icon
التغطية الحية

تراجع ودمار.. القصة السرية للحرب على تنظيم الدولة في سوريا والعراق

2022.09.07 | 10:10 دمشق

جندي في دورية أميركية بمدينة الجوادية السورية القريبة من الحدود مع تركيا- التاريخ: 17 كانون الأول 2020
جندي في دورية أميركية بمدينة الجوادية السورية القريبة من الحدود مع تركيا - التاريخ: 17 كانون الأول 2020
فورين بوليسي - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

سبق للسياسي الروسي السابق ليون تروتسكي أن قال: "قد لا تهمكم الحرب، ولكنكم تهمونها"، وإن قدر لتلك الجملة أن تخرج من شفتي ذلك الثائر الشيوعي الروسي الذي يعتبر الأب المؤسس للاتحاد السوفييتي لتصل إلى مكان ما، فسنكتشف بأن أصداءها وصلت لصحفي يعمل لدى وول ستريت جورنال، اسمه مايكل غوردون، وذلك من خلال السردية التي قدمها حول الحملة المستمرة التي تترأسها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، أي تلك الحرب التي لم يرغب أحد في البيت الأبيض بشنها، ولكنها هي من بحثت عنهم بطبيعة الحال.

تمنى الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لعام 2014 أن يكون عام الانسحاب كما وصفه، وهذا ما كتب عنه الصحفي غوردون في كتابه: "تراجع ودمار: القصة السرية للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية من باراك أوباما حتى دونالد ترامب"، وقد عزز ذلك من إرث أوباما وذلك عبر سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان، التي كانت أطول حرب تخوضها أميركا (كما سبق أن خرجت القوات الأميركية من العراق قبل ثلاث سنوات)، وبعد الاستعانة بالتحالف الدولي الذي ترأسه حلف شمال الأطلسي لخلق منطقة حظر طيران فوق ليبيا عام 2011 دعماً للثوار الذين قاموا ضد الديكتاتور الليبي معمر القذافي وقتها، تمنى أوباما ألا تترتب أي كلفة على أي تدخل أميركي في الشرق الأوسط مستقبلاً، أو أن تكون كلفة الوجود الأميركي على الأرض محدودة على أقل تقدير.

ظهور عرضي وطارئ

تحول تنظيم الدولة إلى مشكلة تتصل بالسياسة الخارجية الأميركية في الوقت الذي التزمت فيه واشنطن بعدم الاكتراث إلا بالحد الأدنى لمعالجة ذلك الخطر. إذ من المعروف عن أوباما نبذه لتلك الجماعة المقاتلة وغيرها من الفروع المحلية لتنظيم القاعدة أو تلك الجماعات المرتبطة بها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك لكونها ثانوية في المشهد (مقارنة بما رآه على أنه خطر أشد وطأة والذي تمثل بمركز تنظيم القاعدة الذي يتحمل مسؤولية ما جرى في أحداث 11 سبتمبر). إذ في مقالة نشرت في مجلة نيويوركر في كانون الثاني 2014، وصف لويد أوستن الذي كان وقتها يشغل منصب قائد القيادة الوسطى الأميركية، لكنه أصبح اليوم وزير الدفاع لدى الرئيس جو بايدن، تنظيم الدولة على أنه: "شيء عرضي وطارئ" وذلك عندما تقدم بنصيحته لأوباما حول تلك الجماعة، على الرغم من أن المتحدث الرسمي باسم أوستن في ذلك الحين أنكر أن يكون رأي هذا الجنرال بتلك الجماعة كذلك في أي وقت من الأوقات.

بيد أن القدرة على التغاضي عن خطر تنظيم الدولة والتقليل من شأنه لم يستمر طويلاً، إذ في أيلول 2014، قامت تلك الجماعة بإعدام صحفيين أميركيين أمام عدسات الكاميرا في حادثتين منفصلتين، كما سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق تعادل مساحة بريطانيا، بحسب تقديرات المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة. وبنهاية العام الذي تلاه، شنت تلك الجماعة هجمات على أراض أجنبية، كان من بينها باريس، وهذا ما دفع بالقوات الأميركية للعودة إلى العراق استعداداً لمقارعة تلك الجماعة الإرهابية.

العراق.. للمرة الثالثة

لم تكن مفاجأة لغوردن أن تغرق الولايات المتحدة في مستنقع العراق للمرة الثالثة على مدار عقود كثيرة، بما أنه كان يغطي الأحداث لصالح صحيفة نيويورك تايمز خلال عملية عاصفة الصحراء في عام 1991 وكذلك في أثناء الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 والذي كان هدفه إسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بيد أن غوردون كان قد ألف ثلاثة كتب عن الحروب الأميركية في المنطقة في الوقت الذي عادت فيه الولايات المتحدة إلى العراق في عام 2014.

