icon
التغطية الحية

تاريخ طويل من الحروب.. كيف واجهت غزة الغزاة والمحتلين في قرون؟

2023.11.03 | 12:47 دمشق

حي الزيتون في غزة القديمة
حي الزيتون في غزة القديمة
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

كانت غزة مدينة مزدهرة في العصور القديمة، وشكلت مركزاً تجارياً على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تلتقي عبرها آسيا بأفريقيا، مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين.

حارب لأجل غزة الفراعنة المصريون والبابليون والفلستيون واليونانيون المقدونيون والرومان والعرب والعثمانيون، وغزاها الصليبيون والمغول والفرنسيون والإنكليز وأخيراً الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وكالة "رويترز".

حاصر الإسكندر الأكبر مدينة غزة واستولى عليها وقتل الرجال واسترق النساء والأطفال. وفي العصر الروماني، انتشرت المسيحية هناك، ولا يزال هناك مسيحيون يعيشون في غزة، وتضررت الكنيسة في غزة بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي الأخير على المشفى المعمداني.

ودخلت المدينة في الإسلام مع بدايات الفتح الإسلامي قبل 14 قرناً، وظلت غزة جزءاً من الإمبراطورية العثمانية في معظم الفترة من القرن السادس عشر حتى عام 1917 عندما استولت عليها القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى.

وعلى مدى القرن الماضي، انتقلت غزة من الحكم العسكري البريطاني إلى المصري إلى الحكم العسكري للاحتلال الإسرائيلي. وهي الآن عبارة عن جيب محاط بسور يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني معظمهم من أبناء اللاجئين الذين هجرهم الاحتلال من مدنهم وقراهم في الداخل الفلسطيني.

تسلسل زمني لتاريخ غزة الحديث:

1948 - نهاية الحكم البريطاني

مع انتهاء الحكم الاستعماري البريطاني في فلسطين في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، اشتدت أعمال العنف بين العصابات اليهودية والمواطنين العرب وبلغت ذروتها في الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن نشوء دولته بدعم غربي في أيار 1948.

وسيطر الجيش المصري على شريط ساحلي ضيق يمتد 40 كيلومتراً من سيناء حتى جنوبي عسقلان. ولجأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين هجروا من قراهم إلى هناك مما أدى إلى زيادة عدد السكان لثلاثة أمثال ليصل إلى 200 ألف نسمة تقريباً.

الخمسينيات والستينيات - الحكم العسكري المصري

سيطرت مصر على قطاع غزة لعقدين تحت حكم عسكري وسمحت للفلسطينيين بالعمل والدراسة في مصر. وشن "فدائيون" فلسطينيون، والعديد منهم من اللاجئين، هجمات داخل فلسطين المحتلة، ما دفع الاحتلال الإسرائيلي للرد.

وأسست الأمم المتحدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي تقدم اليوم الخدمات لنحو 1.6 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في غزة فضلاً عن فلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية.

1967 - الحرب والاحتلال العسكري الإسرائيلي

احتلت إسرائيل قطاع غزة في حرب عام 1967. وأظهر إحصاء إسرائيلي في ذلك العام أن عدد سكان غزة بلغ 394 ألف نسمة، 60 في المئة على الأقل منهم من اللاجئين.

ومع رحيل المصريين، حصل الكثيرون من سكان غزة على فرص عمل في قطاعات الزراعة والبناء والخدمات داخل دولة الاحتلال حيث تمكنوا بعد ذلك من دخولها بسهولة. وظلت القوات الإسرائيلية تتولى إدارة الأراضي وحراسة المستوطنات التي بنتها إسرائيل في العقود التالية.

 1987 - الانتفاضة الفلسطينية الأولى وتأسيس حماس

بعد مرور عشرين عاماً على حرب عام 1967، اندلعت الانتفاضة الأولى بعد أن اصطدمت شاحنة إسرائيلية بمركبة تقل عمالاً فلسطينيين في مخيم جباليا بغزة مما أودى بحياة أربعة. وتلا ذلك احتجاجات ألقى خلالها المتظاهرون الحجارة وإضرابات وإغلاق الأنشطة.

ووسط هذا الغضب، تأسست حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بقاعدة قوية في غزة. وصارت الحركة، التي كرست جهودها لتحرير فلسطين، وسط تراجع شعبية حركة فتح بقيادة ياسر عرفات.

1993 - اتفاقات أوسلو والحكم الذاتي الفلسطيني

وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عرفات اتفاق سلام عام 1993 عُرف باتفاق "أوسلو" أدى إلى تأسيس السلطة الفلسطينية.

ومُنح الفلسطينيون، بموجب هذا الاتفاق المؤقت، لأول مرة سيطرة محدودة في غزة وعلى أريحا في الضفة الغربية. وعاد عرفات إلى غزة بعد أن قضى عقوداً في المنفى.

