icon
التغطية الحية

تداعيات مقتل المستثمر "أبو بحر" تنذر بثأر عشائري ضد "قسد" في الحسكة

2022.07.29 | 19:59 دمشق

عشائر ريف الحسكة
عشائر ريف الحسكة (نورث برس)
إسطنبول - سامر العاني
+A
حجم الخط
-A

تثير سياسة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التمييزية حالة عدم استقرار في منطقة الجزيرة السورية، وهذا ما يجعل العداء الثأري يتحول من تنظيم "الدولة" الذي "طالت جرائمه كل بيت وحي في المناطق التي سيطر عليها"، إلى العدو القريب وهو "قسد" الذي يرى السكان المحليون أنّ جرائمها بحق أبناء المنطقة لم تختلف عن جرائم "داعش"، مع فارق أنّ "قسد" ترتكب جرائمها تحت مظلة الولايات المتحدة الأميركية التي تشكل لها الغطاء القانوني تحت بند محاربة الإرهاب كما يرى المتضررون.

تحرك عشائري

آخر تلك الجرائم كانت قتل الشاب إبراهيم الحاج حسن الملقب "أبو بحر" الذي ينتمي لعشيرة "القضاة" إحدى عشائر قبيلة الجبور، وهذا ما دفع أبناء عشيرته إلى عقد مؤتمر لعشائر وقبائل الزبيد في قرية قانا جنوب محافظة الحسكة، بعد مماطلة" قسد" بوعود محاسبة الجناة.

نواف عبد الرحمن وهو أحد أقارب المغدور قال لموقع "تلفزيون سوريا" إنّ عشيرة القضاة أصدرت بيانا مشتركا مع عشائر الزبيد وأمهلت "قسد" خمسة أيام لتسليم الجاني، وهو أحد "الكوادر القنديلية" (من حزب العمال الكردستاني/PKK) المسؤولة عن حقل العمر في دير الزور، يطلق عليه اسم "حمزة" وإذا لم تلتزم "قسد" بتسليم الجاني فسيكون لنا حق تقرير ما سنفعل، وهذا عرف عشائري لا يلومنا أحد فيه.

اعتقال وقتل

اعتادت "قسد" أن تعطي آبار النفط بطريقة الاستثمار لتجّار محليين مقابل مبلغ مالي يدفع نصفه في بداية العقد والنصف الآخر قبل انتهائه، وتلك الاستثمارات تتراوح من 10 أيام وحتّى ستة أشهر أو سنة على أقصى تقدير، بحسب تقديرات مسؤول النفط لدى "الإدارة الذاتية".

يقول حسين الخلف ابن عم المغدور إبراهيم الحاج حسن لموقع تلفزيون سوريا إنّ ابن عمّه استثمر بئر نفط في دير الزور، وبسبب قرارات "قسد" المتلاحقة حول قوانين الاستثمار والتوزيع، خسر قرابة 150 ألف دولار، ولم يستطع تسديدها، فطلب من "حمزة" (وهو الكادر القنديلي المسؤول عن حقل العمر) تقسيط المبلغ وتخفيض قيمة باقي عقد الاستثمار، لكنه رفض واعتقله دون إعطائه أي فرصة لتأمين المبلغ.

ويضيف أنّ ابن عمه توفي بعد يومين من اعتقاله، وتم تعذيبه بقصد قتله، إذ يذكر تقرير الطبيب الشرعي وجود كدمات في أطراف متفرقة من جسمه مع كسر في واحدة من فقرات العنق، وأنّ سبب وفاته هو الاختناق، مؤكّدا على أنّ "الكادر حمزة" أمر بوضعه في صندوق حديدي تحت الأرض دون متنفس مما تسبب بوفاته خنقا.

رد قسد

سعت "قسد" منذ البدء للدعوة للتواصل مع شيوخ عشيرة القضاة لمنع عقد المؤتمر، إلا أنّ الرد جاء برفض شيوخ ووجهاء العشيرة لأي مقترح قبل تسليمهم الجاني.

طلبت "قسد" حضور المؤتمر ومناقشة شيوخ العشائر لكن قوبل طلبها بالرفض أيضا، لذلك لجأت إلى استخدام سلطتها فاعتقلت سالم سليمان المحمد أحد وجهاء العشيرة على حاجز قرية قانا، وهذا ما اعتبرته عشيرة القضاة رسالة سلبية تريد قسد القول من خلالها إنّها ستستخدم القوة تجاه أي تصعيد.

نهاية المهلة

أمهلت عشيرة القضاة في بيان لها قسد خمسة أيام من أجل تحقيق كامل مطالبهم، وأهمها تسليم "الكادر حمزة" وإطلاق سراح السجناء العرب ووقف عمليات الاعتقال.

ظهر في عدة مقاطع مصورة أبناء تلك العشائر يحملون أسلحتهم الفردية خلال المؤتمر، مما يعني أنّها رسالة إلى قسد باللجوء للسلاح إن لم يتم تنفيذ كامل مطالبهم بحسب أحد أبناء العشيرة في المنطقة.

مع انتهاء المهلة فإنّ تحالف العشائر الزبيدية الذي تشكل في قرية قانا سيكون لها الحق باتخاذ ما تراه مناسبا، لا سيما أنّ "قسد" لم تتخذ أي خطوة إيجابية لحل المشكلة.

 

مخاطر سياسة قسد

في هذا السياق، يقول الباحث عباس شريفة لموقع تلفزيون سوريا إنّ كثيرا من أبناء العشائر وأبناء المنطقة العربية بدؤوا يشعرون بالغبن، فبينما تشكل العشائر العربية 70 بالمئة من القوة العسكرية لقسد، لكنها غير مشاركة على مستوى القرار السياسي وعلى مستوى الإدارة والمناصب العليا سوى بأقل من 10 بالمئة، وهذا يجعلهم يشعرون بالغبن، ويشعرون أنهم مجرد محرقة أو رأس حربة يراد استهلاكهم في قتال داعش، مقابل أن تكون هناك مكاسب سياسية وسلطوية وإدارية للمكون الكردي المتمثل في "قسد".

ويضيف أنّه بدأت تتشكل عند المجتمع العربي رؤية بأنّ استمرارية مواجهة "قسد"  بهذه الطريقة عبثية. إضافة إلى أن كثيرا من الملتحقين بداعش من أبناء المنطقة العربية هم ليسوا دواعش بالمعنى الإيديولوجي وبالمعنى الفكري، وإنما هي ذريعة أو غطاء للقيام بأعمال النكاية والانتقام إن كان من الميليشيات الإيرانية أو من ميليشيات النظام أو من قوات سوريا الديمقراطية نفسها أو حتى من المجتمعات المحلية.

ويرى أنّه في ظل عدم وجود إدارة ذاتية للمكون العربي ومشاركة حقيقية فإنّ الحرب على الإرهاب ستكون مجرد محاولة عبثية لا طائل منها طالما أنّ هناك تهميشا وظلما للعرب في هذه المنطقة.