icon
التغطية الحية

جرائم الخطف في حلب بازدياد ... ماذا يحصل؟

2019.04.04 | 17:04 دمشق

أحد شوارع حلب المدينة (تلفزيون سوريا)
فراس العلي – تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

مع حلول المساء تكاد تفرغ الشوارع من المارة في حلب، حيث يختار الغالبية المكوث في المنازل على الخروج منها ليلاً، ورغم انتشار شرطة النظام في مختلف الأحياء إلا أن هذا الانتشار لم يمنع حدوث جرائم خطف وسرقة وقتل بأحياء متفرقة من المدينة.

ويبدو أن أهم أسباب اتخاذ المدنيين لاحتياطاتهم هو عدم قدرة عناصر الأمن لدى النظام من القبض على عصابات السرقة والخطف أو عناصر الشبيحة من ذوي النفوذ الذين يعيثون فساداً وينشرون الفوضى أينما حضروا.

منذ أن سيطر النظام على كامل المدينة وهجّر أهالي قسمها الشرقي، انتشرت ميليشيات النظام في مختلف الأحياء وبات عدد العصابات يزداد مع مرور الوقت يوازيه عدد الجرائم التي باتت تمر كأخبار عادية على سمع أهاليها.

مضت 10 أيام وأهالي الطفل نصر يبحثون عنه بعد اختفائه بشكل غامض في حي صلاح الدين بحلب إلى أن عثر عليه مدنيون جثة هامدة تجمعت حولها القطط قرب أنقاض منازل مدمرة بمنطقة أرض الصباغ.

أبو زياد رجل من أهالي المدينة مطّلع على ما يحصل من حوادث وجرائم في سوريا يقشعر لها البدن حسبما يقول بحكم أنه يعمل كسائق سيارة أجرة ويلتقي بالعديد من الناس يومياً، يقول لتلفزيون سوريا: "الواقع المعيشي في حلب سيء للغاية والجرائم لا تتوقف، رغم عمري الكبير إلا أنني لأول مرة اسمع قصصاً مخيفة لجرائم حصلت في مدينتي وما يثير القلق والخوف أن اللجان الشعبية والعصابات التي تساندهم مسؤولين عن قسم كبير من هذه الجرائم".

وحول تحركات عناصر النظام في المدينة يجيب، رغم أنهم يجوبون الشوارع يومياً لكن الانفلات الأمني واضح في حلب، هناك جرائم حصلت بوضح النهار وعلى عينك يا تاجر، ورغم معرفة عناصر النظام بالمسؤولين عن بعضها إلا أنهم لا يفعلون شيئاً حيال ذلك.

تفاصيل وأرقام

ازدادت أرقام الجرائم التي حصلت في حلب منذ بداية العام الحالي حتى اليوم لتصل إلى ما يزيد عن 100 جناية تنوعت بين جرائم القتل والخطف والاغتصاب والسرقة، في الوقت الذي بدأ العديد من الأهالي يشددون الرقابة أكثر على ذويهم وخاصة الأطفال أثناء خروجهم وعودتهم من وإلى المنزل.

وحسب مصادر مطلعة، فإن حالات الاختطاف تجاوزت الـ 35 حالة خلال الأشهر الثلاثة الماضية معظمها حصل بحق أطفال دون سن الثامنة عشر، أما الغاية فاختلفت بين الخطف بقصد القتل أو الاغتصاب أو حتى الاتجار بالأعضاء البشرية، حيث لا يزال هناك عدد من الأطفال مختفين حتى اللحظة ولم يتحصل أهاليهم على أية معلومة حولهم.

وحصلت بعض جرائم الاختطاف في وضح النهار كحالة الطفل محمد الشعار الذي تعرض للاختطاف بعد خروجه من مدرسته ظهراً، وحالة الطفل محمد عدلة الذي اختطف بعد خروجه لشراء حاجيات للمنزل ليتم العثور عليه مقتولاً ومرمياً على سطح بناء مجاور لمنزله، إضافة إلى محاولات اختطاف أخرى حصلت في وضح النهار كان آخرها لطفلة بعمر التسع سنوات حاول شاب اختطافها من أمام مدرستها قبل أن تتدخل سيدة وتفشل خطة الخاطف.

وعن هذا الموضوع تتحدث الطالبة الجامعية مروة، قائلة: "لا يوجد أمان بحلب، أعداد العصابات تزداد والمدنيون غير راضون عن ذلك خاصة أولئك المنتمين للجان الشعبية ففي هذه الجرائم يجدون مكاسب كبيرة للمال بغض النظر عن الطريقة، هؤلاء هم سبب قسم كبير من الجرائم الحاصلة بحلب خاصة أنهم يظنون أنفسهم أصحاب صلاحيات مطلقة تفوق حتى أجهزة المخابرات لدى النظام".

وتتابع، ألاحظ أن تعداد الجرائم يتزايد في حلب مقارنة بالسنوات الماضية، أما شرطة النظام فيأخذون وضع الصامت في معظم الحوادث التي حصلت، ويمكنك ملاحظة ذلك إذا ما راقبت المدارس وشاهدت كيف أن عدداً كبيراً من الأهالي ينتظرون انصراف أولادهم لمرافقتهم إلى المنازل.

اتجار بالأعضاءالبشرية!

راج الاتجار بالأعضاء البشرية في حلب مع انتشار عصابات في مختلف أنحائها وازدياد حالات خطف الأطفال وقتلهم بعد وقت بهدف سرقة أعضائهم.

واختفى مئات الأطفال خلال السنوات الخمس الماضية دون أن يُعرف عنهم أي أثر، في حين يرجح متابعون أن خطفهم كان بنية سلب أعضائهم من أجل بيعها لشبكات الاتجار بالبشر.

ويقول زاهر العمر وهو من سكان حلب لموقع تلفزيون سوريا: "لم يكن هذا الكمّ من الجرائم موجوداً من قبل، حلب باتت بالفعل شيكاغو بسبب العصابات التي تنتشر فيها، بات المدنيون يتخوفون من السير مساءً في شوارع مدينتهم أما عناصر النظام فلا يمكنهم فعل أي شيء لاسيما أن العديد من العصابات تتبع لعائلات أو لعناصر شبيحة من أصحاب السوابق الجنائية".

وعن موضوع اختطاف المدنيين وطلب الفدية من ذويهم أو الاتجار بأعضائهم، يجيب: "نعم هذا الشيء موجود في حلب ولكن لا يظهر للناس بكل تفاصيله، هناك أطفال اختفوا ولم يعد لهم أي أثر حتى الآن حتى إن الخاطفين لم يطلبوا من أهاليهم فدية مالية".

ويضيف، هذا الأمر مريب للغاية وتتخوف منه عائلات حلب خاصة أنه يستهدف في الدرجة الكبيرة أطفالهم الذين قد يتعرضون لحالة خطف حتى لو في أثناء ذهابهم أو عودتهم من المدارس.

ورغم أن حالات الخطف بارتفاع في حلب فإن الوسائل الإعلامية المقربة من النظام  لا تذكر إلا عدداً قليلاً من هذه الجرائم التي تحصل بشكل شبه يومي في حلب والمدن التي يفرض النظام سيطرته عليه وينتشر فيها عناصر الشبيحة.

كلمات مفتاحية