icon
التغطية الحية

"بعضهم غادر إلى ألمانيا".. مصير مجهول ينتظر سوريين فارين من أوكرانيا في هولندا

2023.08.24 | 16:26 دمشق

آخر تحديث: 24.08.2023 | 16:50 دمشق

لاجئون قادمون من أوكرانيا بينهم سوريون يتظاهرون للمطالبة بالحصول على تصاريح إقامة
لاجئون قادمون من أوكرانيا بينهم سوريون يتظاهرون للمطالبة بالحصول على تصاريح إقامة
هولندا ـ أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

يواجه العديد من طالبي اللجوء السوريين الفارين من الحرب في أوكرانيا مصيرا مجهولا، لا سيما أن الأمر قد ينتهي بهم في الشارع بعد انتهاء فترة استقبالهم من قبل عدد من البلديات الهولندية.

وأعربت "جمعية بلديات هولندا" عن قلقها الشديد بشأن مجموعة ما يسمى بمواطني الدول الثالثة الذين ستنتهي ترتيبات الاستقبال الخاصة بهم في بداية شهر أيلول المقبل.

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية فإن هؤلاء هم الأجانب الذين كانوا في أوكرانيا وقت الغزو الروسي وفروا من الحرب ولجئوا إلى هولندا.

"البلديات تحذر"

وفي رسالة إلى وزير شؤون الهجرة واللجوء إريك فان دير بورخ حذرت جمعية البلديات من أن رؤساء البلديات سيواجهون مشكلات، وأن الناس قد ينتهي بهم الأمر في الشارع.

وكتب مدير الجمعية ليونارد جيلوك: "كان التوقع دائماً أن يتم رعاية مواطني الدول الثالثة في أي مكان آخر اعتباراً من 4 أيلول من قبل مؤسسة إيواء طالبي اللجوء، بسبب تقديم طلب اللجوء أو أنهم سيعودون إلى بلدهم الأصلي"، مضيفاً "لقد أصبح من الواضح مؤخراً أن معظم مواطني الدول الثالثة لم يقدموا طلباً ولم يعودوا.. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ينتهي الحق في المأوى لنحو 2500 شخص في 4 أيلول، وسيواجه رؤساء البلديات الآن مجموعة من الأشخاص لم يعد لهم أساس قانوني للمأوى".

وتطلب جمعية البلديات من الحكومة الهولندية تبريراً قانونياً للإجراء وتطلب إجراء تحليل للمخاطر لاحتمال الاضطرابات وانعدام الأمن في مواقع الاستقبال وفي الشارع.

ويريد VNG أيضاً أن يكون الأشخاص الذين لديهم مواطنون من دول أخرى في المنزل وأرباب العمل الذين يوظفونهم على دراية جيدة.

وبحلول الرابع من شهر سبتمبر يجب أن يكون رعايا الدول الثالثة قد غادروا طواعية أو قدموا طلب لجوء وبالتالي فإن لديهم أقل من شهر للقيام بذلك، كان مجلس الوزراء قد مدد بالفعل خطة الاستقبال في مارس من هذا العام وفقاً لـ جمعية البلديات لأن "عملية الإنهاء لم يتم إعدادها بشكل صحيح".

ومنذ الشهر الماضي وضع مجلس الوزراء خطة لإنهاء هذه المجموعة، يتلقون الدعم وربما مساهمة مالية إذا عادوا طوعاً إلى بلدهم الأم على المدى القصير. ويقول المتحدث باسم وزارة العدل والأمن إن المخاوف التي وصفتها جمعية البلديات في رسالتها "تحظى باهتمامنا"، مضيفاً بأنه على المدى "القصير جداً" ستناقش الوزارة "كل هذه الأمور" مع جمعية البلديات "لضمان مسار سلس إذا لم يعد رعايا الدول الثالثة خاضعين لتوجيه الحماية المؤقتة".

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية فإن مواطني الدول الثالثة هم بشكل أساسي أشخاص من سوريا أو دول أفريقية أقاموا في أوكرانيا بموجب تصريح إقامة مؤقت عندما اندلعت الحرب هناك على سبيل المثال للدراسة أو العمل.

انتظار ومستقبل "معلق"

وتقدم العديد من طالبي اللجوء السوريين القادمين من أوكرانيا بطلبات لجوء ولم يحصل معظمهم على حق اللجوء بسبب الازدحام الذي تشهده البلاد أو بسبب رفض طلب لجوئهم.

وقال طالب اللجوء السوري (قيس س) لموقع تلفزيون سوريا إنه ينتظر منذ أكثر من عام من دون أن يحصل على أي تصريح إقامة من السلطات الهولندية.

