icon
التغطية الحية

بينهم 182 تحت التعذيب.. مقتل أكثر من 29 ألف طفل في سوريا منذ 2011

2022.11.20 | 19:50 دمشق

أطفال - قصف
قصف النظام السوري على إدلب (أ ف ب)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي الحادي عشر عن الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا، وذلك بمناسبة اليوم الطفل العالمي، الذي يوافق 20 من تشرين الثاني.

وقالت الشبكة إن ما لا يقل عن 29 ألفاً و894 طفلاً، قتلوا في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 182 بسبب التعذيب، إضافةً إلى 5162 طفلاً ما يزالون معتقلين أو مختفين قسرياً.

وأشار التقرير إلى أن جميع أطراف النزاع انتهكت حقوق الطفل إلا أن النظام السوري تفوق على جميع الأطراف من حيث كمُّ الجرائم التي مارسها على نحو نمطي ومنهجي. محملاً اللجنة المعنية بحقوق الطفل والمنبثقة عن اتفاقية حقوق الطفل، المسؤوليات القانونية والأخلاقية في متابعة أوضاع حقوق الطفل في سوريا ووضع حدٍّ للانتهاكات التي يمارسها النظام السوري.

النظام مسؤول عن 74 في المئة من عمليات القتل

وقال فضل عبد الغني المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن "النزاع المسلح الممتد على مدى أكثر من أحد عشر عاماً، أثر بشكل كارثي على أطفال سوريا، وهذا التقرير يرصد جانباً محدوداً من الانتهاكات وآثارها".

وسلَّط التقرير الضوء على جانب من الأوضاع الكارثية التي وصل إليها الأطفال في سوريا، واستعرض حصيلة لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا ضدَّ الأطفال منذ آذار 2011 حتى 20 من تشرين الثاني 2022، بشكل رئيس تلك التي وقعت بين تشرين الثاني 2021 و20 من تشرين الثاني 2022.

وسجَّل التقرير مقتل 29 ألفاً و894 طفلاً على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 22 ألفاً و954 قُتلوا على يد قوات النظام السوري، و2046 على يد القوات الروسية، و958 على يد "تنظيم الدولة"، و74 على يد "هيئة تحرير الشام"، و243 على يد قوات "قسد" و1003 على يد فصائل المعارضة المسلحة و"الجيش الوطني"، كما قتل 925 طفلاً إثرَ هجمات لقوات التحالف الدولي، و1691 طفلاً قتلوا على يد جهات أخرى.

وأظهر تحليل البيانات أنَّ النظام السوري مسؤول عن قرابة 76 في المئة من عمليات القتل خارج نطاق القانون، ووفقاً للمؤشر التراكمي لحصيلة الضحايا فإنَّ عام 2013 كان الأسوأ من حيث استهداف الأطفال بعمليات القتل تلاه عام 2012 ثم 2014 ثم 2016.

النظام السوري مارس العنف الجنسي ضد الأطفال

وعلى صعيد الاعتقال والاختفاء القسري، والتعذيب، قال التقرير إن "ما لا يقل عن 5162 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينهم 3684 على يد قوات النظام السوري، و46 على يد "هيئة تحرير الشام"، و752 على يد "قوات سوريا الديمقراطية"، و361 على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة و"الجيش الوطني".

وأضاف التقرير أن 319 طفلاً منهم، كان قد اعتقلهم تنظيم داعش قبل انحساره وما يزالون قيد الاختفاء القسري حتى الآن، وأوردَ التقرير مؤشراً تراكمياً لحصيلة عمليات الاعتقال بحق الأطفال منذ آذار 2011، أظهر أن عام 2014 كان الأسوأ، وكانت قرابة 61 في المئة من عمليات الاعتقال التي سُجلت فيه على يد قوات النظام السوري.

وطبقاً للتقرير فغالباً ما يتعرض الأطفال للتعذيب منذ اللحظة الأولى للاعتقال، وقد يُفضي التعذيب إلى موت الطفل المعتقل وقد لا يُفضي، وقد سجل التقرير مقتل 182 طفلاً بسبب التعذيب في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 175 قضوا في سجون النظام السوري، في حين قضى طفلان في سجون "هيئة تحرير الشام"، وطفل لدى كُلٍّ من "تنظيم الدولة" و"قوات سوريا الديمقراطية" والمعارضة المسلحة و"الجيش الوطني"، وقُتل طفلان تحت التعذيب على يد جهات أخرى.

