البث المباشر
اشتكى مزارعون في شمال شرقي من عدم تمكنهم من زراعة أراضيهم من جراء تأخر "الإدارة الذاتية" بتسليم فواتير القمح، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على توريد محاصيلهم لمراكز الحبوب في محافظة الحسكة.
وقال بسام حسين، وهو مهندس زراعي من الحسكة لموقع "تلفزيون سوريا" إن "المزارعين في المنطقة يبدؤون عادة بحراثة الأرض وزراعتها مطلع شهر تشرين الأول حتى منتصف تشرين الثاني، إلا أن هذا العام، غالبية الأراضي لم تجهز للزارعة بعد".
وأوضح حسين أن "تأخير الإدارة الذاتية في تسليم فواتير المزارعين، إلى جانب رفع أسعار المازوت الذي أدى لارتفاع أسعار الحراثة والإنتاج بنسبة تجاوزت 100%، تسببت بمشكلات وصعوبات كبيرة للمزارعين هذا العام".
واضطر الكثير من المزارعين إلى منح أراضيهم لمستثمرين مقربين من "الإدارة الذاتية"، لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الإنتاج الباهظة وصعوبة تأمين المحروقات وشراء البذار حسب المختص الزراعي.
كيف نشتري البذور ولم نستلم ثمن قمحنا بعد؟
شويش علي، مزارع في محافظة الحسكة، ورّد محصوله من القمح إلى مركز حبوب عامودا منذ نحو أربعة أشهر، إلا أنه لم يستلم فاتورة القمح الخاصة بمحصوله حتى الآن، كمئات المزارعين من أمثاله.
وقال علي "لم أتمكن حتى الآن من حراثة أرضي وشراء البذور والتجهيز للموسم الزراعي الجديد، فلم نستلم ثمن قمحنا بعد، فيما الديون وتكاليف الإنتاج للعام الفائت تراكمت علينا".
وقرر علي الذي يملك أرضاً زراعية مروية في ريف الدرباسية بالتحول إلى الزراعة البعلية، من جراء رفع الإدارة الذاتية لسعر المازوت بنسبة 300 %، الأمر الذي سيرفع تكاليف الإنتاج بنسبة كبيرة، ويلحق خسائر بالمزارعين وقطاع الزارعة عموماً، وفق وصفه.
رشوات لتقريب الدور
وكشف مزارعون في محافظة الحسكة أنهم دفعوا رشوات، تراوحت قيمتها بين 200 و300 دولار أميركي، لصرف فواتير محاصيلهم من القمح في تواريخ أقرب من المحدد لها.
وقال مزارع، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن عملية التزوير والرشوة تتم عبر موظفين في مؤسسة الحبوب ومكتب النقد في "الإدارة الذاتية" أو من خلال متنفذين؟
واستغل موظفو "الإدارة الذاتية" حاجة المزارعين للأموال لدفع ما يترتب عليهم من التزامات مالية، والتجهيز للموسم الزراعي الجديد لتحصل رشى منهم، مقابل تقريب تاريخ تسلمهم لفواتيرهم، وفق المزارع.
وفي وقتٍ سابق، قال الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والري في "الإدارة الذاتية"، أحمد يونس، إن "كامل الفواتير ستُحدّد بالدولار الأميركي عقب تسليم المحاصيل في مدة أقصاها 20 إلى 25 يوماً".
وبدأ مكتب "النقد والمدفوعات" التابع لـ "الإدارة الذاتية" في صرف فواتير مادة القمح للمزارعين الموردين بتاريخ 20 حزيران الماضي، وحُدّدت 8 مراكز لصرف الفواتير في الحسكة والقامشلي والمالكية، والرقة والطبقة، ودير الزور، ومنبج وعين العرب شمال شرقي حلب.
معاناة المزارعين في مناطق سيطرة "قسد"
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، عانى المزارعون من صعوبات كبيرة في توفير مادة المازوت لتشغيل آبارهم، إلى جانب ارتفاع أسعار السماد والأدوية وعدم فعاليتها، وفق ما ذكر مهندسون زراعيون لموقع "تلفزيون سوريا".
ووصلت كمية القمح المستلمة في مراكز "الإدارة الذاتية" هذا العام إلى أكثر من مليون ومئتي ألف طن من إنتاج مزارعي المنطقة لموسم الحصاد 2023.
