icon
التغطية الحية

ثورة نسائية في قطاع المواصلات العامة بإسطنبول

2021.03.02 | 20:02 دمشق

thumbs_b_c_a2891fa12be47c3d3d9e190123a98763.jpg
حرييت- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أصبحت للنساء بصمتهن على قطاع المواصلات العامة في إسطنبول، مع ازدياد عدد اللواتي يعملن كسائقات في مترو إسطنبول إلى 99 سائقة من بين 772 سائقاً.

وبعد قيادتهن للمركبات طوال النهار والعمل تحت الأنفاق في مختلف المناوبات والورديات، أصبحت النساء السائقات العاملات في خط المترو يعارضن بشدة استخدام كلمة "فاتمان/أي رجل الأنفاق" وهي كلمة فرنسية الأصل يقصد بها من يقومون بقيادة الترام وتشير إلى العاملين الذكور تحديداً.

وعن ذلك تخبرنا بورجو كاساب وهي سائقة مترو في الثلاثين من عمرها فتقول: "لقد انتهت حقبة رجل الأنفاق وبدأت حقبة امرأة الأنفاق". وتتابع فتقول: "تخرجت من جامعة كوجالي من كلية الموارد البشرية، وعملت في مجال الحفر لدى شركة إنشاءات، وأعمل الآن في مترو إسطنبول".

ثم تأتي هافا تشاكماك وهي امرأة في السابعة والثلاثين من العمر تعمل في قيادة مركبات المترو أربعة أيام في الأسبوع فتخبرنا بأنها تخرجت من جامعة الأناضول وتحديداً من كلية الإدارة العامة، وتعمل حالياً سائقة ترام لدى مترو إسطنبول، وتعلق على عملها بالقول: "إنني أحكم هذا الترام الكبير".

في حين تخبرنا هاندي نور غوليك التي تسيطر على خط إسكودار-تشيكميكوي بأن العمل في المترو كان حلماً بالنسبة لها.

ولدى سؤالها عن ردة فعل الرجال عندما يرون نساء يعملن في قيادة المترو، تخبرنا كوبرا سوجو البالغة من العمر 26 عاماً والتي تسيطر على خط ينيكابي-حاجي عثمان فتقول: "حتى أبي لم يستطع تصديق ذلك".

ثم تخبرنا كيف فوجئ والدها عندما اجتازت الامتحان وأصبحت سائقة فتقول: "تدربت على التصميم الغرافيكي في الجامعة، وعندما تقدمت للحصول على هذه الوظيفة، حتى أبي وقف في وجهي وقال إن تلك مهنة للرجال".

وقد تعرضت السائقة بورجو لاعتراض الناس على اختيارها لتلك المهنة، إلى جانب تشكيكهم بقدرتها على القيام بذلك العمل، وعن ذلك تقول: "وصفني بعض الأصدقاء بأني فتاة ناعمة ومدللة، ولهذا لم تكن هذه الوظيفة مناسبة لي برأيهم"، كما أشارت إلى أن والدتها كانت مرشدتها وشجعتها كثيراً على ذلك، حيث تقول: "لقد دعمتني أمي وشجعتني على أن أصبح سائقة مترو، وهي فخورة جداً بي ولهذا تتصل بكل معارفها وتخبرهم عن عملي".

وعندما سئلت إن كان هذا العمل صعباً عليها أم لا، أجابت سوجو: "إنه أسهل من قيادة مركبة في الشوارع والطرق الرئيسية، إذ لا توجد مشكلة مرورية هنا تحت الأرض، وبما أن الركاب يجلسون في الداخل، لذا تتم قيادة مركبة المترو بصورة تلقائية"، وأضافت بأن السائقين لا يقودون عربات الترام يدوياً إلا في الحالات الطارئة.

بيد أن بورجو أشارت إلى أن لكل مهنة مصاعبها ومشقاتها بكل تأكيد، ولكن حتى بعد زواجها منذ فترة قريبة واضطرارها للعمل ساعات طويلة في فترات الدوام خارج البيت، فإنها ماتزال تعشق عملها كما هو، حيث تقول: "يتعين على زوجي أن ينتظرني حتى أعود إلى البيت في أغلب الأحيان، وذلك بسبب أوقات دوامي، إذ علي أن أعمل حتى ساعة متأخرة أحياناً، ولكني أحب عملي بكل الأحوال".

يذكر أن مترو إسطنبول الذي دخل الخدمة في عام 1989 بخط وحيد، أصبح لديه اليوم 89 محطة ضمن الخدمة، إلى جانب 50 محطة أخرى قيد الإنشاء.

ومن بين 89 محطة ضمن الخدمة، هنالك 73 محطة تحت الأرض بشكل كامل، وخمس منها فوق الأرض، وتسع عبارة عن جسور ضمن أنفاق، واثنتان تحت الأرض بصورة جزئية.

المصدر: حرييت