icon
التغطية الحية

بمناسبة فوزه بالانتخابات.. "برقية تهنئة" من رفعت الأسد لابن أخيه

2021.06.09 | 15:07 دمشق

rft-ryysyt-trjmt.png
صورة أرشيفية من العام 2005 لرفعت الأسد بمكتبه في إسبانيا - AP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

وجه شقيق رئيس النظام الراحل، حافظ الأسد، وقائد ما كان يُعرف باسم "سرايا الدفاع"، رفعت الأسد، برقية تهنئة إلى ابن أخيه بشار الأسد، بمناسبة فوزه في "الانتخابات الرئاسية" السورية، التي أجراها النظام في 26 أيار الماضي.

وجاء في نص البرقية التي نشرها نجل رفعت الأسد دريد، على صفحته على "فيسبوك"، إنه "اليوم ينتصر الشريف وشعبه، ولا يسعني بعد إذ رأيتك حبيباً كريماً وكما عهدتك بحمد الله، إلا أن أبعث اليوم أصدق التهاني بمناسبة حصولكم على ثقة شعبنا العظيم بإعادة انتخابكم".

وأردف رفعت الأسد لابن أخيه قائلا "أتمنى لكم التوفيق والنجاح في القيام بمهامكم في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا الحبيبة و التي أنتم أهل لها من دون شك".

وفي تقديمه للبرقية استخدم نجل رفعت الأسد لقب "القائد"، الذي عرف به والده على مدى سنوات، حين كان قائداً لسرايا الدفاع، وهو أحد المناصب التي تولاها قبل أن يغادر البلاد إثر خلاف مع شقيقه في العام 1984، ويتحول إلى معارض لابن أخيه، قبل أن يظهر يوم انتخابات الرئاسة وهو يصوت في سفارة النظام في باريس.

 

رفعت الأسد.. قصة نهب

بدأت سطوة رفعت الأسد على مفاصل الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى في سوريا منذ الانقلاب الذي قاده شقيقه حافظ في تشرين الثاني من العام 1970، والذي جعل السلطة في البلاد بيد آل الأسد، وحصل رفعت إثره على منصب مهم جداً كنائب للرئيس للشؤون الأمنية، حيث كان يسيطر على خدمات المعلومات، فضلاً عن رئاسته لما يسمى "سرايا الدفاع"، والتي كانت وظيفتها الدفاع عن النظام البعثي.

خلال سنوات الثمانينات نظّم رفعت الأسد وقاد مجموعة شبه عسكرية، عرفت بين السوريين باسم "الشبيحة"، كان هدفها الاعتقال غير النظامي للمعارضين واختفائهم لاحقاً، كما قامت بعمليات خطف وابتزاز وجرائم أخرى في مختلف المدن والمحافظات السورية، وباستخدام الأدوات التي أتاحها له منصبه وسلطاته داخل النظام.

وحتى العام 1984 استمر رفعت الأسد والمقربون منه في "سرايا الدفاع"، بحملة إثراء منهجية تعتمد على طرق متنوعة، أبرزها التهريب من لبنان، حيث استخدم رفعت الأسد منصبه في السيطرة على طريق الدخول والاتصال بين لبنان وسوريا، وحصل لاحقاً على نسبة من قيمة جميع البضائع التي تدخل البلاد بشكل غير قانوني، دون رقابة جمركية، ليتم بيعها لاحقاً في السوق السوداء.

وعمل الأسد على نهب الأعمال الفنية، حيث استغل سيطرته على "كتائب الدفاع"، وقوات "الشبيحة"، لتنظيم نهبٍ منهجي للتراث التاريخي في سوريا، ورعاية التنقيب غير القانوني عن الآثار، وبيع ما يحصل عليه سراً.

كما استخدم رفعت الأسد ميناءً خاصاً في اللاذقية لإخراج البضائع والمسروقات والآثار من البلاد، فضلاً عن جرائم أخرى مثل اغتصاب وبيع الممتلكات المسروقة، والاتجار بالمخدرات.

وفي العام 1984، وبعد الخلاف بين الشقيقين، أُجبر رفعت على الخروج من سوريا مقابل أخذ ما يكفي من المال لنفسه ولمجموعة كانت معه، ما يقارب 214 مليون دولار دفعت من الموازنة السورية وبتمويل من ليبيا، وحينئذ تظاهر برحلة رسمية إلى موسكو، مكث فيها نحو أربعة أشهر برفقة 200 من مرافقيه، انتهى به الأمر بعدها في فرنسا بعد إقامة متوسطة في سويسرا.

وتقدر المعارضة السورية إجمالي الأموال غير المشروعة التي تلقاها رفعت الأسد من مصادر مختلفة بنحو 4000 مليون دولار في ذلك الوقت.

وحكم القضاء الفرنسي بالسجن أربع سنوات على رفعت الأسد، في حزيران من العام 2020، بعد إدانته بشراء عقارات في فرنسا بملايين الدولارات باستخدام أموال مختلسة من سوريا، فضلاً عن اتهامه بتبييض الأموال. 

وقضت المحكمة بمصادرة جميع الأصول العقارية لرفعت الأسد في فرنسا، كما صادرت أحد الأصول العقارية المملوكة له في لندن، بقيمة 29 مليون يورو.

كما أمر القضاء الفرنسي في كانون الأول الماضي، بمحاكمة رفعت الأسد بتهمة غسيل الأموال عن طريق بناء إمبراطورية عقارية بقيمة 90 مليون يورو، (ما يقارب 99,55 مليون دولار) في فرنسا.