icon
التغطية الحية

"حرب افتراضية".. كيف يواجه السوريون والفلسطينيون في أوروبا التضليل الإسرائيلي؟

2023.10.26 | 17:54 دمشق

آخر تحديث: 26.10.2023 | 18:15 دمشق

غزة
فرضت وسائل التواصل الاجتماعي تقييدا على "المحتوى الفلسطيني"
هولندا ـ أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

رغم كل التقييد الذي تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي على "المحتوى الفلسطيني"، انبرى كثير من السوريين والفلسطينيين لتوضيح حقيقة ما يحصل في فلسطين إثر العدوان المتواصل الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة.

وفي الوقت الذي تدور فيه معركة على أرض فلسطين بين إسرائيل وفصائل المقاومة هناك معركة أخرى تدور رحاها في العالم الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي بين السوريين والفلسطينيين والعرب المقيمين في الدول الأوروبية من جهة والإسرائيليين وداعميهم من الجهة الأخرى.

"محاربة الشيطنة"

اللاجئة السورية المقيمة في هولندا رهف ليموني لا تكل ولا تمل من نشر الحقائق عن حرب غزة في ظل الحملة الإعلامية الإسرائيلية - الغربية التي تشوه حقيقة ما يجري بهدف "شيطنة" فصائل المقاومة الفلسطينية وتبرئة إسرائيل من كل ما ترتكبه وسترتكبه من مجازر ضد الفلسطينيين.

رهف التي تمتلك على حسابها على إنستغرام أكثر من 172 ألف متابع تنشر كل يوم عشرات "الستوريات" لتوضيح الحقائق حول الحرب في غزة إضافة إلى نشر المعلومات عن القضية الفلسطينية ونكبة عام 1948.

ولا تكتفي رهف بمشاركة المعلومات مع متابعيها بل تطلب منهم أيضاً مشاركة المنشورات والتعليق على صفحات المشاهير والمؤثرين للفت انتباههم لما يجري من ظلم في فلسطين بحسب ما تكتب في منشوراتها.

كما تطلب منهم التعليق على صفحات المؤثرين أو المشاهير الذين ينشرون معلومات تتبنى الرواية الإسرائيلية لما يحصل في فلسطين لتوضيح الحقائق.

وتستهدف اللاجئة السورية وهي "رائدة أعمال" ولديها مشروع لبيع القهوة بشكل خاص الجمهور الأوروبي بهدف دفعه للتأثير على الحكومات لإيقاف الحرب على غزة.

توضيح حقيقة ما يحصل باللغات الأجنبية

أما اللاجئ السوري "يوسف.ق" المقيم قرب روتردام فيشارك أيضاً العديد من المنشورات مع أصدقائه الهولنديين لتوضيح حقيقة السلوك الإجرامي الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.

ويقول يوسف لموقع تلفزيون سوريا "لا نملك ما نقدمه لأهلنا في فلسطين سوى فضح إسرائيل أمام الهولنديين"، مضيفاً "معظم الهولنديين يتأثرون بما يسمعونه من إعلامهم المنحاز لإسرائيل".

ويتابع يوسف "لكني أشاهد صدمة كل من يسمع الحقيقة مني ويقولون لي لم نكن نعرف هذه المعلومات.. نحن نعرف أن هناك حربا واضطرابات منذ زمن لكننا لا نعرف التفاصيل".

"عندما أخبرت إحدى صديقاتي الهولنديات بأن إسرائيل تحتل الجولان أيضاً صُدمت بما قلته لها" بحسب ما يقول يوسف.

ويضيف يوسف "ننشر أنا ومجموعة من أصدقائي الكثير من المشورات والفيديوهات باللغة الإنكليزية والهولندية على فيسبوك وتويتر وإنستغرام عن فلسطين ومأساتها المستمرة منذ عام 1948"، مضيفاً "نحاول التحايل على معايير مواقع التواصل الاجتماعي بوضع النقاط بين الأحرف بهدف إيصال منشوراتنا لأكبر عدد ممكن".

أما في السويد فينشر اللاجئ الفلسطيني السوري "علي.م" المقيم في السويد عشرات المنشورات التي توضح حقيقية ما يجري ما في فلسطين.

وينشر علي عبر فيسبوك بشكل يومي المنشورات باللغة الإنكليزية والسويدية لفضح جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة، بحسب ما يقول لموقع تلفزيون سوريا.

ويضيف: "نحاول أن نواجه الماكينة الإعلامية الغربية المعادية لفلسطين والتي تشوه الوقائع وتنشر الأكاذيب وللأسف أن معظم الإعلام السويدي والسياسيين السويديين يساندون إسرائيل أيضاً".

"نحن صوتهم في أوروبا لفضح الاحتلال"

إلى الدنمارك حيث ينشر اللاجئ السوري الفلسطيني (خالد ح) العديد من الفيديوهات والصور التي توضح معاناة الفلسطينيين منذ أن بدأت الحرب.

ويقول خالد الذي هرب من قصف نظام الأسد  لموقع تلفزيون سوريا "نحن أكثر شعب نشعر بما يشعره الفلسطينيون لكوننا نحن لاجئين منذ عشر سنوات ونعرف جيداً ما هو الظلم والقصف والتهجير".

ويتابع اللاجئ السوري "نحن نشعر بالعجز لأننا غير قادرين على تقديم شيء ملموس لأهلنا في فلسطين"، مضيفاً "لكننا لا نملك سوى صوتنا وسنكون صوتهم في أوروبا لفضح جرائم الاحتلال الإسرئيلي".

"حرب تعليقات على السوشيال ميديا"

وإضافة إلى ذلك يقوم العديد من السوريين والفلسطينيين والعرب بالتعليق على الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام الهولندية والسويدية والإنكليزية والتي يكون جلها منحازا لإسرائيل ومبرراً لحربها على غزة.

كما ينشرون تعليقات وفيديوهات وصورا توضح حقيقة ما يجري على تدوينات حسابات الأحزاب والشخصيات السياسية اليمينية الداعمة لإسرائيل بهدف إيصال الصورة الحقيقية لما يحصل إلى جمهورهم، وذلك كما يحصل مع رئيس حزب الحرية الهولندي المتطرف الداعم لإسرائيل خيرت فيلدرز على سبيل المثال والذي ما إن ينشر تدوينة لصالح إسرائيل حتى تبدأ التعليقات تنهال على حسابه لكشف كذب ما ينشره من قبل السوريين والفلسطينيين والعرب المقيمين في هولندا، والأمر ذاته يحصل مع سياسيين آخرين في الدول الأوروبية.

وفي ألمانيا بات الكثير من اللاجئين السوريين والفلسطينيين يخشون من إبداء تعاطفهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة خوفاً من سحب إقاماتهم خصوصاً بعد أن أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تأييدها لطرد "داعمي حركة حماس" من ألمانيا وحظر تظاهرات في وقت سابق مؤيدة لغزة التي تتعرض لحرب إبادة.

وخرجت عشرات المظاهرات في الدول الأوروبية استنكاراً للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتنديداً بالدعم الأمريكي والأوروبي لها.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 6500 فلسطيني أكثر من نصفهم أطفال ونساء.

وتقف أميركا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي إلى جانب إسرائيل في حربها ضد غزة، بحسب ما أكد المسؤولون في تلك الدول مشددين على أن "إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها".

وفي السابع من شهر تشرين الأول أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي في مستوطنات غلاف قطاع غزة وقتلت حتى الآن أكثر من 1300 إسرائيلي وتمكنت من أسر أعداد كبيرة، وفق الإعلام الإسرائيلي.