icon
التغطية الحية

جيل واعد من الأطباء في شمال غربي سوريا.. عشرات الخريجين يكملون اختصاصاتهم

2022.01.28 | 05:46 دمشق

20220120_2_51822626_72772668_1.jpg
تخريج الدفعة الأولى من طلبة كلية الطب في إدلب (تلفزيون سوريا)
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

قرر عشرات من خريجي الطب البشري في جامعتي إدلب وحلب الحرة، خوض غمارٍ آخر وتحدٍ جديد، بعد التخرج من الجامعة، يتمثل بالخضوع لنظام الإقامة في مختلف الاختصاصات الطبية والجراحية، على أمل بناء جيلٍ واعدٍ من الأطباء في منطقة شمال غربي سوريا.

وترعى الهيئة السورية للاختصاصات الطبية هذه المبادرة، عبر 34 مركزاً تدريبياً معتمداً في ريفي إدلب وحلب، موزعة ما بين مشافٍ ومستوصفات أو منشآت طبية مخصصة للتدريب، تهدف بشكل أساسي إلى تدريب الأطباء الخريجين من جامعات الشمال السوري حسب اختصاص كلٍ منهم.

خريجو جامعتي حلب وإدلب

خرّجت كلية الطب في جامعة حلب في المناطق المحررة نهاية العام الماضي 114 طبيباً وطبيبة من مختلف التخصصات، فيما احتفلت كلية الطب في جامعة إدلب قبل أيام، بتخريج الدفعة الأولى من طلبتها، وشملت 77 طالباً وطالبة.

وقال عميد كلية الطب في جامعة حلب، الدكتور جواد أبو حطب إن فرص العمل والتخصص والدراسات العليا متاحة أمام الخريجين، مؤكداً أن عدة أطباء وجدوا فرص عمل في المستشفيات والمراكز الصحية والمنظمات الطبية، عقب تخرجهم، أما في حال قرر الخريج التخصص، فالمجال متاح أمامه في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية.

الهيئة السورية للاختصاصات الطبية

أُسست الهيئة السورية للاختصاصات الطبية (SBOMS) منتصف عام 2015، وذلك نتيجة العدد الكبير من الأطباء الذين لم يتمكنوا من إكمال تخصصهم بسبب الوضع في سوريا، ونقص الأطباء والموظفين الطبيين المتخصصين، والاستهداف المستمر والمنهجي للعاملين الطبيين في تخصصاتهم المختلفة، إضافة لهجرة العديد من الأطباء إلى خارج سوريا لمواصلة تخصصهم، والحاجة المستمرة لتزويد القطاع الصحي بأطباء متخصصين والإشراف على تدريبهم وتقييم عملهم.

ويتم منح شهادة التخصص من قبل الهيئة عند نجاح الطبيب المقيم في جميع الاختبارات الأولية والنهائية والسريرية والشفوية التي تؤهله للعمل كطبيب متخصص في الشمال السوري.

 

 

وتعرّف الهيئة السورية للاختصاصات الطبية عن نفسها بأنها "مجلس علمي احترافي يمنح شهادة موحدة تسمى شهادة التخصص من مجلس التخصصات الطبية السورية لجميع الأطباء المتدربين في مختلف التخصصات، بعد الانتهاء من المناهج الدراسية لفترة التدريب في المنشآت الطبية المعتمدة من قبل الهيئة، واجتياز الاختبارات المطلوبة"، وتضيف أن "للهيئة السورية، هوية قانونية ومالية مستقلة، وهي تابعة لوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، وتستهدف إدلب وحلب".

اختصاصات متعددة ومراكز معتمدة

توفر الهيئة السورية للاختصاصات الطبية، للأطباء التخصص في:

  • أمراض الكلية
  • العين
  • أمراض القلب والأوعية
  • أمراض جهاز الهضم
  • الأمراض العصبية
  • جهاز التنفس
  • الدم والأورام
  • التوليد وأمراض النساء
  • الجراحة العامة
  • جراحة الأوعية
  • طب الأطفال
  • أمراض الأنف والأذن والحنجرة
  • الجراحة العظمية
  • التخدير والعناية المشددة
  • الفم والفكين
  • الجراحة العصبية
  • الأمراض النفسية
  • الجراحة الصدرية
  • العناية المشددة عند الأطفال
  • طب الأشعة
  • وغيرها من التخصصات

وذكر الدكتور وسيم زكريا، عضو مجلس الإدارة في الهيئة، والمدرّس في جامعتي حلب وإدلب، أن لديهم 34 مركزاً تدريبياً معتمداً بين مشفى ومستوصف في ريفي إدلب وحلب، للتدرب فيها بمختلف الاختصاصات.

وأفاد زكريا في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، بأن قسماً من المشافي يعتبر مشافي تدريبية (تعليمية) في بعض الاختصاصات، يفرز لها الطبيب بقصد الاختصاص ليتم تدريبه العلمي والعملي فيها، كما يوجد تدريب نظري وعملي، كل طبيب حسب اختصاصه وسنته الدراسية، على أن يتراوح الاختصاص بين 4 - 6 سنوات.

وأشار إلى أن الطبيب يكتسب خلال هذه المدة مهارات اختصاص معين بحيث يتخرج كطبيب مؤهل في الاختصاص الذي أتم به برنامجه التعليمي وأنهى امتحاناته النظرية والشفهية والسريرية بنجاح، وبعد نجاحه وحصوله على الشهادة يعامل كاختصاصي مثل الاختصاصيين الموجودين في الشمال السوري.

