icon
التغطية الحية

بمناسبة مرور 10 سنوات.. طيارون إسرائيليون يروون تفاصيل الهجمات في سوريا

2023.03.10 | 19:15 دمشق

طائرة قتالية اميركية من طراز "إف 35" تابعة للجيش الإسرائيلي (موقع الجيش الإسرائيلي)
طائرة قتالية أميركية من طراز "إف 35" تابعة للجيش الإسرائيلي (موقع الجيش الإسرائيلي)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

كشف تقرير إسرائيلي أن الهجمات الإسرائيلية في سوريا لم تحقق الهدف المرجو منها بشكل كامل، في تعطيل المشروع الإيراني الذي أسسه قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.

ونشرت "القناة 12"، الإسرائيلية الخاصة، تقريراً خاصاً بمناسبة مرور 10 سنوات على بدء الهجمات الإسرائيلية في سوريا، ترجم موقع "تلفزيون سوريا" أجزاء مهمة منه.

يسلط التقرير الضوء على مدى جدوى هذه الضربات وتفاصيل دقيقة خلال هذه "الحرب الطويلة"، التي يطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "المعركة بين الحروب".

ونقلت القناة عن طيارين وملاحيين من الذين شاركوا في شن غارات جوية على سوريا، بأن الضربات لم تنجح سوى 40 في المئة في تدمير المشروع الإيراني.

وتقول تل أبيب التي من النادر أن تعلن مسؤوليتها رسمياً، بأن ضرباتها هي لتعطيل المشروع الإيراني الذي أسسه قاسم سليماني لإنشاء "حزب الله 2" في الجنوب السوري.

بحسب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق أفيف  كوخافي، فإن "المعركة بين الحروب" بدأت في أذار/مارس 2013.

تتضمن عمليات متنوعة عسكرية واستخبارية وسايبرانية، وهي جزء من صراع الظل بين تل أبيب وطهران للهيمنة الإقليمية.

تعد الغارات الإسرائيلية المتكررة في سوريا، والتي بلغ معدل الهجوم فيها، كل أسبوع، أطول حرب تشنها إسرائيل من طرف واحد في سوريا، استمرت نحو 10 سنوات من دون أن يكون هناك رد أو ردع من قبل النظام لدرجة أنها تحولت إلى فعل روتيني.

منذ حرب حزيران عام 1967، التي يطلق عليها الإسرائيليون تفاخراً حرب "الأيام الستة"، لم تشن إسرائيل حرباً في تاريخها مثل عملياتها العسكرية وغاراتها المتواصلة في سوريا منذ عشر سنوات.

كما تعد سوريا أكثر الساحات التي نفذ فيها الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية خارجية بعد اجتياح لبنان في 1982، بتنسيق مع الروس وضوء أخضر أميركي، وإحجام من النظام وإيران تحت ذريعة "الصبر الاستراتيجي".

وكان موقع "تلفزيون سوريا" رصد تسجيل 29 هجوماً إسرائيلياً داخل الأراضي السورية، 4 منها كانت هجمات مزدوجة، أي المحصلة 33 هجوما، خلال عام 2022، وذلك باستثناء الهجمات التي تتعرض لها منطقة الحدود السورية العراقية.

 

ترجمة تقرير "القناة 12" الإسرائيلية بمناسبة مرور 10 سنوات على "المعركة بين الحروب"

في نهاية كانون الثاني/يناير 2013 ولأول مرة منذ سنوات عديدة، نُسب إلى إسرائيل، بحسب تقارير أجنبية، هجوم ضد أهداف في سوريا، هكذا بدأت "المعركة بين الحروب" التي انطلقت قبل عقد من الزمان، والتي يبدو أنها مستمرة ولا مؤشرات على نهايتها قريباً، واستثمر خلالها سلاح الجو وأجهزة المخابرات الكثير من الموارد.

ولكن التساؤلات المطروحة هل الكلفة توازي المنفعة في استمرار هذه الضربات وهل ستكون هناك استراتيجية جيدة.

وصل متوسط عدد الضربات الإسرائيلية داخل سوريا إلى 50 هجوماً في السنة، وفقا لتصريحات رئيس هيئة الأركان السابق أفيف كوخافي في المقابلات التي أجراها بمناسبة انتهاء فترته.

وقال كوخافي، "لم ننته بعد، ولدينا المزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به".

