icon
التغطية الحية

تحرير الشام تتخلى عن أقوى أسلحتها وتعيد هيكلة قواتها في 12 لواء

2020.09.23 | 06:31 دمشق

00ed62f5-304c-4f5c-a06e-bbc1ee98c69c.jpg
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أعادت هيئة تحرير الشام هيكلة قواتها ضمن 12 لواء، بينهم 6 ألوية مقاتلة، بعد خسارتها إلى جانب الجبهة الوطنية للتحرير أعداداً كبيرة من المقاتلين والسلاح في المعارك الأخيرة شمال غربي سوريا، وعدم فعالية التكتيكات النمطية المتبعة للتصدي لقوات النظام وروسيا وإيران.

وضمن الخطوات التي تعمل عليها قيادة الهيئة للانسلاخ عن الصورة النمطية عنها بأنها تنظيم جهادي مصنف على لوائح الإرهاب في عدد من الدول، قررت هيئة تحرير الشام التخلي عن أحد أبرز أسلحتها واستبدالها بتكتيك جديد قديم.

وكشف مصدر خاص من هيئة تحرير الشام طلب عدم الكشف عن اسمه لموقع تلفزيون سوريا بأن الهدف من إعادة هيكلة قوات هيئة تحرير الشام ضمن 12 لواء، لا يقتصر على زيادة الفعالية والتنظيم، بل يهدف أيضاً إلى عدم تمكين قادة الجيوش والألوية المقاتلة القديمة من "التجذّر وتشكيل عصبة خاصة بها من مقاتليها"، وهي هواجس مستمرة لدى قيادة الهيئة بعدم حدوث انشقاقات في صفوفها لصالح أي طرف كان.

وفي هذا السياق ذكّر المصدر بالخطوات التي جرت منتصف نيسان الفائت عندما تم الإعلان عن تشكيل 3 ألوية جديدة "لواء طلحة بن عبيد الله" بقيادة المدعو "أبو حفص بنش"، "لواء الزبير بن العوام" بقيادة المدعو "أبو محمد شورى" و"لواء علي بن أبي طالب" بقيادة المدعو "أبو بكر مهين"، وقالت إن هذه الخطوة "تنسجم مع تحضيرات القوى الثورية في الساحة لاستحقاقات المرحلة القادمة".

وسبق هذه الألوية الثلاثة في منتصف نيسان الفائت، اعتماد الجولاني منذ 2018 على قوات نخبوية ضمن 4 جيوش هي "جيش أبي بكر الصديق" و"جيش عمر بن الخطاب" و"جيش عثمان بن عفان" و"جيش علي بن أبي طالب".

وبذلك انتهت الهيكلية الناظمة للجناح العسكري في تحرير الشام وتم تفكيك الجيوش الأربعة والقديمة والألوية الثلاثة المستحدثة في نيسان الفائت، وإعادة تدويرهم ضمن الهيكلية الجديدة.

وأوضح المصدر بأن من بين الألوية الـ 12، لواء للقوة الأمنية ولواء للحواجز ولواء للفرق الطبية وغيرها، في حين اقتصرت الألوية المقاتلة على 6 ألوية بينها لواء قوات خاصة ولواء للسلاح الثقيل ولواء للطواقم الاختصاصية.

ونشرت حسابات لهيئة تحرير الشام صور رايات جديدة تم طباعتها مؤخراً، ظهر فيها أسماء 3 ألوية هي لواء عمر بن الخطاب ولواء سعد بن أبي وقاص ولواء عبدالرحمن بن عوف.

وبثّت حسابات أنصار تحرير الشام تسجيلاً مصوراً قالت إنه جزء من إصدار قادم لمعسكرات الهيئة ويظهر فيه كتيبة القوات الخاصة في لواء عمر بن الخطاب، ولا يتجاوز عدد عناصر الكتيبة الظاهرين في التسجيل المصور 150 عنصراً، ما يمكننا من تقدير عدد عناصر النخبة في هيئة تحرير الشام بنحو 1000 عنصر فقط، في حين يتوزع البقية على الطواقم والسلاح الثقيل وغيرها.

