حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تركيا، حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من عواقب العملية العسكرية التي تعتزم شنها في شمالي سوريا، معتبراً أنها قد تعرّض المنطقة للخطر.
ودعا، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ تركيا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار الذي وضع عام 2019، وذلك بعد تصريح أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرب بدء العملية العسكرية "لتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج" من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وقال بلينكن: "القلق الكبير الذي يساورنا هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية لاستغلال عدم الاستقرار"، مضيفاً: "إنه أمر نعارضه".
واعتبر وزير الخارجية أن العملية العسكرية قد تعرّض جهودهم في محاربة تنظيم "الدولة" للخطر بقوله: "لا نريد رؤية أي شيء يعرّض الجهود التي بذلناها لإبقاء تنظيم الدولة في الصندوق الذي حبسناه فيه للخطر".
كيف علّق مظلوم عبدي على العملية العسكرية التركية المرتقبة؟
وبعد ساعات قليلة من تصريح وزير الخارجية الأميركية، نشر القائد العام لـ "قسد" مظلوم عبدي سلسلة من التغريدات عبر حسابه في تويتر تطرق خلالها إلى النقطة ذاتها التي تحدث عنها بلينكن.
وقال إن "أي عدوان تركي على شمالي سوريا سيؤثر سلباً على العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة (داعش)".
We are concerned about new Turkish threats which pose high risk on northern Syria. Any offensive will divide Syrians, create a new humanitarian crisis, and displace original inhabitants and IDPs. New escalation will also negatively affect our campaign against ISIS.
— Mazloum Abdî مظلوم عبدي (@MazloumAbdi) June 2, 2022
وتأتي تغريدة عبدي بعد يوم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج في سوريا من الإرهابيين".
وقال أردوغان في كلمة أمام أعضاء كتلة حزب العدالة والتنمية بالبرلمان التركي، إن الذين يحاولون إضفاء الشرعية على تنظيم "بي كي كي" وأذرعه تحت مسميات مختلفة "لا يخدعون سوى أنفسهم"، في إشارة إلى قوات "قسد" المتهمة بصلاتها مع "حزب العمال الكردستاني" المصنف على لوائح الإرهاب.
وأشار الرئيس التركي إلى أن "الجهات التي تقدم السلاح للإرهابيين مجاناً وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحق لقب دولة إرهاب لا دولة قانون"، معتبراً أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) مؤسسة أمنية وليس مهمتها "دعم التنظيمات الإرهابية".
وكان أردوغان قد لوّح في وقت سابق بقرب تحرك عسكري على الحدود الجنوبية لبلاده مع سوريا، إذ قال إن "المناطق التي تعد بؤرة الهجمات والمضايقات ضد بلدنا ومناطقنا الآمنة هي على رأس أولوياتنا".