icon
التغطية الحية

بين أليس و"همبتي دمبتي".. روسيا تنكر كيماوي دوما ولندن ترد

2020.01.22 | 14:16 دمشق

kymawy_alghwtt_2013.jpg
ضحايا هجوم الكيماوي على مدينة دوما عام 2013(رويترز)
ذي تايمز - ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

اتهمت الدول الغربية روسيا بنشر معلومات مضللة يوم البارحة خلال اجتماع في مقر الأمم المتحدة، جادلت خلاله روسيا بأن الهجوم الكيماوي المشين في سوريا لم يحدث على الإطلاق.

ففي اجتماع لمجلس الأمن كثرت فيه التلميحات والإشارات لأليس في بلاد العجائب، تعهد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا باصطحاب الدول الأعضاء في رحلة ستتلاشى عبرها النتائج التي توصل إليها التقرير المفصل حول الهجوم على دوما والذي صدر في نيسان عام 2018 تماماً كما حدث لشخصية هامبتي دامبتي الشهيرة.

وقد ظهر ما حدث في دوما في بداية الأمر عبر صور فوتوغرافية لأسطوانتي غاز صفراوين وجدتا في بناء سكني، إحداهما وجدت على سرير، إلى جانب مقطع فيديو يظهر أطفالاً تتم معالجتهم من مشكلات تنفسية في مستشفيات محلية.

وقد أتى رد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على هجوم غاز الكلور المشكوك بأمره عبر غارات صاروخية ضد حكومة بشار الأسد في سوريا وحليفته روسيا.

كما قامت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي أرسلت فريقاً لتقصي الحقائق إلى موقع الهجوم المزعوم بإجراء عشرات المقابلات مع جمع عينات وإجراء تحليل يقوم على دراسة للمقذوفات، فخلصت إلى تقرير صدر العام المنصرم ليؤكد على استخدام مادة كيماوية سامة تحتوي على الكلور في الهجوم الذي قتل فيه أكثر من 40 شخصاً.

والبارحة عقدت روسيا اجتماعاً غير رسمي قام مجلس الأمن من خلاله بالاستماع لمدنيين وخبراء من خارج الأمم المتحدة، حيث ذكر ألكساندر شولغين ممثل روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأن أسطوانتي الغاز تم وضعهما في مسرح الجريمة من قبل مجموعات معارضة سورية لأغراض تتصل بالتحريض على حد تعبيره.

وعبر عرض سلسلة من الشرائح أمام مجلس الأمن، ادعى شولغين أن الفتحة الموجودة في السطح لا تتوافق مع شكل الفتحات الناجمة عن أسطوانة غاز، وتساءل حول كيف وصلت إحدى الأسطوانتين إلى السرير، ودعم ذلك بقوله: "وزني يصل إلى 90 كلغ تقريباً، فإذا رميت بنفسي بتهور على السرير، لابد وأن أحطم شيئاً ما، إذ لابد لدعامة السرير أن تنكسر، وكذلك لوحه الخشبي أو أي شيء آخر فيه". ومع ذلك تبدو هنا لدينا أسطوانة غاز مملوءة بالكلور على ما يبدو، أي أنها حملت إلى هنا "على ظهر ملاك جامح" على حد وصفه، ثم استقرت في ذلك المكان "كبجعة خفيفة".

وقد عرضت روسيا فيديو يظهر إيان هيندرسون الذي عمل مع فريق تقصي الحقائق، لكنه اختلف مع النتائج التي توصلت إليها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وذلك في الرسائل الإلكترونية التي تم تبادلها داخل المنظمة، والتي تم تسريبها خلال العام الفائت. كما قدمت روسيا مكسيم غريغوريف وهو مدير مؤسسة دراسات الديمقراطية، الذي ادعى بأن البحث الذي أجراه فريقه على الأرض يظهر عدم وقوع أي هجوم كيماوي في ذلك الموقع.

فيما ذكر السفير الألماني كريستوف هاوزجين بأن جهاز الاستخبارات الروسي أجرى بنفسه هجوماً إلكترونياً استهدف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خلال العام الماضي، وأضاف بأن ذلك "يظهر إلى أي مدى يمكن لروسيا أن تصل" بجهودها الرامية لتشويه سمعة هذه المنظمة.

وتساءل السيد هاوزجين أيضاً حول مدى خبرة مؤسسة دراسات الديمقراطية في هذا المجال، ووصف الخبراء العاملين فيها بأنهم"ينتمون لمدرسة العلماء الروس الذين يؤمنون بأن أوكرانيا هي من غزا روسيا".

وذكر السيد هاوزجين بعد استماعه لذلك العرض"كنت أفكر بأليس في بلاد العجائب، فهذا الجنس الأدبي ينتمي للخيال والعبثية. في حين أن قصة أليس في بلاد العجائب قصة خيالية رائعة، أما ما سمعناه اليوم فيمثل قصة خيالية محزنة للغاية".

أما كارين بيرس، مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة فقد ذكرت بأن روسيا أغلقت هيئة التحقيق التي حددت المسؤول عن الهجمات الكيماوية بعدما أظهرت تلك الهيئة بأن النظام مسؤول عن هجوم بغاز السارين حدث في سوريا عام 2017.

بيد أن رفض السيد هيندرسون لنتائج التقرير أثر على "أي عملية علمية" تقوم على "التزام بتبادل وجهات النظر على أسس متينة"، وذلك قبل التوصل إلى النتيجة النهائية. وأضافت مندوبة بريطانيا "أحدهم في روسيا معجب بالأدب الإنكليزي، بل إنه مغرم بلويس كارول على وجه الخصوص".

كما علّقت عقب الهجوم بغاز الأعصاب على جاسوس روسي سابق بالقول "كان لدينا كثير من الاقتباسات المأخوذة من أليس في بلاد العجائب".

وتابعت "والآن، بعد عرض ما جرى في دوما اليوم، أصبح لدينا هامبتي دامبتي الذي قال (عندما أستخدم كلمة فهي تعني ما اخترته لها من معنى فقط) وهذا ما سمعناه اليوم. فقد سمعنا الروس وهم ينسجون قصتهم وروايتهم حول الوقائع التي أتت بها مجموعة مستقلة وعملها موثوق من قبل المجتمع الدولي".

وأضافت بأن ذلك كان "رداً معيباً على الفظائع الكبيرة التي جرت على الأرض في سوريا".

ومن جهته رد المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا على ذلك بالقول إنه من غير المناسب الخوض في أخذ ورد مع الدول" وذلك بوصفه رئيساً لذلك الاجتماع.

وأضاف"بالنسبة لهامبتي دامبتي، حسناً، هذه الشخصية كما تعرفون، جلست على الجدار وجميعنا يعرف كيف سقطت من علٍ، بحيث لم يستطع أي من خيول الملك ورجاله جمع أشلائها. وأقصد هنا أن ذلك بالضبط ما حدث لتقرير (بعثة تقصي الحقائق) تماماً، تماماً".

 لقراءة المادة الأصلية اضغط هنا