة".

من جانب آخر، قال سالم الرحمون وهو من أبناء خان شيخون، إن النظام حجز على أموال أخيه عبد الكريم المنقولة وغير المنقولة، بتهمة انتمائه لقيادات المعارضة المسلحة، علما بأن أخاه توفي مطلع العام 2011 قبل تفجر الأوضاع في خان شيخون، وكان من ضمن الأملاك بستان فستق حلبي تم حرمان أبنائه من ميراثهم في البستان ، واليوم يتبع البستان لمكتب الفستق الحلبي بحماة لكن يتم الاستفادة منه من قبل كتيبة حفظ النظام بالمنطقة.

ويلفت سالم إلى أن الميليشيات الإيرانية -ومن خلفها النظام السوري- استغلت غياب الكثير من الأهالي في خان شيخون وخوف من تبقى منهم من مصادرة أموالهم بتهمة "الإرهاب" فباشرت شراء منازلهم وبساتينهم بأسعار زهيدة عبر سماسرة والهدف هو توسيع مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية باعتبار البلدات امتدادا للأوتوستراد الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن أنشطة إيران عبر أداتها حزب الله في التغيير الديموغرافي تشمل مناطق مختلفة من سوريا، وقبل أيام أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في تقرير، أن الميليشيات الإيرانية، مثل حزب الله اللبناني والتشكيلات السورية التابعة له، تسيطر على زمام الأمور بشكل فعلي في مناطق واسعة من دمشق وريفها، وخصوصاً منطقة "السيدة زينب"، وأن قوات النظام السوري موجودة شكلياً فقط.

أهمية طريق M5

يعتبر M5 الطريق الأكثر أهمية في سوريا ويربط شمالها بجنوبها، ينطلق من مدينة حلب ويمر من مدن سراقب ومن ثم معرة النعمان وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي ويدخل محافظة حماة عند مدينة مورك ويتجه جنوباً نحو مدينة حماة ويلتف شرقها ويدخل محافظة حمص عند مدينة الرستن ومن ثم تلبيسة. وعند مدينة حمص يلتقي مع الطريق M1 ويكمل جنوباً إلى حسية ومن ثم النبك ويصل إلى ما بين دوما وضاحية الأسد ويدخل منها إلى العاصمة دمشق.

ويلتقي الطريق M5 مع الطريق M1 في كفرسوسة ويكمل جنوباً وسط ثكنات قوات النظام جنوبي دمشق وشمالي درعا ويمر من إزرع وخربة غزالة ومن ثم صيدا وصولاً إلى معبر نصيب. ويبلغ طوله 450 كيلومتراً.