icon
التغطية الحية

حرمان نساء من السفر إلى دبي.. ما علاقة عمليات التجميل؟

2022.11.24 | 13:36 دمشق

مطار عشق آباد الدولي في تركمانستان
مطار عشق آباد الدولي في تركمانستان
Radio Free Europe - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تم حرمان عدد من النساء في تركمانستان من ركوب الطائرة المتوجهة إلى دبي بسبب عمليات تجميل أجرينها وتشمل حقن الشفاه بالبوتوكس، وتركيب رموش وأظافر صناعية.

ذكرت إحدى هؤلاء النسوة، وهي تبلغ من العمر 40 عاماً، وتقيم في مقاطعة البلقان الغربية، بأن ضباط الهجرة زعموا في 22 تشرين الثاني الجاري بأن نظام التعرف إلى الوجوه الموجود على حواسيبهم "لم يتمكن من التعرف إلى هوية" النساء بسبب تكبيرهن لشفاههن أو بسبب أجزاء أخرى أضفنها إلى وجوههن.

بيد أن النساء شككن بالأسباب التي منعتهن من استقلال الطائرة، وأشرن إلى أن ذلك أتى بعد أشهر قليلة على فرض السلطات التركمانية لقيود على النساء، وحرمانهن من البوتوكس ومن أصبغة الشعر واستخدام مستحضرات تجميل الرموش أو تركيب الرموش والأظافر الصناعية، بالإضافة إلى حظر الملابس الضيقة.

وعن تلك الحادثة، علقت إحدى تلك النسوة بالقول: "عندما باعونا بطاقات السفر إلى دبي، لم ينبهونا لتلك الأمور السطحية، كما أن بطاقة السفر لا تشتمل على أي تعليمات بخصوص هذا الأمر. وعندما لم يتبق إلا أربع ساعات على الرحلة، بدأ ضباط الهجرة بتفحص وجوهنا وفي اللحظة الأخيرة أخبرونا بأننا لا نستطيع أن نستقل الطائرة... بادئ ذي بدء، تعتبر تلك ضربة مالية كبيرة، وثانياً، يمثل ذلك ضغطاً نفسياً، وذلك بسبب خرق حريتنا في التحرك والتنقل وحقوق النوع الاجتماعي بشكل كامل في هذه العملية".

وأضافت: "إن اللهجة التي تحدث بها إلينا العاملون في المطار الدولي توحي بأن النساء والفتيات غيرن ملامح وجوههن بهدف العمل كمومسات في دبي".

تعتبر تركمانستان من الدول الأشد قمعاً لشعوبها على مستوى العالم، فقد تولى الرئيس سيردار بيردي محمدوف رئاسة تلك الدولة التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي في السابق في شهر آذار، بعدما حكم والده المستبد تلك الدولة الواقعة في وسط آسيا بقبضة من حديد منذ عام 2006.

في معظم الأحيان، يتعين على النساء التركمانيات، خاصة من يعشن في المناطق الريفية، أن يسافرن خارج البلد حتى يعثرن على وظيفة بعد تردي الوضع الاقتصادي في تركمانستان.

وإلى جانب الصعوبات التي يتعرضن لها، بدأت السلطات والشرطة في بلدهن في نيسان الماضي بتقييد سلوكهن في المجال العام وذلك عبر منعهن من الإمساك بيد أي رجل أمام الناس، ومن الجلوس في المقاعد الأمامية للمركبات.

وفي الوقت ذاته، بدأت وسائل الإعلام التركمانية التي تسيطر عليها الدولة بشكل كامل بنشر تعليمات حول السلوك الذي يجب أن تتبعه المرأة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تأمرهن تلك التعليمات بإطاعة أزواجهن "بكل محبة وشوق" على حد تعبيرها.

يذكر أنه خلال العام الفائت، قامت العشرات من الناشطات التركمانيات اللواتي يقمن في الخارج بالخروج بمظاهرات في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمطالبة المجتمع الدولي بالتنبه لوضع حقوق الإنسان والحريات المدنية في تركمانستان.

 المصدر: Radio Free Europe