icon
التغطية الحية

نظرة عن قرب داخل هرمية شبكة "PKK" في دير الزور.. من هم القادة وما حجم هيمنتهم؟

2022.04.04 | 06:16 دمشق

gettyimages-1096543198.jpg
مقاتلون من "وحدات حماية الشعب" في شمال شرقي سوريا (مونتور)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

لم تكن حادثة إقالة رئيس "مجلس دير الزور المدني"، التابع لـ "الإدارة الذاتية"، غسان اليوسف قبل أيام إلا شرارة أخرى، في طريق البحث عن إجابة لسؤال يحمله الأهالي في لافتاتهم الاحتجاجية بميادين دير الزور وهو "من يتحكم بمؤسسات دير الزور الغنية بالنفط؟"، وإذ يبدو السؤال كبيراً كونه يتعلق بمصائر آلاف المدنيين، إلا أن إجابته تأتي على لسان الأهالي أنفسهم، فهم يؤكدون أن السر كله يكمن في هيمنة شخصيات من "حزب العمال الكردستاني" (PKK) على كامل قرار مؤسسات "الإدارة الذاتية".

 في هذا التقرير حصلنا على معلومات خاصة، تشرح الطريقة التي قُسّمت فيها دير الزور كي يسّهل "PKK" عبر كوادره السيطرة عليها، وكيف يصنع هؤلاء الكوادر القرار هناك، وطرق تهميش سكان المنطقة وسلبهم الثروات الموجودة فيها. والكادر هو أحد أعضاء "PKK" من غير العرب وقد يكون تركياً أو إيرانياً وأن يكون قد أمضى وقتاً طويلاً في معقل "PKK" بجبال قنديل شمالي العراق.

سياسة الحلقات الضيقة في دير الزور

تتبع قيادات "PKK" سياسة قائمة على إدارة القرار عبر حلقات ضيقة جدا من شأنها منع الأهالي في دير الزور  من السيطرة على أي شيء، وجعل المسؤولين العرب في حال تسلموا مناصب كـ غسان اليوسف مثلا عبارة عن واجهات لا تستطيع الحياد عن القرارات التي تُتخذ في الغرف المظلمة في قاعدة "حقل العمر" حيث يعيش قادة "PKK" شرقي سوريا، فمجلس دير الزور المدني يدار في الأصل من قبل 3 أشخاص هم "باران، وجرناس، وسوزي".

تقسم دير الزور إلى مناطق إدارية تسمى الكانتونات، في كل واحد منها وضع "PKK" أحد كوادره للسيطرة على مسار العمل، إذ هو الآمر  والناهي فيه، بغض النظر عن رئيس الكانتون وأعضائه العرب.

وهي: الكانتون الشرقي الذي يديره "الكادر عادل" وكانتون الوسط ويديره "الكادر شايش" والكانتون الغربي ويديره "الكادر  رفعت والكادر دنيا" والكانتون الشمالي ويديره "الكادر دلّو".

ويمتد الكانتون الشرقي بين منطقتي أبو حردوب والباغوز، والكانتون الغربي بين منطقتي الكسرة والبصيرة
والكانتون الوسط من منطقة أبو حردوب إلى البصيرة، والكانتون الشمالي من منطقة الصور والقرى المحيطة بها.

ويضم الكانتون، لجنة الاقتصاد التي يديرها "الكادر حمزة" وهذا يستعين بمترجمين كي يتواصل مع من حوله من العرب.

 ولجنة الخدمات يديرها "الكادر أحمد أسدية"، ولجنة الزراعة/شركة التطوير الزراعي وكان يديرها مؤخرا كل من "الكادر صفقان" و"الكادر بوطان" وقد تم تعيين كادر جديد اسمه حمزة مكانهما.

ولجنة الصحة ولجنة التعليم ولجنة المحروقات، ومكاتب الإدارة المحلية والزراعة والداخلية والعلاقات العامة وعوائل الشهداء وشؤون المرأة، تنقسم إدارة هذه المكاتب بين العرب ومن هم محسوبون على الـ "PKK"

وأخيراً مكتب المنظمات وهذا المكتب مهم جداً ولا يستطيع أحد ترخيص أي منظمة في دير الزور وطلب تمويل من المنظمات الدولية دون الحصول على تفاهمات مع هؤلاء الأشخاص، الذين يتحكمون أيضاً بمكاتب الأمن وهذه المكاتب مهمتها مرافقة وحماية المنظمات الدولية في أثناء عملياتها الاستطلاعية على الأرض.

