icon
التغطية الحية

تحت غطاء العشائر.. هدفان وراء إرسال "تحرير الشام" تعزيزات إلى شمالي حلب

2023.09.06 | 03:44 دمشق

رتل عسكري لهيئة تحرير الشام على مدخل أخترين في حلب
رتل عسكري لهيئة تحرير الشام على مدخل أخترين في حلب
حلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • "هيئة تحرير الشام" أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري شمال وشرقي حلب.
  • القوات التابعة للهيئة تموضعت في أرياف مدينتي الباب وجرابلس شرقي حلب.
  • هناك هدفان من إرسال القوات التابعة لهيئة تحرير الشام إلى المنطقة.
  • توجد مخاوف من بدء أعمال عسكرية في حلب من دون استكمال وتحقيق سيطرة جغرافية واسعة.

أرسلت "هيئة تحرير الشام" تعزيزات عسكرية خلال الساعات الماضية إلى مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري شمال وشرقي حلب، تحت غطاء قوات العشائر التي تخوض مواجهات مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والنظام السوري منذ أيام في محيط مدينة منبج.

وتموضعت القوات التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" في أرياف مدينتي الباب وجرابلس شرقي حلب، ضمن مقار "فرقة الحمزة" و"أحرار الشام - القطاع الشرقي" و"فرقة السلطان سليمان شاه".

أرتال من إدلب إلى ريف حلب

خرجت أرتال "هيئة تحرير الشام" من محافظة إدلب باتجاه مناطق شمالي حلب الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني على دفعات خلال الأيام الماضية، تحت غطاء العشائر، وشاركت بعض القوات في الهجمات على مواقع عسكرية تتبع للنظام وقسد في محيط مدينة منبج.

وأكدت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، أن الهيئة كثفت إرسال الأرتال إلى ريف مدينة الباب شرقي حلب عصر اليوم، من ضمنها سيارات مصفحة وأسلحة متوسطة.

وانتشرت قوات الهيئة في بلدة قباسين بريف مدينة الباب الخاضعة لسيطرة فرقة "الحمزة"، بالتزامن مع وصول قواعد إطلاق صواريخ مضادة للدروع.

وكذلك وصلت تعزيزات للهيئة إلى ريف مدينة جرابلس، شملت قادة ينحدرون من محافظة حماة، ومدينة منبج، تركزت في المقار العسكرية التابعة لـ "أحرار الشام - القطاع الشرقي".

هدفان وراء إرسال الأرتال

رجحت مصادر أمنية في الجيش الوطني السوري، أن يكون لهيئة تحرير الشام هدفان من إرسال التعزيزات العسكرية إلى ريف حلب الشرقي، أولها بدء أعمال عسكرية ضد قوات "قسد".

ويعني بدء الهيئة للأعمال العسكرية في المنطقة، تسجيل نقاط على حساب الجيش الوطني، وكسب الرأي العام ودعم العشائر، علماً أن عدة فصائل تشارك إلى جانب العشائر في هجماتها من دون إعلان رسمي.

وقالت المصادر: "هناك مخطط لبدء هيئة تحرير الشام عملاً عسكرياً بالتعاون مع فصائل بالجيش الوطني يستهدف مواقع للنظام السوري وقسد من عدة محاور".

بالمقابل، ترى المصادر أن الهدف الأول المعلن بمنزلة "إلهاء" عن الهدف الرئيسي بالنسبة للهيئة، المتمثل بتعزيز وجودها في مناطق نفوذ الجيش الوطني مستغلة حراك العشائر الذي منحها تحركاً مرخصاً على حواجز الشرطة شمالي حلب من دون قيود، على اعتبار أن الأرتال لم تقتصر على العسكريين، وتضمنت أفراداً من الجهاز الأمني في الهيئة.

وأشارت المصادر إلى أن حراك العشائر كان بمنزلة "فرصة ذهبية" للهيئة للتغلغل بشكل أكبر في ريف حلب، بالتالي وجود قوة كبيرة لها يمكن استخدامها مستقبلاً في الأعمال العسكرية ضد بعض فصائل الجيش الوطني التي ما زالت تراها الهيئة حجر عثرة أمام تمددها.

من جهته قال القيادي في الجيش الوطني، علاء فحام، إن "الجولاني يحاول استغلال الأحداث الأخيرة بزج قواته في منطقة شمالي حلب، مستغلاً انشغال الجميع بنصرة المنطقة الشرقية"، مضيفاً أن "الجولاني وقواته مشغولة بأمر آخر حتى وإن تحرك لتحرير عدة نقاط محتلة فهذا لإيهام العقول".

وتابع فحام في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي: "أرتال الجولاني تسابق الزمن للبغي على بعض الفصائل والكتل، لتبدأ مسلسل التغلب في الريف الشمالي ضد الفصائل الثورية، والاستفراد بالمخالفين لتبقى الهيئة وحيدة كما فعلت بإدلب، وهذا ما يجب أن تستعد لمواجهته الفصائل الثورية"، وفق قوله.

ويتخوف سكان في مدينة الباب من بدء أي أعمال عسكرية في حال لم تكن مكتملة وتهدف إلى السيطرة على مناطق جغرافية واسعة، خاصة أن روسيا والنظام وقسد سيتعمدون الانتقام من المدنيين وقصف المدينة التي يقطنها مئات الآلاف.

ومنذ نحو أسبوع تشهد المحاور القتالية في ريف حلب الشرقي مواجهات بين قوات العشائر من جهة، والنظام السوري وقسد من جهة أخرى، في حين تسعى قوى أخرى للدخول على خط المواجهة بشكل أكبر، مثل "تحرير الشام" والجيش الوطني لتحقيق مكاسب متعددة.