icon
التغطية الحية

"جسور للدراسات": واشنطن تحرك ملف الكيماوي في سوريا لثلاثة أسباب

2021.12.16 | 06:42 دمشق

17022070_401.jpg
أشار التقرير إلى أن فتح ملف السلاح الكيميائي في سوريا يُعيق جهود روسيا لتعويم نظام الأسد - DPA
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً اعتبر فيه أن الولايات المتحدة تعيد إحياء ملف تصنيع الأسلحة الكيميائية واستخدامها من قبل نظام الأسد، عبر فرض عقوبات جديدة على رموز عسكرية، والكشف عن تفاصيل ضربات جوية استهدفت منشآت سرية،

ففي 7 من كانون الأول الجاري، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن حزمة من العقوبات على خمسة ضباط في نظام الأسد، غالبهم يتبعون لسلاح الجو واستخباراته، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين عن أفرع أمنية، أبرزهم اللواء توفيق محمد خضور، قائد "الفرقة الجوية 22"، بسبب صلته بهجمات تم تنفيذها بالأسلحة الكيميائية على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 25 من شباط من عام 2018، من قبل "اللواء 30" المسؤول عن قاعدة الضمير الجوية، حيث كان خضور قائداً لهذا اللواء آنذاك.

ومن ضمن الضباط الذين طالتهم العقوبات اللواء محمد يوسف الحاصوري، الذي كان قائداً لـ "الواء 70"، المتمركز في مطار التيفور في نيسان من العام 2017، عندما تعرضت مدينة خان شيخون للهجوم بغاز السارين، انطلاقاً من المطار ذاته.

والإثنين الماضي، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" تفاصيل غارة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد منشآت عسكرية تتبع لنظام الأسد، وليس لإيران، مرتبطة بتصنيع الأسلحة الكيماوية، من ضِمنها مُختبَر "سري جداً".

وتحدثت مصادر أمنية إسرائيلية عن أهداف العملية، مشيرة إلى أن الغاية منها منع استئناف النظام تطوير وإنتاج غاز الأعصاب القاتل.

 

دلالات إحياء ملف الكيماوي

ووفق "جسور للدراسات"، فإنه بالنظر إلى طبيعة ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا وارتباطاته، والتوقيت الذي جرى إعادة إثارته ضمنه، يمكن تحديد عدة دلالات لإحياء مسألة إنتاج واستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد فيما يلي:

أولاً: السعي لإيجاد مسار بديل يضمن تحجيم النفوذ الإيراني، استباقاً لعدم التوصل إلى اتفاق مع إيران في فيينا، حيث تحاول الولايات المتحدة في المفاوضات الحالية تضمين بنود جديدة للاتفاق متعلقة بتأطير النشاط الإيراني في الشرق الأوسط، ومعالجة قضية الصواريخ بعيدة المدى، استجابة لمصالح الحلفاء وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية.

ومن المحتمل أن تكون واشنطن تبحث عن خيار بديل لفشل المفاوضات، يقتضي خلق ذرائع لتوسيع نطاق الضربات الإسرائيلية والأميركية لاحقاً على الأراضي السورية، تحت بند "تطبيق قرار مجلس الأمن 2118"، وهذا سيدفع روسيا مجدداً للتفاوض حول النفوذ الإيراني والأنشطة الكيميائية على حدود إسرائيل.

ثانياً: التخوف من عودة جهود تصنيع الأسلحة الكيماوية في سوريا، وبالتالي استخدامها من قِبل إيران ضد المصالح الإسرائيلية، وهنا قد يكون الكشف عن الضربات هو مُقدِّمة لضربات لاحقة مبرَّرة دولياً ضد أهداف مرتبطة بإنتاج السلاح الكيميائي.

ويأتي ذلك بالتزامن مع الأنباء التي تفيد باستغلال إيران مطار الثعلة جنوب سوريا لإنتاج السلاح الكيماوي بالتنسيق مع نظام الأسد، وتغاضي روسيا عن نقل شحنات غاز السارين مؤخراً من الأراضي الإيرانية إلى جنوب سوريا.

ثالثاً: الضغط على روسيا من أجل دفعها نحو إبداء مزيد من الالتزام بتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، بما في ذلك التزاماتها تجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن 2118 الصادر بتاريخ 27 من أيلول من عام 2013.

وختم المركز تقرير بتأكيده على أن فتح ملف الاستخدام السابق للأسلحة الكيميائية في سوريا، والإنتاج الحالي لها، يُعيق الجهود الروسية لتعويم نظام الأسد من جديد، كما يُعيق جهود بعض الدول العربية الساعية لإعادة مقعد سوريا للنظام، قبل القمة العربية في الجزائر.