icon
التغطية الحية

بيدرسون يحمّل الأسد مسؤولية التصعيد في ليبيا فهل دخل في المزاد؟

2020.05.20 | 16:02 دمشق

t8ohcrmk45wxeg8cpfcaaqxbhim8qr4wu7meqf9q.jpeg
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

حمّل المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، نظام الأسد مسؤولية التصعيد في ليبيا بحسب وكالة سبوتنيك الروسية، وذلك بعد صدور تقارير أممية تثبت مشاركة مرتزقة من ميليشيات الأسد في القتال إلى جانب قوات خليفة حفتر، في ظل وضع مربك يعيشه النظام أمام حملات إعلامية روسية تستهدفه، وصراع بدأت تتضح معالمه مع آل الأسد و أقربائه من آل مخلوف.

وأكد تقرير لخبراء في الأمم المتحدة في 24 من نيسان الماضي، وجود مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية ومرتزقة سوريين جاؤوا من دمشق لدعم خليفة حفتر.

انتقاد بيدرسون لدور مرتزقة نظام الأسد في ليبيا أزعج روسيا، في وقت طالبت فيه واشنطن روسيا بسحب مرتزقة "فاغنر" الذين تنقلهم روسيا مع مرتزقة النظام إلى ليبيا.

ودعت الولايات المتحدة على لسان مندوبتها في الأمم المتحدة كيلي كرافت، روسيا إلى "وقف النقل المستمر للمعدات العسكرية الأجنبية والأفراد إلى ليبيا"، وسحب مرتزقة فاغنر الروس.

وقالت "كرافت" خلال جلسة لمجلس الأمن الثلاثاء "أريد أن أكون واضحة بشأن النقاط التالية.. يجب على جميع الأطراف المشاركة في النزاع الليبي تعليق العمليات العسكرية فورا، ووقف النقل المستمر للمعدات العسكرية الأجنبية والأفراد إلى ليبيا، بما في ذلك مرتزقة مجموعة فاغنر".

الأمم المتحدة تسجل موقفاً

وحول ذلك قال الكاتب والباحث ماجد علوش لموقع تلفزيون سوريا إن الأمم المتحدة في سوريا وفي مناطق أخرى من مناطق النزاع في العالم تعمل انطلاقا من قاعدة " علَّ وعسى"، أي تبذل جهودها في محاولة لإثبات وجودها، وتحقيق أي قدر ممكن من النجاح في لجم الاندفاعات العسكرية في العالم، وذلك لرغبتها في تحقيق تسويات.

ويشير علوش إلى أن القرار ليس من صلاحية الأمم المتحدة بل هي مجرد مُظهِر لنتائج توافقات القوى العظمة والفاعلة دوليا، وتابع "لذلك لا يوجد أثر لأي موقف تتخذه في أي نزاع إقليمي طالما أنه ليس تعبيرا عن توافق دولي ( روسي- أميركي ) في سياق ذلك نرى أن الأمم المتحدة دانت تدخل كل الأطراف في سوريا ومثلها في ليبيا حاليا وفي مناطق التوتر في العالم لكن لم ينتج عن تلك الإدانات أي سلوك عملي لتغيير اتجاه الأحداث في هذا النزاع أو ذاك ".  

في المقابل تلجأ واشنطن إلى الإدانة والمطالبة، عندما لا تريد التدخل الفاعل وحسم الأمور، في مثل هذه الحالات إما أنها تلجأ إلى توجيه الإنذارات أو إصدار الأوامر لمؤسساتها السياسية والعسكرية. وبالتالي فالمطالبة الأميركية بسحب مقاتلي "فاغنر السوريين والروس من ليبيا يأتي في سياق تسجيل المواقف إما لإرضاء الأصدقاء أو لتذكير الخصوم ".  

كما أن النزاعات الإقليمية خاصة في الشرق الأوسط وهي عديدة لا تزال في مواقع متأخرة في اهتمام السياسة الأميركية المباشرة، ربما لأنها لم تصل إلى النتائج المتوخاة مع بقاء المتابعة الدقيقة للتطورات والتحكم بغير المرغوب منها.

هل دخلت ليبيا وسوريا إلى البازار؟ 

قالت صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق إن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يشكل تحالفا مع نظام بشار الأسد يغذّي تصعيد التدخل الأجنبي في معركة العاصمة الليبية طرابلس، مشيرة إلى أن ذلك يدل على تشابك متزايد بين الساحتين السورية والليبية.

وبرأي "علوش" إن النزاع الليبي لم يدخل دائرة "البازار" الإقليمي أو الدولي بعد، ذلك أن الأمور لا تزال غير مستقرة فـ حفتر حقق تقدما كبيرا في طرابلس ومناطق ليبية أخرى قبل أن تنقلب الأمور وتسترد حكومة الوفاق زمام المبادرة وتطرد قواته من مناطق عديدة بما فيها بعض أحياء العاصمة طرابلس وربما شهدنا جولة جديدة من القتال تنقلب فيها الموازين.

ويلفت إلى أن الارتباط بين ليبيا وسوريا لا يزال محكوما باللامبالاة الأميركية والهدوء الأوروبي وبالسيطرة الروسية على المتنازعين عبر جهات فاعلة، أي بحكومة الوفاق عبر تفاهماتها مع تركيا وبقوات حفتر عبر داعميه الرئيسيين الإمارات ومصر، أما الولايات المتحدة فهي تمارس سياسة (انتظار إنهاك المتقاتلين) لذلك "لا أرى ارتباطا قويا بين الأوضاع في ليبيا وتطورات الوضع السوري وتصريحات بيدرسون هي تسجيل موقف أممي".

رأس الأسد في المزاد

بحسب "علوش" فإن الوضع حتما يسير باتجاه التطور في سوريا خاصة أنه بات واضحا أن الروس أدخلوا رأس "بشار الأسد" في المزاد وعلى نحو جدي هذه المرة وستشهد الأشهر القادمة وضوحا أكبر في الصورة وتحديدا أعمق للمسار فيما إذا كنا متجهين إلى حل جزئي بتفاهم روسي تركي أم إلى حل شامل بموافقة أميركية، وقد تكون نتائج اجتماعات اللجنة الدستورية إشارة مهمة في توضيح ذلك فـ تسريع النتائج يشير إلى تفاهم مع الأتراك وتباطؤها يعني مزيدا من الانتظار على أمل بموافقة أميركية.