icon
التغطية الحية

تعزيزات للنظام تنذر بعملية عسكرية في إدلب.. ما خيارات تركيا؟

2020.06.02 | 12:26 دمشق

fd35a48c-4b1e-4225-bdc9-744c6a072b98.jpg
فراس فحام - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

واصلت قوات النظام خلال الأيام الماضية استقدام تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب، الأمر الذي بات ينذر باحتمالية قرب عملية عسكرية جديدة.

وأفاد مصدر عسكري خاص لموقع تلفزيون سوريا أن قوات النظام جلبت وحدات هجومية معززة بآليات ثقيلة تنتمي إلى الفرقة الرابعة واللواء 105 حرس جمهوري والفرقة 25 ولواء القدس، كما أن مجموعات من ميليشيا حزب الله اللبناني وصلت بالفعل إلى جنوب إدلب وغرب حماة.

ورجح المصدر أن يكون هدف العملية العسكرية المقبلة هو منطقة "جبل الزاوية" جنوب إدلب، واستكمال السيطرة على "جبل شحشبو" غرب حماة، مع احتمالية أن تمتد إلى تلة الحدادة وتلة كبانة الاستراتيجيتين في ريف اللاذقية.

ومنذ الثلاثين من شهر أيار / مايو الماضي بدأت القوات التابعة للنظام بالتنسيق مع روسيا عملية نقل الذخائر وبعض الأسلحة من القاعدة الروسية في محافظة طرطوس الساحلية باتجاه نقاط التماس شمال غرب سوريا.

ورجح المصدر العسكري أن تنهي روسيا والنظام الاستعدادات بشكل كامل مع حلول الخامس من شهر حزيران / أيار الجاري، وبالتالي تصبح جاهزة لإطلاق العمليات في أي لحظة.

وكان النظام قد أكد بشكل رسمي في الثلاثين من أيار / مايو الماضي استلامه دفعة من طائرات MIG29 الهجومية المطورة روسية الصنع، في خطوة فسرها كثير من المراقبين على أنها جاءت تمهيداً لموجة جديدة من المواجهات العسكرية شمال غرب سوريا.

الخيارات التركية

على الجانب الآخر يبدو أن تركيا تتعاطى بشكل جدي مع تحركات النظام وروسيا الأخيرة، حيث أجرى الجيش التركي سلسلة من التحركات من أجل تدعيم موقفه في المنطقة.

وأكد مصدر عسكري تركي لموقع تلفزيون سوريا أن الجيش أدخل إلى إدلب وحدات مدفعية من طراز   M110A2 أميركية الصنع.

وتكمن أهمية المدفعية الجديدة في أنها مخصصة لضرب تحصينات النسق الأول للقوات المعادية بحكم ثقل وزن القذيفة التي تطلقها والبالغ عيارها 203 ملم ويصل مداها إلى 25 كيلومتراً، وتمتاز بأنها ذاتية التلقيم ودقة إصابتها مرتفعة جداً مع قابلية التصحيح عن طريق طائرات الاستطلاع.

وأفاد المصدر بأن القوات التركية نشرت وحدات المدفعية في قواعد عسكرية جرى إحداثها في وقت سابق شمال وغرب مدينة إدلب، وشمال مدينة أريحا، بحيث تستطيع تأمين حماية نارية لمختلف مناطق الانتشار التركي، كما جرى تعزيز هذه القواعد بعربات دفاعية وهجومية تتبع للواء المدفعي 106.

وتمتلك تركيا ورقة عسكرية مهمة تتمثل في طائرات من دون طيار "بيرقدار بي 2" التي حققت تفوقاً واضحاً على منظومات الدفاع الجوي في ليبيا مؤخراً ودمرت قرابة 12 منظومة "بانتسير1" المخصصة للتصدي للطيران المسير، وقد خصص الجيش التركي عشرات الطائرات المسيرة لتأمين غطاء جوي لقواته المنتشرة في إدلب.

وعلى الأرجح فإنه في حال اندلعت مواجهات جديدة فإن الجيش التركي سيعتمد على إعاقة تقدم الوحدات البرية لقوات النظام من خلال سلاح المدفعية، بالإضافة إلى شل حركة تلك القوات وقطع طرق إمدادها عن طريق الطائرات المسيرة، كما أن منظومات الدفاع الجوي التي نشرتها تركيا في قواعدها داخل إدلب ستتكفل بتحييد طيران النظام، في حين أن منظومات التشويش ستعمل على إعاقة الطيران الروسي لأقصى مدى ممكن.

وبما يخص القوات البرية فيتجه الجيش التركي إلى الاعتماد على ما يسميه "القوات الرديفة"، وهي عبارة عن 5 آلاف مقاتل من فصائل المعارضة السورية متوزعة على ستة ألوية، تلقت خلال الأسابيع الماضية تدريبات على أسلحة متنوعة.

أوراق سياسية

وعلى الصعيد السياسي فإن تركيا تمتلك ورقة مهمة، تتمثل في التقارب أكثر مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل مواجهة التصعيد الروسي، خاصة وأن واشنطن رفعت نبرتها في الآونة الأخيرة ضد النفوذ الروسي في المنطقة، وبدأت عملية مفاوضات مع تونس من أجل نشر لواء عسكري بالقرب من شواطئ البحر المتوسط.

ورغم المؤشرات الواضحة التي تشير إلى إمكانية اندلاع موجة عنف جديدة في إدلب، إلا أن هذا لا يعني حتمية المعركة، فمن المحتمل أن تكون حشود روسيا والنظام بمثابة ضغط على تركيا من أجل التفاوض حول ملفات شائكة أهمها مصير الطرقات الدولية التي تمر في إدلب، بالإضافة إلى حدود نفوذ تركيا في ليبيا، حيث ترغب موسكو بعدم امتداد النفوذ التركي إلى مناطق استراتيجية بالنسبة لروسيا.