icon
التغطية الحية

بمشاركة فيلم "الغريب" السوري.. انطلاق مهرجان الجزائر السينمائي الدولي

2022.12.03 | 09:01 دمشق

سينما
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

انطلقت في الجزائر العاصمة أمس الجمعة فعاليات الدورة الـ11 لـ "المهرجان الدولي للسينما"، بعد غياب دام عامين بسبب جائحة كورونا، وذلك بحضور نخبة من نجوم وصانعي الأفلام في العالم، وبمشاركة 60 فيلماً.

وتضمن حفل الافتتاح الذي أقيم مساء أمس في قاعة ابن زيدون بالجزائر، فقرة تقديم لجان تحكيم المسابقات الثلاث (الفيلم الروائي الطويل، والوثائقي الطويل، والفيلم القصير)، تلتها كلمة لمديرة المهرجان زهيرة ياحي.

وبعد أن كان مقرراً أن يُفتتح المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى الـ10 من هذا الشهر، بعرض فيلم "الغريب" للمخرج السوري أمير فخر الدين؛ أعلن القائمون تأجيل عرضه إلى الـ7 من كانون الأول الجاري، بسبب مشكلة تقنية.

وسيمكّن المهرجان في هذه الدورة "أهل الفن السابع والجمهور الجزائري من الاطلاع على تجارب إبداعية من مختلف المدارس والمشارب الفنية، لا سيما تلك الأعمال التي تلتزم بالقضايا الإنسانية العادلة والمناصرة للشعوب ضد كل أشكال التعسف والظلم"، بحسب كلمة وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية صورية مولوجي التي ألقتها في حفل الافتتاح.

وتابعت: "نأمل أن تكون هذه الطبعة من المهرجان غنية بالعطاء وبالتجارب السينمائية الحديثة، وأرفع كل الشكر والتقدير للمبدعين والفنانين الذين يساهمون في إثراء المشهد الثقافي والفني في الجزائر، مع تجديد التزام قطاعنا الوزاري بالمرافقة في النهضة السينمائية في بلادنا وكل المشاريع الثقافية التي ترتفع بالإنسان إلى أفق من الرقي والإبداع".

برنامج مهرجان الجزائر السينمائي الدولي

ويتضمن برنامج المهرجان بالإضافة إلى العروض السينمائية، ثلاث ورش تدريبية تدور محاورها حول: السينما والبيئة، والتمثيل، والحدود بين الفيلم الوثائقي والروائي.

وتتزامن الذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر مع فعاليات المهرجان، ليحتفل الحضور بهذه الذكرى من خلال عرض مجموعة من الأعمال التي تدور حول الثورة والمقاومة الجزائرية.

أما عروض المسابقة الرسمية، فستُقدّم في قاعات ديوان "رياض الفتح"، في حين ستُقدم الفعاليات الأخرى للمهرجان في قصر الثقافة (مفدي زكريا) وقاعة "سينماتك" الجزائر.

فيلم "الغريب"

تدور أحداث فيلم الغريب في إحدى قرى الجولان السوري المحتلّ، وتبدأ حكايته مع شخصية (عدنان) بطل الفيلم، الذي يستمع إلى وصية والده وهو يتلوها على شيخ المنطقة ليحرم فيها ابنه من الميراث. وصية الوالد تجعل المتلقي في بداية الفيلم نافراً من شخصية (عدنان) معتقداً بعقوقه، لكننا ما نلبث مع أحداث الفيلم أن نكتشف غير ذلك. وإن رسم المخرج علاقة (عدنان) بعائلته ضمن إطار شخصية اللا منتمي، إلا أنه في الوقت عينه يبني خلال أحداث السيناريو علاقة صراع بين الأجيال، وتحديداً بين الأب والابن والحفيدة.

  يرسم سيناريو الفيلم شخصية (عدنان) كرافض للحياة الإنسانية التي تعيشها الكائنات السياسية وسط المجتمع الإنساني، يتخذ موقفاً صارماً من القيم الثقافية والأخلاقية السائدة من حوله، وهو يتمتع بالشجاعة والحزم الضروريين للانعزال عنها. لأن قبول حالة النظام والعيش في ظلها لا يكفيان، وإنما هما الجبن بعينه ولا يمكن أن يؤدي مثل هذا الجبن إلى الحرية، يجب أن يواجه الإنسان الفوضى ويجب أن يحصل على نظامه الحقيقي بعد هذه الفوضى.

ورويداً رويداً، يشكّل الفيلم الشخصية الغامضة لـ(عدنان) الذي لم يكمل دراسة الطب في موسكو، ليعود لاحقاً إلى بلاده من دون الشهادة المطلوبة، وهو بعيد عن عائلته، والديه وزوجته وابنته. يعيش في بيت صغير في الجرد من دون عمل محدد سوى محاولة حماية أرضه من تملّك الإسرائيلي لها، والذي دفع عربوناً لوالده للحصول عليها. ويتابع الفيلم خصائص اللا منتمي حين يجعل لعدنان رفيقاً وحيداً هو الكلب الأعرج (كوذبا)، الذي يماثل عدنان في صعوبة انتمائه إلى عالم الكلاب الذين لا ينفكون يهاجمونه لضعف جسده الفاقد لأحد الأرجل.

المخرج أمير فخر الدين

أما أمير فخر الدين، فيعد فيلم "الغريب" أول أعماله الإخراجية. وفخر الدين كاتب ومخرج سوري شاب مقيم في ألمانيا. ولد في كييف سنة 1991 لوالدين سوريين ينحدران من الجولان المحتل. وعُرض فيلمه الأول "الغريب" للمرة الأولى في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي حيث نال جائزة (Edipo Re) كأفضل فيلم، وحاز على عدة جوائز في مهرجانات عالمية، كما تم اختياره لتمثيل فلسطين لجوائز الأوسكار العام الماضي. ويعمل أمير فخر الدين حالياً على فيلمه الروائي الطويل الثاني "يونان".

مهرجان الجزائر الدولي للسينما

يذكر أن النسخة الأولى من مهرجان الجزائر الدولي للسينما تم إطلاقها في سنة 2009 تحت شعار "أيام للفيلم الملتزم". واستطاع المهرجان في وقت وجيز فرض نفسه كحدث سينمائي مهم في الجزائر يعرض أفلاماً مميزة وملتزمة، وغالباً ما تكون بعيدة عن سياق السينما التجارية، كما يخصص المهرجان جانباً خاصاً للقضية الفلسطينية.