اختار غوردون لروايته أن تبدأ منذ أن بدأ الجيش الأميركي الذي لم يعد لديه تفويض قانوني لاستبقاء جنوده في العراق بعد حرب 2003، بالوصول إلى بغداد ضمن بعثات تقصي الحقائق، فلو كان تنظيم الدولة عبارة عن جماعة من الأغرار، كما قال أوباما، فإنه من أعتى الجماعات وأقواها مقارنة بأي جماعة أخرى سبق للولايات المتحدة أن رأتها. أما المسؤولون العراقيون الذين تحملوا فوق طاقتهم قبل ظهور تنظيم الدولة، فقد وصفوا قوات المشاة لتلك الجماعة الإرهابية بأنها دمرت خطوط العراق الأمامية بوساطة السيارات المفخخة والهجمات المتطورة، ولذلك قال الجنرال المتقاعد مايكل ناغاتا الذي ترأس القوات الخاصة الأميركية في الشرق الأوسط عند ظهور تنظيم الدولة: "سأقولها بكل صراحة، لقد أرعبوا كل شعرة في جسدي".

بعد ذلك، يتحول كتاب غوردون إلى عملية تناوب على الضرب بين شخصيات عسكرية مختلفة لعبت أدواراً قيادية في تلك الحملة، إلى جانب وقفات جانبية في غرفة العمليات بالبيت الأبيض على طريقة شبيهة بطريقة الصحفي بوب وودوورد والمؤرخ العسكري البريطاني ب. هـ. ليديل هارت. فقد كتب غوردون أنه مع تراجع الجيش العراقي، تعرض أوباما لضغوط أكبر من داخل إدارته ومن العراقيين الذين كانوا يعتمدون على طائرات سيسنا الحربية الصغيرة في التغطية الجوية، وذلك حتى يقوم بإرسال مسيرات يتم التحكم بها عن بعد، ومن ثم قواته الجوية. أما من قبل حمائم الإدارة الأميركية، من أمثال بايدن الذين كان حينها نائباً للرئيس، فقد تعرض أوباما لضغوطات حتى لا يوسع نطاق تلك البعثة، كما كان من المفضل ألا تكون هنالك أية بعثة على الإطلاق.

غير أن الأحداث كانت أقوى من أوباما كما يكشف كتاب غوردون، وذلك لأن المجزرة التي نفذها تنظيم الدولة بحق اليزيديين في جبال سنجار بشمالي العراق تسببت بشن غارات جوية أميركية وعراقية فتاكة تحولت بعدها إلى عنصر أساسي في القتال، وذلك بعدما ضغطت القيادة الأميركية الوسطى من أجل ذلك طوال شهور. فكان الحليف الواعد الأهم الذي بوسعه استئصال شأفة تنظيم الدولة على الجانب السوري من الحدود، أي وحدات حماية الشعب التي تكرهها تركيا، قد تعرضت للهزيمة على يد تلك الجماعة الإرهابية من جهة، كما أغلقت الحدود التركية دونها من جهة أخرى، وبذلك أصبحت القوات العسكرية الأميركية الترياق الوحيد على الساحة، ولهذا وافق أوباما على شن غارات جوية والقيام بعمليات إنزال جوي.

الدور الاستشاري للقوات الأميركية في سوريا والعراق

لو بقيت ساحة المعركة على حالها طوال ثلاثة عقود، لكان من الصعب التنبؤ بالمناخ السياسي في الولايات المتحدة، إذ ما تغير على مدار ثلاثة عقود منذ عملية عاصفة الصحراء التي سحقت فيها القوات الجوية الأميركية قوات صدام حسين وطردتهم من الكويت خلال شهر واحد في عام 1991، لا يمكن أن يختصر بتراجع الاهتمام الأميركي في البحث عن أي وحش لتقوم بسحقه، بل أيضاً في حجم القوة العسكرية التي على الولايات المتحدة أن تقدمها لدحر هؤلاء الوحوش. إذ بعدما أجبرت الأحداث إدارة أوباما على العودة إلى العراق، والانتقال منها إلى سوريا، أبقى البيت الأبيض قبضته الحازمة على تعداد الجنود كما كتب غوردون، ووقف بذلك ضد رغبة وزارة الدفاع الأميركية بنشر سلاح الجو الأميركي هناك، وبعد تراجع البيت الأبيض عن ذلك القرار، أخذ يبذل أقصى ما بوسعه ليبعد القوات الأميركية عن الجبهات.

