icon
التغطية الحية

تفاصيل جديدة عن قضية إلقاء طفلين أمام مشفى في دمشق |فيديو

2021.06.30 | 13:26 دمشق

مشفى الرازي
مشفى الرازي في دمشق (إنترنت)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أوضح أب سوري الأسباب التي دفعته إلى إلقاء أطفاله أمام أحد المشافي في دمشق حيث عُثر عليهم، يوم الإثنين الفائت، وبرفقتهم رسالة كُتب عليها "بحاجة إلى ماء وإفطار".

وبعد العثور عليهم، قالت فناة تدعى هايدي حافي في منشور على صفحتها بـ"فيس بوك" إنّها توصّلت إلى الأطفال وهم ثلاثة وتكفلت برعايتهم لحين تأمين بيت لهم.

وظهرت "حافي"، مساء أمس الثلاثاء، في بث مباشر وأجرت اتصالاً مع والد الأطفال لتوضيح حقيقة الأسباب التي دفعته لترك أولاده على باب المشفى.

وقال الأب "أبو ورد": "القصة بدأت بعد انفصالي عن زوجتي التي لم تستطع رعاية الأطفال لديها، واضطررت إلى أن أتفرغ لرعايتهم واستأجرت غرفة بمبلغ 25 ألف ليرة شهرياً وكانت عبارة عن كاريدور أشبه بحظيرة حيوانات، ورغم أنها غير صحية إلا أنني اضطررت للسكن فيها كوني لا أملك ثمن آجار بيت بمبلغ 150 أو 200 ألف".

وأضاف "كنت مضطراً لإخراج الأطفال معي إلى العمل يومياً لأن لا أحد يرعاهم غيري، إضافةً إلى صعوبة حصولي على الخبز يومياً وأنا برفقة ثلاثة أولاد كون البلد تعيش أزمة خبز كبيرة بشكل يومي".

وأشار "أبو ورد" إلى أنه متقاعد من جيش النظام ويعاني مرضاً في القلب ويأخذ أدوية مختلفة ومميع دم بشكل مستمر، مبيناً أن هذه الأدوية لها أعراض جانبية مرهقة بشكل شديد.

وأوضح أنه "يعمل في توزيع المنظفات لمطاعم دمشق على الدراجة الهوائية أحياناً أو عن طريق سيارات الأجرة، ولكونه يمر يومياً على الكثير من مطاعم دمشق فإنه كان يعود إلى البيت منهكاً هو وأطفاله، ويكمل يومه في رعاية الأطفال وإطعامهم باعتباره أصبح هو الأب والأم.

وتابع "بدأت أشعر بأن الأطفال يعملون معي حرفياً وحتى أيام الجمعة والسبت لم نكن نأخذ عطلة، وكان دخلي قليلاً جداً لا يكفينا، عدا عن فترة أزمة كورونا التي أغلقت فيها المطاعم ولم يعد لدي عمل". مردفاً "الأطفال بحاجة إلى رعاية من أم تكون حنونة عليهم وتتفرغ لهم"، وخصوصاً أنه لا يمتلك في بيته تلفاز وغير قادر على شراء لعبة لأطفاله".

وأمام المعاناة ومع بداية فصل الصيف والحر الشديد وانقطاع الكهرباء المستمر، بدأ الأب يفقد السيطرة ولم يعد قادراً على رعاية الأطفال، وكان يضطر أحياناً لفتح الباب ليلاً من أجل القليل من الهواء، وبينما هم نائمون في أحد الأيام استيقظ ووجد كلباً فوق رأسه كاد أن ينهش بجسد أحد الأولاد.

وحول رميه لأطفاله والتخلي عنهم قال "أنا لم أرمِ أطفالي، بل على العكس أنا متعلق بهم جداً وهم متعلقون بي، ولكن لكوني مريضاً، ولا نملك سكناً صحياً يقي أطفالي من المرض، ولم أعد قادراً على دفع أجرة البيت، فخفت على أولادي كثيراً وانعدمت أمامي جميع الحلول".

ولفت إلى أن بعض الأصحاب نصحوه بوضع أولاده في دار أيتام، وتردد كثيراً قبل اتخاذ هذا القرار، ولكن بالنهاية وجد نفسه مضطراً إليه.

وحسب ما ذكر الأب فإنّه ذهب في رمضان إلى إحدى دور الأيتام في دمشق وأخبر إحدى العاملات فيها بقصته وقراره بترك الأطفال في الدار، ولكنها كانت غاضبة وطردته قائلة "نحن لا نأخذ الأطفال إلا في حال كنت أنت ميتاً"، مضيفاً "حالتي لا تفرق كثيراً عن الميت أصلاً".

وقال "تشتت ذهني ولم أعد قادراً على التفكير، ولست من الأشخاص الذين من الممكن أن يمارسوا التسوّل من أجل أطفالهم، لذلك خطر لي أن أتركهم في مشفى الرازي باعتبار أن المشافي والأطباء يقدمون الرعاية للمحتاجين والمرضى وكون الطبيب يملك رسالة إنسانية ومعاملة رحيمة".

وتابع "قررت أن أتركهم أمام المشفى لعل الأطباء والمسؤولين هناك يأخذونهم إلى دار الأيتام، وأذهب بعد يوم لأتفقد أحوالهم في الدار وأعرّف عن نفسي بأني أب هؤلاء الأطفال"، مضيفاً "لو أني أردت أن أرمي أطفالي لكنت رميتهم أمام منزل تاجر غني أو كنت قايضت بهم".

وختم الأب "أبو ورد" قائلاً "ما حصل غير ما خططت له فقد أخذهم قسم شرطة المزة وبعد التواصل مع الفتاة هايدي حافي التي ترعاهم حالياً ذهبت وأخرجتهم وهم الآن معها في منزلها".