وأضاف، لقد تعطل المشروع الإيراني في سوريا بفضل نشاط مكثف جداً بدأ في مكان ما في عام 2013 بثلاثة هجمات في السنة، ونحن اليوم نقوم بأكثر من 50 نشاطاً سنوياً، أي بمعدل هجوم كل أسبوع.

في البداية، عندما شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً، كان الهدف هو منع نقل الأسلحة إلى تنظيم "حزب الله" في لبنان. وقد أدركت إسرائيل أنه بعد وقت قصير من تدفق الإيرانيين إلى سوريا، قاموا ببناء بنية تحتية لنقل الأسلحة مثل منظومات الدفاع المضادة للطائرات والصواريخ، التي لم تكن في ذلك الوقت تقريباً في مستودعات حزب الله.

وتخشى إسرائيل أن يؤدي نقل الصواريخ ومضادات الطيران إلى المساس بحرية عمل قواتها الجوية في لبنان وإعطاء "حزب الله" قدرات جديدة تتحدى من خلالها الجيش الإسرائيلي.

ويقول الضابط الطيار الاحتياط "ج"، كان من بين المشاركين في بداية "المعركة بين الحروب"، "كانت سوريا في 2013 بالفعل دولة مفككة مزقتها حرب أهلية مع جيش لم يعد موجوداً تقريباً وكان منشغلاً في القتال ضد الثوار".

وأضاف الطيار الإسرائيلي، "لم يكن سلاح الجو السوري خصماً جاداً حتى قبل اندلاع الحرب في سوريا".

وأردف قوله، لم يكن هناك خطر ويكاد يكون معدوماً على طائراتنا بفضل ما نمتلكه من موارد بشرية وتكنولوجية واستخبارية.

بدوره، قال المقدم الطيار "أ"، وهو طيار مقاتل شارك في الهجمات الأولى، "كنا واثقين جداً من أنفسنا. يمكن أن يحدث شيء دائماً، لكننا كنا نعلم أنه لا يوجد خطر حقيقي على الطائرات. لا أعرف ما إذا كان من الصحيح استخدام كلمة قلق، لكن شاغلنا الرئيسي خلال الهجوم كان احترافية التنفيذ.. دعونا ننفذ المهمة بأفضل طريقة وندمر الهدف ".

علاوة على ذلك، يضيف الطيار "أ"، "لقد اخترنا الطائرات الأكثر موثوقية التي تم فحصها بواسطة مئة عين، حتى لا نجد أنفسنا مع سقوط طائرة بسبب عطل، ولكن التدريبات كانت شاقة".

هل تعلم أنك ذاهب إلى حملة وليس إلى هجوم مضاد واحد؟

يجيب الطيار "ج": "لا، على الأقل ما أذكره في ذلك الوقت هو أنهم كانوا يعملون على إحباط عملية تسليم الشحنات. وعادة تكون عدة هجمات من دون الإعلان عنها رسمياً".

ويضيف المقدم "أ"، لم أكن أدرك على الإطلاق أنه سيكون هناك المزيد من الهجمات. حتى بعد فترة من استمرار الطلعات الجوية، بدا لي الأمر وكأنه شيء مؤقت واستغلال للفرصة ضد السوريين الذين كانوا آنذاك خصماً ضعيفاً ومنهكاً.

لكن الإيرانيين يصرون على تهريب الأسلحة إلى حزب الله وفي الوقت نفسه تحويل سوريا إلى مسرح عمل يهدد إسرائيل، والقوافل تشق طريقها إلى لبنان، مما يستدعي هجوماً جوياً في سوريا.

وتغيرت استراتيجية "المعركة بين الحروب" وازدادت زخماً مع السنوات عندما بدأت إسرائيل تدرك أنه يكاد يكون من المستحيل إحباط قوات عسكرية بضربات جوية، إذا هاجموا في البداية أنظمة مضادة للطائرات والصواريخ استمرت في التدفق إلى مستودعات حزب الله، تغير هذا لاحقاً إلى الصواريخ بعيدة المدى، ثم الصواريخ الدقيقة، وأكثر من ذلك.

وطرأ تغيير مهم آخر كان مع وصول الروس إلى سوريا، وقتها كان الخطر على طائرات سلاح الجو لا يزال منخفضاً، حيث إن الروس ليس لديهم بالفعل وسيلة لإحباط هجمات القوات الجوية الإسرائيلية أيضاً.

في غضون ذلك بدأ الجيش السوري في السنوات الأخيرة إعادة تأهيل نفسه بمساعدة الروس، ما يزيد من مستوى الخطر. على الرغم من أن سلاح الجو يعرف كيف يتغلب عليه.