ولكن بالرغم من أن إدارتي أوباما وترامب لم تكترثا بالحرب، إلا أن الحرب بقيت تكترث بهما. إذ بحلول عام 2016، اقترب الجيش العراقي من الموصل في العراق، أما قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً فقد أخذت تستعد لخوض أكبر معاركها في الرقة بسوريا، إذ كانت كل من الموصل والرقة تمثلان مركزين أساسيين لدولة الخلافة المزعومة التي أسسها تنظيم الدولة. كما أخذ المستشارون العسكريون الأميركيون الذين كان من المفترض لهم أن يقدموا النصح والمشورة والمساعدة للقوات العراقية (ومن ثم السورية)، يقتربون كثيراً من الجبهات بشكل أقلق بعض القادة، وبذلك توسعت قواعد الاشتباك الأميركية في نهاية المطاف لتسمح للقوات الأميركية بالاقتراب من الجبهات، ولتخول القادة من ذوي الرتب المتدنية بإصدار الأوامر لشن غارات جوية من دون العودة لمن هم أعلى منهم رتبة، وهكذا تبين بأن الدور الاستشاري العسكري لم يعد يمثل وظيفة تقوم على العمل عن بعد.

إن أتى هذا الكتاب مختلفاً عن التاريخ العسكري السابق لغوردن الذي يفتقر إلى الأحداث المثيرة، فإن السبب في ذلك يعود للحرب التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة والتي تختلف عن حروبها السابقة في العراق، وذلك لأن الكتاب لا يشتمل على ذكريات عن حرب طاحنة ككتاب الصحفي جيمس فيريني الذي يحمل العنوان: يجب أن يموتوا الآن: الموصل وسقوط دولة الخلافة، أو ككتاب المراسل مايك جيغليو: تحطيم الدول: تنظيم الدولة والحرب من أجل الخلافة.    

 إلا أن السرد الواقعي الذي قدمه غوردون ساعد على تبيان الكلفة المترتبة على السعي للقتال بالمجان، وذلك لأن عمليات نشر القوات التي اقتصرت على مناوبة الجنود في سوريا لمدة 120 يوماً على سبيل المثال، جعلت القوات الأميركية قريبة من جبهات تنظيم الدولة، كما جعلتها تعتمد على القوات الشريكة في عملية الحماية مع الخوف من التحول إلى هدف سهل، حيث كتب غوردون عن الفرقة الخامسة للقوات الخاصة الأميركية التي تم نشرها في وادي نهر الفرات بعدما طلب ترامب مرتين من القوات الأميركية أن ترحل من البلاد، ليتراجع مستشاروه عن ذلك بعدها: "لا أحد كان يعرف على وجه الدقة إلى متى سيبقى الجنود هناك، إلا أن البعثة بدت كأن لسان حالها يقول: مرحباً إنني البعثة التي يجب أن تتوجه إلى هناك، إذ ثمة مفارقة في قلب تلك المغامرة، يمكن إدارتها دون التمكن من حلها على الإطلاق، فمع تضاؤل الوجود العسكري الأميركي وتراجع إمكانياته، ازداد الخطر المحيق بأمن القوات الأميركية في سوريا".

الأميركيون يصمتون وغيرهم يتكلمون

على الرغم من جلوسنا بجانب غوردون في الكثير من المؤتمرات الصحفية التي حاول فيها المسؤولون العسكريون الأميركيون أن يقنعوا الصحفيين كذباً بأن القوات الأميركية كلها تقوم بتدريبات وبعمليات استشارية إلى جانب خدمات المساعدة هناك، إلا أن ما نقله غوردون في كتابه هو أن القوات الأميركية كانت تقوم بكل ذلك في ساحة معركة تسودها الفوضى حيث سجلت العديد من الدول حضورها هناك، إذ دخل المقاتلون المدعومون من قبل إيران في ذلك القتال، ولذلك اضطرت الولايات المتحدة لتنسيق غاراتها الجوية حتى لا تضرب مواقعهم وذلك عبر الاستعانة بوسطاء عراقيين، كما توجب على واشنطن أن تتقبل أولويات العراقيين إن كانوا هم من سينفذ الكم الأكبر من القتال، وبعد ذلك، صار من واجب واشنطن أن تتعلم الدرس ذاته في سوريا.