وقال التقرير إن "قوات النظام السوري مارست العنف الجنسي تجاه الأطفال بعدة أنماط، وأشار إلى ما لذلك من تداعيات جسدية ونفسية طويلة الأمد على الأطفال الضحايا، وسجل في المدة التي يغطيها ما لا يقل عن 539 حادثة عنف جنسي لأطفال.

مخلفات قصف النظام وروسيا تقتل الأطفال

ووفقاً للتقرير فقد استخدمت قوات النظام السوري الأطفال ضمن عمليات التجنيد منذ وقت مبكر عقب اندلاع الثورة السورية، كما سهَّل النظام السوري عمليات تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات الأجنبية ولم يقم بأية تحقيقات أو مساءلة عنها.

وتسبَّبت عمليات تجنيد الأطفال من قبل قوات النظام في مقتل ما لا يقل عن 67 طفلاً في ميادين القتال حتى 20 من تشرين الثاني 2022. وقدَّر التقرير أن هناك ما لا يقل عن 1425 طفلاً مجنداً حالياً ضمن قوات النظام السوري، إضافةً إلى ما لا يقل عن 86 طفلاً تم تجنيدهم ضمن ميليشيات إيرانية أو مدعومة من قبل إيران، قتل منهم 24 طفلاً في أثناء اشتراكهم في الأعمال القتالية.

وسجل التقرير مقتل ما لا يقل عن 442 طفلاً في هجمات استخدم فيها النظام السوري ذخائر عنقودية أو إثرَ انفجار مخلفات قديمة ضمن مناطق قصفها النظام بالذخائر العنقودية سابقاً. في حين تسببت هجمات القوات الروسية بالذخائر العنقودية، في مقتل 67 طفلاً منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 من أيلول 2015، كما تسبَّبت عملياتها العسكرية في تضرر ما لا يقل عن 221 مدرسة.

"قسد" مستمرة في تجنيد الأطفال

واستعرَض التقرير انتهاكات "هيئة تحرير الشام"، التي -إضافةً إلى عمليات القتل والاعتقال- أنشأت عشرات مراكز تدريب الخاصة بالأطفال وألحقتهم بدورات شرعية للتأثير على معتقداتهم وتوجيههم لحمل السلاح والقتال في محاكاة لنهج "تنظيم الدولة"، كما سيطرت على العديد من المدارس في مناطق سيطرتها وحولتها إلى مقارّ مدنية أو عسكرية.

وتحدث التقرير عن استخدام "قوات سوريا الديمقراطية" الأطفال في عمليات التجنيد القسري على نطاق واسع، على الرغم من توقيع "الإدارة الذاتية" على خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة لوقف عمليات تجنيد الأطفال في صفوف قواتها وتسريح من تم تجنيده منهم، وتوقيع "وحدات حماية الشعب" و"وحدات حماية المرأة" على صكِّ التزام مع منظمة نداء جنيف في حزيران 2014 لحظر استخدام الأطفال في الحروب، إلا أن عمليات التجنيد لم تنتهِ.

وقد وثَّق التقرير ما لا يقل عن 752 طفلاً ما يزالون قيد التجنيد لدى "قوات سوريا الديمقراطية"، إضافةً إلى مقتل قرابة 243 طفلاً منذ تأسيس "قوات سوريا الديمقراطية"، كما سجَّل التقرير اعتداء "قوات سوريا الديمقراطية" على ما لا يقل عن 16 مدرسة حتى 20 من تشرين الثاني 2022.

وأوردَ التقرير أبرز الانتهاكات التي مارستها جميع فصائل المعارضة المسلحة/ "الجيش الوطني"، وقال إضافةً إلى عمليات القتل والاعتقال، جندت فصائل المعارضة المسلحة الأطفال ضمن صفوف قواتها مستغلةً الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الطفل.

وبحسب التقرير فإنَّ 12 طفلاً قتلوا خلال مشاركتهم في ميادين القتال إلى جانب فصائل في المعارضة المسلحة، كما سجل ما لا يقل عن 36 مدرسة تعرضت لاعتداءات على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة "الجيش الوطني" حتى 20 من تشرين الثاني 2022.

وأكد التقرير أنه على الرغم من ترسانة القوانين الدولية التي تُعنى بحقوق الطفل وتهدف إلى حمايتها في جميع الأوقات، لم تتوقف الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا منذ قرابة أحد عشر عاماً، ولم تحترم أيٌ من أطراف النزاع تلك القوانين.