من جهته، يتحدث المقدم احتياط "ع"، ملاح قتالي، عن الكمية الكبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات التي يتم إطلاقها حالياً في أثناء هجوم في سوريا. ويقول "على مر السنين ازداد حجم نيران الدفاع الجوي السوري، كنا في البدايات بالكاد نكتشف إطلاق صاروخ مضاد للطائرات هنا أو هناك، اليوم عشرات الصواريخ التي تطلق في الهواء وتبحث عنك".

ويوضح المقدم "ع"، أنّ هجماتنا لم يكن يعلم بها الطرف الأخر، ونتصرف في طريقة محسوبة جداً. لديك مهمة يتعين عليك إنجازها وهذا ما تركز عليه.

ويشير المقدم الطيار أن مستوى المخاطرة منخفض جداً بفضل العديد من التقنيات المعتمدة.

فشل "إس 400" في سوريا

يقول الطيار الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، تصاعد نشاط الجيش الروسي في سوريا ، فأرسل إلى هناك طائرات مقاتلة وبطاريات مضادة للطائرات ورادارات، حتى هذه الأسلحة لم تستطيع إحباط ضرباتنا الجوية في سوريا.

ويضيف، في عام 2019 نشرنا طائرات 35-F التي نقلها طيارون أميركيون إلى إسرائيل كجزء من إمداد الطائرات لسلاح الجو اقتربت من سوريا من دون اختراق مجالها الجوي، وأن البطاريات المضادة للطائرات S-300 و S-400 التي قامت بها روسيا المنتشرة هناك فشلت في الكشف عنها.

وزعم المسؤولون الأميركيون الذين كشفوا عن هذه الحادثهة بأنها "أثارت جنون الروس".

في روسيا، كان هناك قدر كبير من الانتقادات حول عدم قدرة الأنظمة المضادة للطائرات على التعامل مع الهجمات الإسرائيلية، وحتى اليوم لم يكن هناك تصادم كبير بين طائرات سلاح الجو والطائرات الروسية، إلا أن المصادر تحدثنا مع قوله إن هناك عدة هجمات كانت طائرات إسرائيلية وروسية "في نفس المجال الجوي" من دون حدوث احتكاك.

وبالنسبة للفراغ الذي أحدثه الروس في سوريا بعد انشغالهم في أوكرانيا، قال مسؤول أمني كبير تحدثنا معه لإعداد المقال: "إن إسرائيل تنسب إلى الروس قوة عسكرية وسياسية أعلى بكثير مما لديهم بالفعل. ليس لسوريا قوة عسكرية كبيرة فيما يتعلق بإسرائيل والقدرات التي يمتلكونها لا تصمد أمامنا، ولم نكن بحاجة إلى أوكرانيا لنعلم أنه ليس لدينا نية للسماح للروس بإلحاق الأذى بأهدافنا في مواجهة الإيرانيين، ولكن الأمر مختلف على المستوى السياسي والدبلوماسي، هناك خوف أكبر لاعتبارات أخرى أوسع.

بالنسبة للتموضع العسكري لإيران في سوريا، هناك من يعترف داخل الجيش الإسرائيلي بأن للإيرانيين وجوداً كبيراً في سوريا. قال لنا ضابط كبير هذا الأسبوع: الضربات الإسرائيلية لم توقف كل عمليات تهريب الأسلحة.

وكشف بشكل مفاجئ "أنّ نسبة تدمير المشروع الإيراني في سوريا بالكاد بلغت 4 في المئة".

وتكشف كلمات المصدر الأمني أن إسرائيل لم تفشل فقط في تحقيق الأهداف الاستراتيجية من "المعركة بين الحروب" التي رسمتها لنفسها، وهذا يعني أن معظم عمليات التهريب الإيرانية ناجحة أيضاً، وهذا يمكن أن يفسر أيضاً إصرار الإيرانيين، على حد تعبير المصدر.

وأضاف: اعترف بصدق "نحن نفهم أن دقة صواريخ حزب الله هي أيضا أمر يحدث بالفعل ويزداد حدته". هذه القدرات موجودة بالفعل لدى حزب الله وستزداد في السنوات المقبلة.

يبدو أن إسرائيل أدمنت الهجوم على سوريا ووقعت في حب "المعركة بين الحروب"، التي بدأتها قبل 10 سنوات.