إذن، تلك هي مشكلة العبارات الجذابة التي يستخدمها البنتاغون ويورد فيها كلمات مثل: "بوساطة، مع، من خلال" للحديث عن البعثة الأميركية التي قامت فيها قوات عراقية وسورية بلعب دور القيادة في قتال تنظيم الدولة، بوجود مساندة جوية ومدفعية من قبل الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية. بيد أن إدارتي أوباما وترامب بقيتا تحاولان فرض استراتيجيتهما العسكرية، لكنهما لم تفلحا في ذلك في بعض الأحيان. إذ في الموصل، حاول الأميركيون فتح جبهة ثانية للهجوم على مواقع تنظيم الدولة في تلك المدينة، غير أن القادة العسكريين الأميركيين تعلموا أن يغلقوا أفواههم عندما يتحدث السياسيون العراقيون، وأن يجروا محادثاتهم معهم سراً، وعن ذلك كتب غوردون: "لا يمكن أن تأمر العراقيين أو أن تضغط عليهم ليتبنوا الاستراتيجية الأميركية". وبعد ذلك، وتحديداً في سوريا، بات على الولايات المتحدة أن تضغط على القادة الكرد لدى قوات سوريا الديمقراطية ليقوموا بالتخلص من القتلة المأجورين لدى تنظيم الدولة الذين كانوا يركبون الدراجات النارية داخل المناطق العربية، حتى خلال الفترة التي أخذت فيها تركيا تهاجمهم في معاقلهم.

زواج بالإكراه

وهكذا تحولت الشراكات إلى شيء شبيه بحالة الزواج بالإكراه، إذ بات على الولايات المتحدة في بعض الأحيان أن ترغم نفسها على التعاون مع جماعات تمقتها، أو يمكن أن تعاديها في ظل ظروف أخرى، كما فعلت مع الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً في العراق ومع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا. بما أن محاربة تنظيم الدولة لم يتم التخطيط والترويج له على أنه أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية، لذلك تحول إلى حجر عثرة في طريق السياسة أيام إدارة ترامب التي سئمت من الحروب في الشرق الأوسط، ولهذا كان ترامب صادقاً مع نفسه عندما قال عن حلفاء أميركا بأن: "عليهم أن يفتحوا خزائنهم وأن يدفعوا ثمن ذلك" كما كتب غوردون.

وفي ذلك حكاية عن تكاليف لا يعرف أحد عنها شيئاً، وهنا تساعدنا الصورة التي رسمها غوردون على تفسير الأبعاد التي وصلت إليها تلك البعثة العسكرية التي كان من المقرر لها أن تبقى صغيرة الحجم. فلقد شنت قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش الأميركي غارات في العراق دون مصادقة من قبل كبار القادة الأميركيين المسؤولين عن تلك البعثة في العراق وسوريا، وبلا أي تشاور مع السلطات العراقية. ومن الحوادث القديمة المرعبة التي وصفها غوردن، أنه في أثناء قيام فرقة غزاة البحرية الأميركية بزيارة نظرائهم الكرد في مدينة دهوك العراقية، ألفت تلك الفرقة نفسها تطلب غارات جوية لتؤمن تغطية نارية خلال فرارها من كمين نصب لها، وعن ذلك كتب غوردون: "لقد كان ذلك درساً علمهم بأن الخط الفاصل بين البعثة الاستشارية والقتالية لدى قوات العمليات الخاصة قابل للتسرب ولهذا يمكن أن يطرأ عليه تحول في غمضة عين". وطوال تلك الفترة، بقي شبح ملاقاة القوات الإيرانية للقوات الأميركية في العراق، أو تهديد الميليشيات شبه العسكرية الروسية للقوات الأميركية في سوريا يلوح بشكل كبير.

تنتهي تلك السردية مع نهاية إدارة ترامب، لتعرج قليلاً على التطبيل لغارات على مواقع إيرانية في سوريا لفترة قصيرة مع تسلم بايدن للسلطة. وعلى الرغم من كل ذلك، بقيت القوات الأميركية في كلا البلدين تشغل أدواراً استشارية ثانوية، في اعتراف صريح بأن الولايات المتحدة يجب أن تبقى موجودة في الشرق الأوسط، حتى وإن لم يسرها ذلك. إذ ورد اسم ميشيل فلورني في هذا الكتاب، وهي مسؤولة رفيعة سابقة في البنتاغون، وذلك عندما روت حادثة حول أحد نظرائها في الشرق الأوسط والذي قال لها في إحدى المرات بأنه في الوقت الذي يعتقد فيه الأميركيون بأن هنالك حلا لكل مشكلة: "ثمة مشكلات في منطقتنا لا يمكن إلا أن تدار"، وهذا من سوء حظ الأميركيين الذين يحاولون صرف انتباههم عن تلك المنطقة، لأن جانب الحرب في تلك المنطقة لم يطرأ عليه أي تغيير.

 المصدر: فورين بوليسي