ويضيف اللاجئ السوري "نحصل على مبلغ رمزي لتأمين متطلبات حياتنا"، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب لجوء منذ أشهر لكنه لم يحصل على ردّ من دائرة الهجرة والتجنيس على طلبه حتى الآن.

ويتابع قيس البالغ من العمر 27 عاماً: "لا نملك شيئاً سوى الانتظار.. مستقبلنا ما زال معلقاً والاكتئاب بدأ يتسلل إلى حياتنا"، مضيفاً: "ليس مستقبلي فقط هو المعلق بل مستقبل خطيبتي التي تنتظر لم الشمل أيضاً".

أما علي وشقيقه محمد اللذان هربا من أوكرانيا إلى هولندا منذ أكثر من عام وبعد أن أغلقت الأبواب في وجههما في دولة الطواحين فقررا السفر إلى ألمانيا لطلب الحصول على تصريح إقامة كي يبدأا حياتهما الجديدة.

ويقول محمد "بقينا نحو عام ولم نحصل على تصريح إقامة يرفضون معاملتنا كطالبي لجوء سوريين"، مضيفاً: "يعتبرونا طالبي لجوء من دول طرف ثالت".

ويتابع اللاجئ السوري "طلبوا منا بالفم الملآن مغادرة البلاد والحصول على مبلغ 5 آلاف يورو مقابل مغادرتنا هولندا".

محمد قرر البقاء في ألمانيا في حين سافر أخوه قبل أيام من ألمانيا إلى كندا بعد حصوله على موافقة لطلب لجوئه الذي تقدم به إثر اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ويقول اللاجئ السوري (رامي ر) يقول لموقع تلفزيون سوريا إنه فرَّ من أوكرانيا بعد اندلاع الحرب فيها.

ويضيف رامي "اخترت هولندا بعد أن سمعت أن لدي فرصاً في الحصول على تصريح إقامة فيها لأبدأ حياتي من جديد"، ويتابع: "صدمت بسبب طول فترة الانتظار والبيروقراطية".

ويتابع اللاجئ السوري: بعد انتظار لمدة أكثر من عام لم نحصل على إقامة وطلبوا منا مغادرة البلاد".

اللاجئ السوري اختار أن يسلك طريق القضاء للحصول على تصريح إقامة ويقول "كلفت محامياً لرفع قضية ضد دائرة الهجرة والتجنيس لكي تمنحني تصريح الإقامة".

ويتابع رامي الذي يقيم في مركز إيواء في شمالي هولندا "ًحقيقة لا أعرف ما الآلية التي تتبعها السلطات الهولندية تجاهنا فبعض السوريين القادمين من أوكرانيا حصلوا على حق اللجوء وفي حين تقدم آخرون وتم رفض طلب لجوئهم كان آخرهم أحد جيراني في مركز الإيواء الذي أعيش فيه حالياً"، ويضيف "ربما أغادر إلى ألمانيا في أي وقت إذا سمعت من المحامي أن فرصي بالحصول على تصريح إقامة أصبحت قليلة".

"لدينا أسماء وقصص وأحلام"

وقبل أيام تظاهر نحو مئة ممّن يسمّون "مواطني الدول الثالثة" القادمين من أوكرانيا في مدينة لاهاي.

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام فإنهم من الطلاب والعمال الذين فروا من أوكرانيا، لكن ليس لديهم الجنسية الأوكرانية أو تصريح إقامة أوكراني دائم، مشيرة إلى أن "من يُطلق عليهم رعايا الدول الثالثة غاضبون لأنهم تلقَّوا لأول مرة نفس الحماية المؤقتة التي حصل عليها اللاجئون الأوكرانيون في هولندا".

اقرأ أيضا: مصير مجهول يواجه سوريين مدانين بهولندا.. ما معايير دائرة الهجرة لترحيل اللاجئين؟    

ومعظم المتظاهرين هم طلاب من سوريا وإيران والمغرب والهند تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عاماً.

وحمل طالبو اللجوء لافتات مكتوب عليها "اللاجئون لديهم: أسماء وقصص وأحلام ولا يمكنك إيقاف حق الحماية بمجرد إعطائه".

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية فإنه "بعد فقدان الحماية المؤقتة، يكون لمواطني الدول الثالثة خياران: العودة إلى بلدهم الأم بمساعدة (مالية) من هولندا أو تقديم طلب لجوء".

ولا يفهم المتظاهرون لماذا عوملوا لأول مرة مثل الأوكرانيين لمدة سنة ونصف والآن فجأة لم يعودوا كذلك، ووفقاً لهم، لم يتم إعطاؤهم أي سبب لذلك وهم يعيشون ويعملون الآن في هولندا، ويقولون إنهم يعانون كثيراً من التوتر، وفق ما نقلت عنهم وسائل إعلام هولندية.