 ومن المكاتب المهمة مكتب المحروقات/النفط الذي يديره "هافال إبراهيم" والذي يتبع مباشرة لـ "هافال شيار" الموجود في القامشلي وهذا بدوره يتبع لـكل من  "علي شير" و"روجين" اللذين يهيمنان على الاقتصاد في "الإدارة الذاتية" عامة، وكان موقع تلفزيون سوريا نشر قبل أشهر تقريراً تضمّن معلومات حصرية عن قادة "PKK" المتحكمين بالقرار في شمال شرقي سوريا حمل عنوان طلال سلو ينبش صندوق أسرار الإدارة الذاتية.. كيف يتحكم "PKK" بها؟.

وبالحديث عن النفط، يقع في دير الزور أهم حقول سوريا من النفط والغاز، وهي "حقل العمر" النفطي الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا مساحةً وإنتاجاً، ويقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، على بعد نحو عشرة كيلومترات شرقي مدينة الميادين في محافظة دير الزور، وتسيطر عليه قوات التحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) منذ تشرين الأول 2017.

كما يوجد في دير الزور "حقل التنك"، ويقع في بادية الشعيطات وهذا الحقل يديره "الكادر سركفت وهو تركي الجنسية، بالإضافة إلى "حقل كونيكو" للغاز، وهو أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا، كما يستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ويقع في ريف دير الزور الشمالي، ويقدر إنتاج الحقول الثلاثة بنحو 140 إلى 150 ألف برميل يوميا.

تقسيمات "PKK" الأمنية والعسكرية لدير الزور

في المجال العسكري يبدو الأمر معقدا أكثر فـ "PKK" يعلم جيدا أن هذه المنطقة من الصعب فرض سطوته عليها إلا عبر إحداث تقسيمات كثيرة في أرياف دير الزور التي تسيطر عليها "قسد".

واليوم دير الزور مقسمة إلى ثلاث مناطق عسكرية وتسمى كل منطقة ساحة، وهي على الشكل الآتي: ساحة الكسرة  وساحة الصور  وساحة هجين، وكل ساحة من هذه الساحات تضم قوات من (أسايش دفاع ذاتي ترافيك استخبارات)، ويتقاضى كل عنصر نحو 100 دولار.
فساحة الكسرة يقودها "الكادر دجوار" كما تتسلم "الكادر بريتان" محكمة الكسرة التي من خلالها تصدر مذكرات اعتقال بحق كل من يعارض سياسة "PKK".

وساحة الصور يقودها "الكادر إدوار"، أما ساحة هجين التي تعد الأهم فيقودها الكوادر (حازم وإنكيل وميديا).

وتقسم الساحة لعدة ألوية، على رأس كل لواء كادر بجانبه قائد محلي من أهالي المنطقة وتكون السلطة والقرار بيد الكادر.

أما قيادة إقليم دير الزور فتعود لـلكوادر (لقمان وروني وريزان) وإلى جانبهم من العرب أحمد الخبيل "أبو خولة" الذي يرأس "مجلس دير الزور العسكري".

بقي أخيراً أن "PKK" ابتكر ما تسمى "المنسقية" وهذه مهمتها الاجتماع لتمرير القرارات التي تخص دير الزور عامة، وقد أشرك فيها بعض العرب، وهي لجنة مؤلفة من 10 أشخاص.

وتجتمع هذه المنسقية عندما يكون هناك قرار يخص دير الزور، فيطلبون اجتماعاً ويطرحون ما يريدون ويمررونه بكل أريحية مهما كان هذا القرار مؤثراً في دير الزور سلباً أو إيجاباً.

وتضم المنسقية (باران، وجرناس، وسوزي، وسندس، وليلوى، وبشار، وأبو خولة، ومحمد رجب، وثامر الشمري).