خريجون يختارون التخصص

بلغ عدد الخريجين من كليتي الطب في جامعتي حلب وإدلب نحو 190 طبيباً وطبيبة، استقبلت منهم الهيئة السورية للاختصاصات الطبية 74، بنسبة ثلثين من جامعة حلب، وثلث من إدلب، باشروا الاختصاص مع بداية العام الحالي في المشافي المعتمدة من قبل الهيئة.

وتختلف مدة التدريب من اختصاص لآخر، حيث يحتاج اختصاص الداخلية والأطفال إلى 4 سنوات، وأمراض الجراحة بشكل عام تحتاج 5 سنوات، أما الجراحات التخصصية مثل الأطفال والعصبية والصدرية تحتاج إلى 6 سنوات.

بارقة أمل

الدكتور عبد الرحمن عيسى، مقيم (جراحة بولية) في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية، يقترب من اجتياز مرحلة التخصص، لكونه في السنة الأخيرة، ويقول في حديث مع موقع تلفزيون سوريا: "بعد التخرج من كلية الطب مع بدء الثورة، لم أتمكن من متابعة الاختصاص في الداخل لعدم وجود فرصة للإقامة بقصد الاختصاص في المناطق المحررة، وبما أنني اتخذت قرار البقاء في الداخل لم يكن السفر من بين خياراتي".

وأضاف: "لذلك بقي هذا الباب مغلقاً أمام طموح الاختصاص، ثم أُعلن عن تشكيل هيئة التخصصات الطبية السورية، وهو ما أسهم بإحياء الطموح من جديد لي ولغيري من الأطباء الشباب الذين أصيبت مسيرتهم العلمية بالجمود".

وتابع: "سارعت للالتحاق في اختصاص جراحة المسالك البولية ضمن برنامج هيئة التخصصات للإقامة في مشافي المحرر، وبدأت في سباق مع الزمن الذي لا أريد له أن يجمدني خمس سنوات أخرى، وها أنا ذا في سنتي الأخيرة من الاختصاص بين أهلي وفي بلدي أسعى بأقصى ما أستطيع لأن أبلغ قمة الممكن في هذا الاختصاص في ظروف البلد الاستثنائية".

طبيب جراح يروي تجربة الاختصاص

قال الطبيب الجراح حسن وزاز (36 عاماً) من أبناء مدينة إدلب، إنه دخل كلية الطب البشري في جامعة حلب عام 2004، وتخرج عام 2010 بمعدل جيد جداً، ثم باشر في العام نفسه اختصاص الجراحة العصبية في مشفى حلب الجامعي، وبعد انطلاقة الثورة انقطع عن الاختصاص.

وسجل وزاز في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية في عام 2017، بهدف استكمال الدراسة والحصول على شهادة اختصاص، وكان التدرب بشكل أساسي في مشفى باب الهوى، وبالنسبة للطبيب كان ذلك مفيداً بسبب كثرة عدد الأطباء الاختصاصيين في المشفى وكثرة العمليات وتنوعها.

وتخرج وزاز من الهيئة السورية للاختصاصات الطبية في تشرين الثاني 2021، وبدأ العمل كاختصاصي جراحة عصبية في مشافي شمال غربي سوريا.

ويطمح الطبيب وزاز إلى التمكن من الجراحة العصبية عملياً ونظرياً وتطوير مهاراته، كما يخطط لتدريس الطب سواء في الجامعات أو المشافي.

وأضاف أن العائق أمام دراسة الطب في الشمال السوري، غياب التمويل عن الجامعات والمشافي التعليمية، والنقص في التجهيزات والمعدات الطبية والكادر التدريسي، وعدم التخطيط للمستقبل بشكل منطقي، حيث يتم قبول أعداد كبيرة من طلاب الطب في الجامعات بما لا يتماشى مع القدرة الاستيعابية للمشافي في المنطقة، ولذلك يجب فرض أعداد محددة للقبول في كلية الطب.

مستشفى جامعي وبروتوكول مع جامعة بريطانية

أكد عميد كلية الطب البشري في جامعة حلب الحرة الدكتور جواد أبو حطب أنهم يخططون لإنشاء مستشفى جامعي في ريف حلب الشمالي وبدء الدراسات العليا من خلاله.

وأفاد أبو حطب في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا، أنه ليس بالضرورة أن يذهب جميع الأطباء الخريجين إلى الاختصاص، فمنهم من يقرر العمل الطبي الوظيفي، ومنهم من يكتفي بأن يكون طبيباً عاماً أو طبيب مركز، مضيفاً أن نسبة الأطباء الخريجين من جامعة حلب الذين قرروا التخصص تتجاوز 50 في المئة.

وقال إنهم بصدد توقيع بروتوكول خلال الأشهر القادمة مع إحدى الجامعات البريطانية، لكي يكون التدريس والمنهاج والطريقة مشتركة، مشيراً إلى أنهم يدرسون التفاصيل ويحضرون للأمر حالياً.

وفي الوقت نفسه تسعى الجامعة لإرسال الأطباء إلى بعض الجامعات التركية لاستكمال الدراسة، وبحسب الدكتور أبو حطب، يوجد أمل بهذا الخصوص.