وأعطت عملية أوسلو السلطة الفلسطينية حديثة التأسيس قدراً من الحكم الذاتي، ونصت على قيام دولة بعد خمس سنوات. لكن ذلك لم يحدث قط. واتهمت إسرائيل الفلسطينيين بالتراجع عن الاتفاقات الأمنية وغضب الفلسطينيون من استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية.

ونفذت حماس وجماعة مسلحة أخرى هي الجهاد الإسلامي تفجيرات في مسعى لعرقلة عملية السلام مما دفع إسرائيل إلى فرض مزيد من القيود على تنقل الفلسطينيين خارج غزة. كما ركزت حماس على الانتقادات المتزايدة بين الفلسطينيين للفساد والمحسوبية وسوء الإدارة الاقتصادية من قبل الدائرة المقربة من عرفات.

 2000 - الانتفاضة الفلسطينية الثانية

زاد التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في عام 2000 ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دشنت فترة من التفجيرات وهجمات للفلسطينيين بالرصاص وضربات جوية إسرائيلية وعمليات هدم وإغلاق مناطق وحظر للتجوال في مقابل عمليات قتل مستمرة نفذها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

ومن بين الخسائر في تلك الفترة الأضرار التي لحقت بمطار غزة الدولي الذي افتُتح عام 1998، ونظراً لأنه كان رمزاً لآمال الفلسطينيين المحبطة في تحقيق الاستقلال الاقتصادي، كانت إسرائيل تعتبره تهديداً أمنياً ولذلك دمرت برج المراقبة ومدارج به بعد بضعة أشهر من هجمات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

كما لحقت أضرار بقطاع صيد السمك في غزة، وهو مصدر دخل لعشرات الآلاف. وقلصت إسرائيل منطقة الصيد في غزة متذرعة بالحاجة لمنع القوارب من تهريب الأسلحة.

 2005 - انسحاب إسرائيل من غزة

وفي آب 2005 سحبت إسرائيل جميع قواتها ومستوطنيها من غزة ثم طوقت القطاع بسياج كامل لفصله عن العالم الخارجي.

وهدم الفلسطينيون المباني المهجورة وحولوا البنية التحتية إلى خردة. وأسفرت إزالة المستوطنات عن مزيد من حرية التنقل داخل غزة فازدهر "اقتصاد الأنفاق"، إذ سرعان ما حفرت جماعات مسلحة ومهربون ومتعهدون عشرات الأنفاق إلى مصر.

 2006 - حماس تقود غزة

حققت حماس فوزاً مفاجئاً في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، إلا أن فتح رفضت نتائج الانتخابات، ما دفع حماس للسيطرة بشكل كامل على غزة وأطاحت بالقوات الموالية لخليفة عرفات، الرئيس محمود عباس.

وقطعت كثير من الدول الغربية المساعدات التي كانت تقدمها للفلسطينيين عن المناطق التي سيطرت عليها حماس، معتبرة أن حماس منظمة "إرهابية".

وفي سياق ذلك، فرضت إسرائيل حصاراً على قطاع غزة وشددت مصر الإجراءات على الحدود مما أثر على حركة الأشخاص والبضائع عبر معابر غزة. وأصابت الضربات الجوية الإسرائيلية محطة الطاقة الوحيدة في غزة بالشلل.

الاحتلال يحاصر ويشن حروباً ضد غزة

عانى اقتصاد غزة طويلاً بسبب دوامة القصف والهجمات التي شنتها إسرائيل على المدنيين العزل المحاصرين في القطاع.

ووقع عدد من أسوأ الحروب القتالية ضد غزة من قبل إسرائيل عام 2014، حيث نفذ الاحتلال ضربات جوية وقصفاً مدفعياً دمر أحياء في غزة. وقُتل أكثر من 2100 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في حين قدرت إسرائيل عدد قتلاها بنحو 67 جندياً، إلى جانب مزاعم بوجود 6 مدنيين بقصف من صواريخ كتائب القسام وفصائل أخرى تجاه المناطق المحتلة.

2023 - طوفان الأقصى

مع استمرار استهداف المدنيين في الضفة الغربية وقتلهم من قبل المستوطنين بغطاء أمني من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ورفع وتيرة الاعتقال الإداري التعسفي للمدنيين فيها، قادت كتائب القسام هجوماً مفاجئاً على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة ما أدى إلى مقتل 1400 شخص بينهم مئات الجنود، أسروا 240 شخصاً معظمهم من الجنود.

ورداً على ذلك شن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على غزة لا يزال مستمراً حتى الآن، أدى إلى مقتل أكثر من 9000 شخص من بينهم 3760 طفلاً.