 

 

وأشار المصدر إلى أنه لكل من هذه الألوية الـ 12 قطاع حراسة خاص به وكتلة مالية وعناصر إداريون خاصون به، حيث تنتشر نقاط حراسة تحرير الشام في جبهات ريف حلب الغربي وفي ريف إدلب الشرقي بمحيط مدينة سراقب وصولاً إلى منطقة جبل الزاوية.

ومن غير الواضح حتى الآن، إن كانت هذه التحركات لتحرير الشام تقع ضمن الجهود التركية بإشراف ضباطها الأمنيين والعسكريين لدمج الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام في مجلس عسكري واحد.

 

 

النخبة المقاتلة حتى الموت بديلاً عن العربات المفخخة

أكد المصدر الخاص من هيئة تحرير الشام لموقع تلفزيون سوريا بأن قيادة هيئة تحرير الشام اتخذت قراراً بإيقاف استخدام العربات المفخخة التي تسميها "الاستشهادية"، وذلك تماشياً مع الضغوطات المترتبة عليها لنفي صفة الإرهاب والتنظيم الجهادي عنها، وكذلك نظراً لعدم فعالية هذا التكتيك في إيقاف تقدم قوات النظام، وقدرة الأخيرة على التعامل مع العربات المفخخة عبر صواريخ الـ م/د والمدفعية والاستطلاع المستمر في أجواء المعركة.

وأخضعت هيئة تحرير الشام عناصرها ممن كانوا على "قوائم الاستشهاديين" لمعسكرات تدريبية على استخدام الأسلحة النوعية وتكتيكات الصمود تحت سياسة الأرض المحروقة واستخدام المناظير الحرارية.

وقال المصدر إن كل عنصر من هؤلاء تم تجهيزه بما يزيد على 7 آلاف دولار ثمن أسلحة خفيفة ونوعية وقناصات ورشاشات مجهزة بمناظير حرارية وليلية للاشتباك مع قوات النظام والقوات الروسية والإيرانية حتى الرمق الأخير، وكذلك شن هجمات تسللية أو كما تسميها هيئة تحرير الشام "انغماسية" لتحقيق ضربات نوعية تسبب خسائر فادحة في صفوف قوات النظام وتدمير أسلحته خلف خطوط النار.

وأشار المصدر إلى أن تكتيك التسللات والاختباء لحين وصول القوات المهاجمة، له تأثير نفسي حاد ومدمر على عناصر النظام، و"سيدب الرعب في قلوبهم".

وخرّجت هيئة تحرير الشام يوم 23 آب الماضي ما سمتها "سرايا الحراري" في الجناح العسكري وهي دفعة من رماة قاذف "RBG" مزوّد بمنظار ليلي أو حراري.

وسبق ذلك في الـ 15 من حزيران الماضي، تخريج دفعة من دورات رفع المستوى للقناصين الحراريين، واستخدم القناصون خلال تدريباتهم التكتيكات الخاصة بالقنص الحراري والليلي من عمليات الهجوم والمباغتة والتسلل في الظلام بالتزامن مع التدريب القاسي على الاقتحام والرصد في النهار.

 

 

بيرقدارات هيئة تحرير الشام

ومن ضمن التجهيزات العسكرية لهيئة تحرير الشام تحسباً لأي هجوم قد يشنه حلف النظام وروسيا وإيران، درّبت الهيئة جيشاً من قائدي طيارات مسيرة بلا طيار مفخخة بمواد شديدة الانفجار، قادرة على استهداف تجمعات النظام وأسلحته الثقيلة وغرف عملياته، عبر الانقضاض السريع على هذه الأهداف.

ويبدو أن هيئة تحرير الشام أُعجبت بالتجربة التركية باستخدام طائرات بيرقدار في المواجهات الأخيرة مع قوات النظام لحين توقيع وقف إطلاق النار في الخامس من آذار الفائت.