icon
التغطية الحية

جمعية سورية في تركيا.. آخر منتسبيها قضى 22 عاماً في المعتقل ونجا قبل 3 أشهر

2021.11.06 | 05:17 دمشق

imageonline-co-logoadded_6.jpg
خالد الآغا من منزله في غازي عنتاب التركية (تلفزيون سوريا)
غازي عنتاب - وائل عادل
+A
حجم الخط
-A

لم يخطر في بال خالد الآغا أن يتسبب شرب كاسة شاي مع سائق تاجر تركي في سوريا بسجنه لـ 22 عاماً، ليخرج قبل أشهر من سجون النظام ويجد زوجته بانتظاره وأصبح لديه أحفاد من ابنه الذي رآه آخر مرة بعمر الشهرين.

ويقول الآغا المعتقل منذ عهد حافظ الأسد: "22 عاماً قضيتها في المعتقل، وجدت زوجتي بانتظاري لدى خروجي، وطفلي الذي تركته رضيعاً عمره شهران، رأيته متزوجاً ولديه طفلان، وبناتي الخمسة تزوّجن أيضاً".

واعتقل خالد الآغا أبو حسن عام 1999 بتهمة التواصل مع "سائق تاجر تركي"، والتستر على نيّة التاجر تأسيس تنظيم سري.

ويروي قصته لموقع تلفزيون سوريا: "ذنبي هو شرب كأس شاي مع السائق الذي ذكر اسمي وأسماء تسعة آخرين كان قد قابلهم في السوق لأسباب تجارية، فتحوّلنا جميعاً لمجرمين، واعترفنا تحت التعذيب بما لم نفعله، وتم حكمي من قبل القاضي الذي كان يضربني في حال لم تعجبه إجابتي في المحكمة الميدانية".

عاصر الآغا الذي مكث في سجن صيدنايا الاستعصاء الشهير، ثم نُقل إلى سجن حلب المركزي، وهناك عايش حصاره ومحاولات الشرطة والسجانين قتله ومن معه في جناح السياسيين، ومن ثم نُقل إلى دمشق حيث انتهت فترة حكمه، لكن تم الاحتفاظ به لسبع سنين أخرى بحجة ورود اسمه لدى فرع "الأمن القومي".

 

WhatsApp Image 2021-11-06 at 12.35.47 PM.jpeg

 

وعندما أخلي سبيله قبل 3 أشهر، قال له مدير السجن بأنها "مكرمة وعفو من الرئيس بشار".

يتابع الآغا حديثه: "استطعت الوصول إلى اعزاز بصعوبة كبيرة، ثم إلى تركيا في غازي عنتاب حيث عائلتي، وحيث أعيش اليوم وهنا تعرفت على "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" وصرت عضواً فيها، في محاولة لتعريف الناس بما يحصل في سجون النظام و نقل ما أعرفه عن المعتقلين الذين رأيتهم لأهاليهم".

وزودنا الآغا بتسجيل مصور للحظة وصوله إلى مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي ولقاءه أسرته لأول مرة.

 

أحد مؤسسي الرابطة تركيّ اعتقلهُ النظام 21 عاماً

يقول "دياب سرّية" لموقع تلفزيون سوريا، وهو أحد مؤسسي الرابطة وأحد المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا ذائع الصيت، إن فكرة الرابطة بدأت عام 2013 ثم اجتمع عام 2014 مع مجموعة من أهالي المعتقلين للبحث عن طريقة لمساعدة ذوي المعتقلين بالحصول على معلومات عنهم، ومساعدة من يخرج حديثاً من السجن، والوقوف معهم، وتوثيق رواية المعتقلين والفظاعات في صيدنايا.

وفي العام 2017 انعقد اجتماع للمعتقلين السابقين الذين ساهموا في تقرير المسلخ الذي اعتمدته منظمة العفو الدولية، وتم جمع الأدلة وتوثيق الانتهاكات ضد الإنسانية، فأسست الرابطة في نهاية تموز 2017 وبدأت عام 2018 عملها بتوثيق الاختفاء القسري.

وتضم الرابطة الناجين من سجن صيدنايا الذين لم يتعاملوا مع المخابرات داخل السجن، ولم يرتكبوا انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك أهالي المفقودين والمعتقلين في السجن.

ويضيف سرية: "ما يدفعنا للاستمرار في العمل الدؤوب في الرابطة، هو كل حالة كشف مصير أو إيصال معلومة دقيقة لأهل مفقود، تشعرهم بالارتياح والاطمئنان".

شراكة مع أربع منظمات تهتم بالمعتقلين والمفقودين وذويهم

يشير "سرية" أن العلاقة هي شراكة حقيقية مع أربع منظمات رئيسية موجودة في تركيا، منها تحالف أُسر الأشخاص المختطفين لدى تنظيم داعش، ومبادرة تعافي، ورابطة عائلات قيصر، وعائلات من أجل الحرية.

وعرّج "دياب سريّة" إلى "ميثاق حقيقة وعدالة" الذي عملت عليه هذه المنظمات، وأكّد أنها من أهم الأوراق وتُعتبر خريطة طريق لحل موضوع الاعتقال القسري.

وأضاف أنه كلما اجتمع أصحاب القضية أكثر، وارتفع الصوت أكثر يزداد التأثير ويصبح أعلى وأكثر قدرة للوصول إلى أماكن أكبر.

مشاريع دعم نفسي للناجين من التعذيب

أوضح "سريّة" أن الرابطة وبشكل دائم تضع تركيزها على السياق ذاته وعليه فهي تشرف على مشاريع الدعم النفسي للناجين من التعذيب وصدمات الحرب، وتخطط أيضاً لتقديم علاج فيزيائي لحالات بعد الصدمة، مع استمرار الجهود التي تركز على ملف المعتقلين وكشف الحقيقة.

يذكر أن تقرير منظمة العفو الدولية كان أول أعمال "رابطة معتقلي سجن صيدنايا" بعد أن أسست، وهو تقرير أعدته منظمة العفو الدولية في 7 من شباط/فبراير 2017 وثقت فيه إعدامات جماعية بطرق مُختلفة نفذها النظام السوري بحق المعتقلين في سجن صيدنايا.

وأجرت العفو الدولية تحقيقاً معمقاً على مدار عام كامل، تضمن مقابلات وشهادات لـ 84 شخصاً، بينهم حراس سابقون في السجن، ومسؤولون ومعتقلون وقضاة ومحامون، إضافة إلى خبراء محليين ودوليين.

وخلص تقرير المنظمة إلى أن الممارسات السابقة "ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" مؤكدة أنها "مستمرة على الأرجح في السجون داخل سوريا". ووجهت المنظمة الاتهام إلى النظام واصفة سجن صيدنايا العسكري بأنه "المكان الذي تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء".